ثورة فبراير ثورة الشعب الليبي - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

كل ما اذكر فبراير 2011م وكيف كانت صحوة الشعب الليبي من الشرق للغرب للجنوب ضد نظام مستبد وفاشل ودكتاتوري، أكون سعيد بأن هناك ابطال قاموا بمقاومة هذا النظام وسعوا للإطاحة به. اترحم على أرواح هؤلاء الأبطال وخاصة من قاموا بمساهمة في إنجاح هذه الثورة في 2011م. كما أتقدم باحر التهاني لكل من شارك في أنجاحها وقادها الى بر الأمان وخاصة الشعب الليبي وقادة المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي واعضائهما. كما أدين بشدة كل العمل الإرهابي والذي نسب لثورة فبراير من بعض المتشددين والقبليين والجهويين تحت دريعة حماية ثورة فبراير وهي بريئة منهم الى الابد. كما احي زملائي بالمكتب التنفيذي وأعضاء المجلس الانتقالي قبل انتقاله لطرابلس على كل ما قاموا به في سبيل إنجاح هذه الثورة والتي مرة بعدة عواصف ولكن الشعب الليبي هو من قادها وساعد على نجاحها. كاذب من يقول إن كنت من قاد وخطط لهذه الثورة فهي ستظل ثورة شعب بأكمله.

ثورة 17 فبراير 2011 هي بمثابة ثورة على ظلم وقهر كان يعانيه الشعب الليبي من حكم دكتاتوري لمدة 42 سنة وكذلك اهدار ثروات البلاد وادلال الليبيين في كل مكان واينما ذهبوا يشعرون بالذلة والمهانة جراء أفعال هذا النظام وزمرته. ليبيا تزخر بعدة ثروات، منها المالية  والمهنية والاقتصادية وكذلك موقع ليبيا الجغرافي والاستراتيجي بالنسبة لأفريقيا وأوروبا والعالم. كان نظام لا يقبل النقاش وكان يريد تطبيق حكم الشخص الواحد والشعب الليبي كله عدو لهذا الشخص ويجب عقابهم. زال هذا النظام سوء بحساناته او بسيئاته وكان أكثر شيء قام به هذا النظام والذي يجب الاعتراف به هو وجود الأمان للناس وابعاد المتشددين والأيديولوجيين وهادنهم في النهاية.

لقد كنت مند يوم 13/2/2011م والي يوم 19/2/2011م بليبيا وشاهدت وحضرت وعاصرة انطلاقة هذه الثورة حيث كنت عازم أن أشارك في حين أن هناك  من لم يستطيع وظل خائف وجبان واليوم يتشدقون بأنهم حماة ثورة فبراي. ذهبت الى ليبيا وكان لدي شعور قوي بأن هناك طلائع خير قادمة لليبيا وشاركت بكل ما أستطيع لا نجاحها ونجحت فعلا هذه الثورة ولكن سرقت وعسكرة لا سباب شخصية وإقليمية ودولية

ما يحدث الان ليس من مبادي واهداف ثورة فبراير 2011م. كان هدف المفسدين سوء من المتشددين من التيار الإسلامي أو بقايا النظام السابق هو استمرار الفوضى. بدائها المتشددين من التيار الإسلامي والجهويين والقبلين والان لحق بهم بقايا النظام السابق. لقد عمد الجميع على عسكرة الثورة وعدم السماح للجيش والشرطة بالرجوع واهمالهم نهائيا ومحاولة ابعادهم. لقد بدائها جماعة الاخوان المسلمين مند يونيو 2011م ومازالوا مستمرين الى اليوم في محاولات ابعاد الجيش والشرطة. نجحوا في اقناع الكيب ووزير دفاعه ورئيس الأركان أيام حكومة الكيب واستمروا مع المؤتمر الوطني وحكومة زيدان وتكونت الكثير من الجماعات المسلحة وبكل مدينة وتحت غطاء الجيش ولكن ليسوا افراد بالجيش ولكن اسميا الى يومنا هذا. أخطر شيء قاموا به هو عسكرة الثورة وإقناع المسؤولين بالدولة أن من سيقوم بحمايتها هم المليشيات تحت مسميات عديدة ولكن لا يمتثلون لرئيس الدولة او القائد الأعلى للجيش.

ثورة فبراير تمت سرقتها وعسكرتها مند تسلم الكيب للحكومة وزادت أكثر عندما استلم المؤتمر الوطني العام مهامه وابعد كل من ساهم وقاد هذه الثورة من قيادات بالمجلس الانتقالي وهم قلة وكذلك المكتب التنفيذي. كما تم ابعاد أي سياسي ليبي له الخبرة والجراءة والرؤية السليمة لتحول البلاد من دولة فاشلة الى دولة مدنية وناجحة. استهدفوهم بعدة أشياء ومنها المحاربة العلنية بالأعلام ومحاولة الصاق تهم لهم وكذلك ابعادهم بالتهديد بالقتل إذا رجعوا للوطن واستحدثوا كلمة “ذوبل شفرة” والتي هي بمثابة الضربة القاضية لكل ليبي حر عاش بالخارج ويريد المساهمة في إنجاح ليبيا كدولة متقدمة ومدنية.

ساهم في افشال هذه الثورة بعض الليبيين أنفسهم وبمساعدة دول عميلة واجنبية والتي تري أن هذا الشخص أوداك هو الأنسب لحكم ليبيا. كذلك استمرارية الفوضى بالنسبة لبعض الدولة مهمة جدا وأصبحت ليبيا صراع بين القطريين والإماراتيين والأتراك والاتحاد الأوروبي ودول الجوار ولكن لا وجود لحلول لهذا المشكلة. لكن الليبيين هم القادرين على حل أي نزاع بينهم والبداء في إرساء قواعد الدولة المدنية. الأمم المتحدة تحاول جاهدة المساعدة في تقريب وجهات النظر ولكنها تنحاز في بعض الأحيان الى جماعة معينة او اشخاص معينين او مدن مارقة. الحل دائما يبقي بأيدي الليبيين وهذه المنظمة هي محايدة وعليها الالتزام بالحياد وأن تسعي لمساعدة الليبيين للوصول الى حل.

اهني كل الليبيين بهذه الثورة وهي ثورتهم ويجب أن لا يدعوا الفوضويين والأيديولوجيين والسراق من ان يسرقوها ويجعلوا ليبيا دولة فاشلة تعم بالفوضى. كما ادعوا جميع الأطراف المتنازعة على السلطة بأن يضعوا ليبيا ومستقبل أبناء ليبيا امامهم ويكفي من الحرب والدمار وشبح التقسيم والجوع والاهانة والعازة لهذا الشعب. كما ادعوا جميع المليشيات بأن يضعوا ليبيا امامهم وهم ليبيون ونقدر عملهم وعليهم ترك السلاح والانخراط تحت مظلة الجيش والشرطة فقط. ليبيا ستخرج من هذه المحنة بأبنائها أن شاء الله وحتى وأن طال الزمن، فأن ليبيا قادمة بعون الله وما علي الجميع الا الجلوس مع بعض والتفاهم من اجل هذا الوطن الجميل.

ستبقي ثورة فبراير ثورة الشعب الليبي فقط.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا