ثورة الجموع - عين ليبيا

من إعداد: سالم المعداني

من كتب عنوان فبراير ، ثورة للحقوق والحريات ، هم الليبيون في شوارع بنغازي ، والبيضاء ، ومصراته ، والزنتان ، والزاوية ، وطرابلس ، ومن رفع راية الثورة هو الدكتور الغرياني ، من مدينة المرج ، الذي قتله زبانية الطاغية ، عندما تمثل بدور سيدنا بلال ، ليقول أحد أحد ، ان الله واحد احد ، وان القذافي هو هبل ، إله المعتوهين ، والجهلة المتخلفين ، لقد كانت ثورة للثأر من الظلم والظلام ، ثورة لمستقبل أفضل ، ثورة لتحقيق انسانيتنا ، والانتصار للقيم وللحياة ، ولتحقيق احلامنا ، ولقد دفعنا فيها الشهداء ، لبناء وطن نعتز به ، ويكون شرفا لأبنائنا ، فأنجزت الثورة أول أهدافها ، وقتلت ومزقت فرعون العصر ، وجعلته آية من آيات الله ، فكم هي عظيمة تلك اللحظات ، وكم هم رجال أولئك ، الذين انتقموا لكل الليبيين ، ولكل الشهداء ، الذين قتلهم هذا الهالك المقبور البالي.

نعم هذا كان هدفنا ، طي صفحة الظلم والظلام ، ثم انتقلت السلطة سلميا من المجلس الوطني الانتقالي الى المؤتمر الوطني ، عبر انتخابات كانت نزيهة ، وكانت درسا في الديمقراطية للجميع ، وعند ذلك انتهي دور فبراير ورجالها ، وبدأت الاجندات الخبيثة ، وانهالت سهام اعداء الحرية من عباد هبل ، والذين ربما أخطئت الثورة عندما تجاوزت عنهم ، ولم تذبحهم ، وثبتت حقيقة ، ان الثورة التى لا تذبح اعدائها ، انما هي تحفر قبرها ، ولن ننسي كذلك سهام ادعياء الدين ، تلك الجرابيع التي عاشت في كواليس المخابرات الدولية ، تستعد للانقضاض على الوطن ، لتنفذ اجندت الفوضي الخلاقة ، نظرية كونداليس رايس ، ورسموا خطا بين الليبيين المسلمين ، فبعضهم اسلامي ويقصدون انفسهم ، لأنهم رسل الله ، والعاقبة لهم بدخول الجنة ، وغيرهم من ابناء الوطن علمانيين ، وسيدخلون للنار حتما ، وجاءت مرافقة لهم اجندة الجبهة ، وما أدراك ما الجبهة ، والتى صنعت حكومة لتستولى علي السفارات ، وقرارات الايفاد ، وعاثت في خزينة الدولة فسادا عبر رجل ضعيف ، لا يمكن ترشيحه لرئاسة حي سكني ، وللاسف كل أولئك جاؤا وكأنهم فاتحين لبلاد الكفار ، فقد استحلوا الدولة ، ونهبوا اموالها ، واستغلوا طيبة أهل الوطن ، الذين تأخروا خطوة إلي الخلف ، اعتقادا ان القادمين أبنائهم ، وأنهم قد عايشوا الديمقراطية بالغرب ، وان لديهم مايقدمون للوطن ، فجاؤا غزاة حفاة عراة ، وجعلوا من الوطن جحيما يستعر بلهب الحقد والكراهية ، جاؤا حقدا وغضبا علينا ، ونحن الذين عايشنا طغيان الطاغية ، منذ أول يوم وحتي قتلناه بأيدينا . أحدهم جائنا خبيرا استراتيجيا ، واتضح فيما بعد انه خريج معهد اعدادي للتكييف ، وانه لا يمتلك الشهادة الثانوية ، وليدرسنا نظرياته في بناء الدول ، والتى تنتهي الى ضرورة أن يكون هو رئيس وزراء الدولة ، إن مافعله هؤلاء اللصوص ، وحق لنا اليوم أن نسميهم كلاب ضالة ، ليس بعيدا عن ماصنعه الطاغية بنا ، لقد جاؤا يستهينون ويستخفون بنا ، ثلة من المرضي النفسيين ، لم يقدموا لنا برنامج واحد ، ولم يساهموا في استقرار البلاد ، الا ربما نظرية التل الشهيرة ، او كيف تسرق اموال الليبيين عبر المطالبة بالتعويضات.

فبراير صنعتها الجموع المتعطشة للحرية ، فهي بعيدة عنهم ، وانما بالكذب وبالتعامل مع المخابرات الدولية ، وبهدايا حكام الخليج لهم ، وعبر القنوات الفضائية ، حاولوا ان يتصدروا المشهد ، وساروا بنا الى الجحيم ، وعاد كل منهم الى وطنه الحقيقي ، بل وبعضهم اتهمنا بالتخلف ، هناك حيث لايشعرون بجحيمنا ، ولا بأزماتنا المتعددة ، و لاشك أن البعض منهم وهم جدا قليل ، كان وطنيا وكان ليبيا بإمتياز ، وكان شريكا لنا في فبراير ، ولكنهم ابتعدوا عن المشهد ، بعد ان ادركوا وجود تلك الوجوه البائسة ، والتى خبروها في الشتات ، لكن أولئك الذين خذلونا ، ستلاحقهم لعنة الوطن ، واهله البسطاء الكرام ، لقد احرقوا وطننا ، وجعلونا رهينة للغرب والشرق ، واضحوكة الدنيا وشوهوا فبراير ، ثورة ابناء بنغازي وليبيا كلها ، ولكن الثورة لن تنتهي وسيزول ما علق بها من سوء ، بسبب هؤلاء وستنتصر ولو بعد حين.

هلا فبراير …. ثورة الجموع المتعطشة للحرية



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا