ثقافة ‘الوجبات السريعة’ جلبت أمراض القلب والسكرعند الشعوب الآسيويّة

أظهرت دراسة حديثة أنّ تناول الهمبرغر وغيرها من المأكولات الغربيّة يتسبّب بارتفاع خطر الإصابة بالسكّري والأمراض القلبيّة عند الشعوب الآسيويّة التي دخلت إليها ثقافة “الوجبات السريعة” وصار من الشائع تناولها بشكل منتظم وشبه يومي.

وجرت هذه الدراسة في “سنغفورا”، ويعتقد الباحثون أنّها واحدة من أبحاث سابقة قليلة جداً رصدت تأثير العادات الغذائيّة الغربيّة على الشعوب الشرقيّة في آسيا، رغم أنّ ثقافة “الهمبرغر” غزت حياة هذه الشعوب بدرجة كبيرة واستبدلت العادات الغذائيّة التقليديّة فيها.

وخلصت النتائج إلى أنّ الأشخاص الذين يتناولون وجبتين سريعتين أسبوعياً أو أكثر يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكّري بنسبة تتجاوز الربع مقارنة بالأشخاص الذين لا يتناولون هذه الوجبات، إضافة إلى أنّ هؤلاء الأشخاص يكونون أكثر عرضة للموت بسبب أمراض قلبيّة بنسبة تتجاوز النصف، ويرتفع خطر الموت -بالأمراض القلبيّة- إلى 80% عند الأشخاص الذين يتناولون أربع وجبات أو أكثر أسبوعياً.

وبالمقابل، فقد وجد الباحثون أنّ المأكولات الشرقيّة لم ترتبط بذات الخطر ولم تتسبّب بأي زيادة في خطر الإصابة بالسكّري أو الموت لأسباب قلبيّة، ويعقّب “أندرو أوديغارد” مؤلّف الدراسة “لم تكن مأكولاتهم هي ما يزيد من خطر إصابتهم، بل إنّه النمط الأميركي في الوجبات السريعة”.

وشملت الدراسة -التي نشرت في مجلّة “تداول” على أكثر من ستّين ألف شخص من سنغفورا ذوي أصول صينيّة، تراوحت أعمارهم بين الخامسة والأربعين وبين الرابعة والسبعين عند بداية الدراسة، وقد تمّت مقابلتهم في تسعينات القرن الماضي وتوبعوا لمدّة عقد من الزمن تقريباً، أصيب خلالها حوالي ألف وأربعمائة شخص بالسكّري ومات أكثر من ألفين شخص بسبب أمراض قلبيّة.

وقد لاحظ الباحثون أنّ من السمات الشخصيّة للأشخاص الذين يتناولون الوجبات السريعة في هذه البلدان هي في كونهم أكثر تعلّماً ونشاطاً وأقلّ إقبالاً على “التدخين” ومن فئات عمريّة أصغر مقارنة بالفئات الاجتماعيّة التي تعتمد بشكل شبه كامل على المأكولات الشرقيّة في غذائها.

ويعتقد مؤلّف الدراسة أنّ على المؤسّسات التي تهتمّ بالصحّة العامّة في البلدان الشرقيّة أن تهتمّ بهذا التأثير السلبي للعادات الغذائيّة الغربية، وأن تتخذ الإجراءات المناسبة للحدّ منه خصوصاً وأنّ الشركات الكبرى في مجال الوجبات السريعة تسعى لزيادة عائداتها دوماً من خلال غزو الأسواق الشرقيّة.

ويضيف “إنّ هذه النتائج تقترح الحاجة إلى حذر أكبر إلى السلوك العالمي والتغيّرات الغذائيّة التي تحدث في الحضارات المختلفة نتيجة التفاعل فيما بينها”.(إيفارمانيوز)

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً