ثقافة المجتمع ومدى الاستجابة لواقع العنف - عين ليبيا

من إعداد: نداء صبري عياد

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله

تعرضت المرأة الليبية للعنف الاجتماعي والسياسي داخل وخارج ليبيا مثلها مثل الرجل، ولهذا نجد أنفسنــا اننا مجبرين للعودة الى الوراء لمعرفـةِ النفسية والآلية التي كان يتعامل بها المجتمع الليبي واخرها جرائم القذافي ضد الشعب الليبي بما فيهم المرأة التي هي جزء من هذا المجتمع أن العنف يمارس كثقافه في المجتمع الليبي بحكم البيئة والفهم السئ لضرب النساء بحجه ماجاء في القرأن الكريم، فنحن نمارس العنف على الأطفال في البيوت وفي المدارس، والرجل يسيطر على المرأة تحت شعار الرجولة، وبذلك تصبح عملية ممارسة العنف ظاهره طبيعيه لديهم، الي ان اصبح العنف على المرأة وكانة جزء من حياتنا اليومية تعاني من خلالة المرأه الليبيه الأمرين ..مواجهة عنف الأسره والمجتمع.

لقد عانت الليبيات كباقي نساء العالم شتى انواع العنف والاضطهاد كلٍ حسب المحيط الذي يحيط بها، فقد مرعليها أيام صعاب بدايتها بسبب الجهل والتعصب، من عادات وتقاليد، مرورا لتعرضها لانواع عنف عديدة من تحرش وقذف وطلاق وحرمان، بل أكثر من هذا إجبارها على تطبيق قوانين صنعت من قبل من لايخافون الله من حكام ومتسلطين.

كانت المرأه الليبيه في كل مرة تتجاوز هذه التصرفات بالصبر والحكمة والتريث،أو بالصمت والانسحاب والسلبية. عسى ان تجد من خلال ازمتها هذه طريقة توصلها بر الأمان والسكينه والطمأنينة.

لقد مورس على المرأة الليبية العنف من قبل النظام المقبور والسيطرة على تصرفاتها وتوجيهها الي مسار مفروض عليها في فترة حكم نظام ديكتاتوري واصبحت المرأة مسيرة لا مخيرة اضافه الى العنف الاجتماعي والأسري. وكأنها جارية بل عبدة تحت اقدام جبار ظالم.

وتحت كل هذه الضغوطات من مجتمعها وسيادة الحاكم اصبحت المرأه الليبية بين المطرقة والسندان تتخبط بالافكار والفعل، ورغم هذا لم تيأس وأخذت تسير بخطى متآنية الى ان تصل ماتصبوا اليه.

المــرأة و بــداية الـثـورة

خرجت المرأة الليبية هاتفة بالحرية مع اخيها الرجل وكان أكثر الضحايا من النساء والأطفال، وتمادى نظام المقبور لقتل النساء أثناء محاولتهن الهرب بأبنائهن من قبضة كتائبه الذي اعتمد عليها القذافي وأبنائه سياسة الإغتصاب كنوع من الإذلال لكل من يعارضه أو يرفض أوامره بأن اقتلوا الرجال و اغتصبوا النساء، التي سببت لهن حالة نفسية صعبة

التهجير: لقدعانت المرأه الليبية داخل ليبيا الكثير ولازالت تعاني نفسيا بسبب الضغوطات المحيطه بها، ولكن ماذا عن المرأة الليبية التي هُجرت واُبعدت عن اهلها ووطنها، هي ايضا تعرضت لضغوطات نفسيه وحرمان وإحباط، ضغوطات نفسيه بالبعد عن الوطن وتغيير مسار حياتها الاجتماعية المختلفة عن نمط حياتها المعتادة، وبعد رجوعها الي ارض الوطن الغالي تعاني المرأة كيفيه التعامل مع من يحيطون بها ومدي تقبلهم واحتوائهم لها لتسير عجلة الحياة في الطريق الصحيح معا دون تمييز، ودليل قولي هذا رجوعي أنا شخصيا الى ارض الوطن بعد غياب قصري من النظام السابق رغم وقوفي مع اخواني الليبيين في الخارج ضد النظام بكل ما امكن، وما نعانيه نحن النساء الان بإقناع مجتمعنا الليبي بأننا جزء من هذا المجتمع فرض علينا مالا نريده ولكننا لم نسكت عن الظلم ولم نقف مكتوفي الايدي ونحن خارج الوطن فجميعا ضربنا بعصا واحده، ولكن كل على شكل مختلف.

العـامل النفسـي:

1- اصبحت حالات الاكتئـاب تصل الى محاولات الإنتحار وخصوصا المتعرضات للإغتصاب أو من تم إغتصاب أطفالهن.

2-ان القلق والخوف والأمراض النفسية التي أصابت الأطفال أثرت أيضا على الأمهات والاسره باكملها.

3- عدم تقبل اسرنا ومجتمعنا لبعض كوارث العنف القائمه على النساء كلاغتصاب واللقطاء والمعاقين… وغيرها.

النتيجـــــة:

نسأل الله أن يتفهم جميع الحضور الوضع المأسوي الذي تعيشه بلادنا عموما، والمرأة الليبيه خصوصا، وأن يكون هناك ردود فعل إيجابيه لحماية المرأة. فنحن نحتاج الي تنمية الإنسان فكريا نحتاج الي ثقافة الفرد وغربلة افكارة العتيقة، بأن نمحي من ذاكرة الانسان ثقافة العنف المتشبثة بالمنظومةالفكرية المركزية والعقائدية والأخلاقية.

اختي الليبية عليكي ان لا تشعري بالدونية، بل على العكس تماما. يجب أن تعتزي بخبراتك ووعيك وقدراتك، واناشدك اختي الليبية بعدم الصمت إزاء حقوقك والدفاع عن نفسك”، على المرأة أن تعي أنه لاحق للرجل في ضربها أو إيذائها أو ممارسة اشكال العنف ضدها. وعليك أن تكسري حاجز الخوف والصمت، وان لاتخاف بقول كلمة “لا” ضد الظلم وضد حاكم جائر.

اما اخواتنا اللاتي مورس عليهن العنف السياسي والاغتصاب والتنكيل،فأنا لن اقول اختي العزيزة انك ضحية بل أقول انك بطلة صنعتي التاريخ وأحدثتي الفرق الواضح، ونحن لن نخذلك وسنضع أيدينا تحت قدميك ونرفعك عاليا لتفتخري بنفسك ولاتحزني سنساعدك لتغيير حياتك نحو الافضل وتتحول آلامك الي طاقة ايجابيه تساهم في مستقبل ليبيا الجديد.

أشكركم، ودامت ليبيا حرة مستقرة

ملاحظة: هذه الكلمة القيتها في مؤتمر نظمته إدارة التنمية الأسريه بوزارة الشؤون الاجتماعية تحت عنوان ((لا للعنف)) بطرابلس.

للتواصل مع الكاتب:

نداء صبري عياد – libyanw.union@ymail.com



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا