ثورة بعلاج «الجروح المزمنة».. ما علاقة «الكلورات»؟ - عين ليبيا
توصلت دراسة حديثة إلى اكتشاف مثير قد يحدث ثورة في علاج الجروح المزمنة، مثل تقرحات القدم السكري، ويعزز فعالية المضادات الحيوية ضد البكتيريا المقاومة.
وأظهرت الدراسة أن إضافة مادة بسيطة ورخيصة تسمى “الكلورات” إلى المضادات الحيوية يمكن أن تضاعف قوتها بمعدل يصل إلى 10 آلاف مرة في قتل البكتيريا.
آلية العمل
المادة المستخدمة، الكلورات، هي مركب كيميائي يحتوي على أيون الكلورات (ClO₃⁻)، الذي يمتاز بقدرته على إطلاق الأوكسجين في ظروف معينة، عندما تضاف الكلورات بكميات صغيرة إلى المضادات الحيوية، تُحدث ضغطًا بيولوجيًا على البكتيريا، مما يجعلها أكثر حساسية لهذه المضادات، وبذلك، يصبح تأثير المضاد الحيوي أقوى بكثير مقارنة باستخدامه بمفرده.
أثره على الجروح المزمنة
ركزت التجارب على البكتيريا الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa)، وهي بكتيريا معروفة بمقاومتها العالية للمضادات الحيوية، هذه البكتيريا غالبًا ما توجد في الجروح المزمنة التي يصعب شفاؤها، مثل تقرحات القدم السكري، وهي حالة يعاني منها واحد من كل أربعة مرضى بالسكري من النوع الثاني. في حال حدوث عدوى بهذه البكتيريا، قد تكون هناك حاجة إلى بتر الأطراف في بعض الحالات.
الفوائد العلاجية
تقليل مدة العلاج: استخدام الكلورات يعزز فعالية المضادات الحيوية، مما قد يؤدي إلى تقليل مدة العلاج. تقليل الجرعة والآثار الجانبية: بسبب زيادة فعالية العلاج، قد يتم تقليل الجرعات المطلوبة من المضادات الحيوية، مما يقلل من الآثار الجانبية والسمية المرتبطة بها.
التآزر الدوائي
الدراسة تفتح الباب لمفهوم “التآزر الدوائي”، حيث يتم دمج أدوية قديمة مع مواد جديدة لزيادة فعاليتها، وهذا قد يتيح استراتيجيات علاجية مبتكرة دون الحاجة لتطوير أدوية جديدة معقدة وباهظة التكلفة. على سبيل المثال، دمج الكلورات مع مضاد حيوي قد يحقق نتائج أفضل بكثير مقارنة باستخدام المضاد الحيوي بمفرده.
التحديات المقبلة
الحاجة لمزيد من التجارب السريرية: رغم النتائج المبشرة في التجارب المخبرية، هناك حاجة لإجراء المزيد من التجارب السريرية للتأكد من سلامة وفعالية هذه الاستراتيجية في علاج المرضى.
مقاومة البكتيريا: حتى مع هذا الابتكار، تظل مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية هي التحدي الأكبر، حيث أن بعض البكتيريا قد تطور آليات جديدة للتغلب على العلاجات.
الآمال المستقبلية
إذا ثبتت فاعلية الكلورات في هذا السياق، فإن استخدامه في الطب قد يفتح آفاقًا جديدة لعلاج الأمراض المعدية بشكل أكثر فاعلية وأقل تكلفة، كما أن هذه النتائج قد تسهم في تخفيف العبء العالمي المتزايد بسبب مقاومة المضادات الحيوية.
هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة في مواجهة “أزمة المضادات الحيوية” المتزايدة عالميًا، والتي تقتل مئات الآلاف من الأشخاص سنويًا بسبب فشل العلاجات التقليدية في القضاء على البكتيريا المقاومة.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا