ثورة 17 فبراير الليبية حقيقة أم مؤمرة أم نكبة …. من يقولون هذا؟؟؟ - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

في مثل هذا اليوم 2011م توجهت الى تونس أنا وزميلين من بريطانيا لغرض إيجاد وسيلة لا يصال الأدوية وبعض المستلزمات الجراحية الى ثوار الزاوية والجبل الغربي. لقد تواصلنا مع الهلال الأحمر التونسي وقالوا إنهم يقومون بتجميع الأدوية والمعدات بجنوب تونس قرب جرجيس ويريدون وسطاء لا دخالها. وصلنا الى هناك واستقبلونا الاخوة من تونس وقاموا بالواجب وحاولنا أن نرسل أي شيء ولكن كان كل شيء صعب ولكن بعون الله تمكن بعض الاخوة من توصيل كمية من الادوية والمعدات وكذلك جهازي ارسال لقناة الجزيرة.. ما رأيته في ذلك الوقت من عمل جماعي وجهد من الكثيرين من الليبين بالخارج والداخل والاخوة من تونس يجعلني متيقن تماماً بأن هذه الثورة هي ثورة شعب وشارك بها الجميع ولا تحسب على أشخاص، كذاب من يقول إنه من قادها أو من يقولون نحن قاد وخطط لهذه الثورة. أنها ثورة عفوائية نتيجة الظلم والقهر والذي عان منه الشعب الليبي 42 سنة وكذلك ما عناه من الفترة الأخيرة من حكم الملك والذي تربع على السلطة والثروة فئة معينة ولو بقيت لكانت أشر من القذافي وزبانيته. فعلا ثور 17 فبراير ثورة شعب وليس بها شوائب وخاصة في السنة الاولي من قيامها. بعد عشرة ايام بين الحدود الليبية وجرجيس، رجعت الى لندن وكان شغلي الشاغل هو مساندة هذه الثورة بكل ما أستطيع وتواصلت مع كل من لديهم القدرة على مساعدة الشعب الليبي للتخلص من القذافي وزبانيته. تم هذا وبعون الله بعد 9 أشهر وتحررت ليبيا مرة أخري من حقبة كريهة ومهينة لليبيا والليبيين أينما وجدوا. حقبة عان منها الكبير والصغير وكل بيت به مقتول أو مسجون أو مبعد أو مهاجر. من الأن يطبلون ويضنون أن حكم هذا الطاغية سيرجع لليبيا فهم يحلمون وعليهم التعايش مع الليبيين وأن القذافي قد أنتهي كما أنتهي قبله الملك 500 سنة من الحكم العثماني على هذه الأرض الطيبة من ليبيا الرائدة. لم يقول أحد أنها مؤمرة أو نكبة في ذلك الوقت.

هناك من يسمون أنفسهم فبرارين وقفزوا من سفينة القذافي الي سفينة فبراير أو من سفينة المعارضة للقذافي الى سفينة المؤيدون لفبراير. كانوا من بعيد ولم يكونوا بأرض الوطن وأبناء ليبيا يصارعون القذافي وقواته وجيشه. كان بعضهم يطل من التلفاز أم من خلال صفحات التواصل الاجتماعي. كثيرون لم يأتوا الى ليبيا ألا بعد تحرير شارع طرابلس بمصراته يوم 17 مايو 2011م وهم معروفين ونعرفهم جميعاً كذلك هناك الكثيرون أتو بعد تحرير طرابلس وآخرون بعد مقتل القذافي. هؤلاء ليبيون عاشوا داخل ليبيا وقالوا إنهم أنشقوا عن القذافي أو ليبيون معارضون بخارج الوطن وفئة أخري متواجدة داخل الوطن قفزت بعد تحرير طرابلس وقالا نحن فبرارين. هؤلاء منهم من تولي مناصب كبيرة بالدولة الليبية الجديدة ومنهم من وصل الى مرتبة وزير او نائب بالمجالس التنفيذية بالوطن الجريح والذي نهبوه الجميع. هؤلاء جميعهم هذه الأيام يقولون إن فبراير مؤمرة. يقولون مؤمرة من الغرب وبقيادة فرنسا وبريطانيا لكي يسرقوا رزقنا وكذلك تنصيب جماعات التيار الإسلامي في ليبيا حتى يتخلصوا ممن هم ببلدانهم وكذلك من البلدان الأخرى حيث ليبيا دولة غنية ويمكن أن تستوعبهم جميعا. يقولون مؤمرة لأن من يقودون ليبيا الأن هم تحت سيطرة أفراد محسوبين على دول وجماعات متشددة. يقولون مؤمرة لأن قيادتها جميعهم تركوا الوطن بعد ما سرقوه وهم يعيشون في الغرب . يقولون مؤمرة لأنها تخلت عن مبادي هذه الثورة ولا أحد الى اليوم يعرف مبادي هذه الثورة حيث كما قلنا كانت عفوائية ومن الشعب ولم يجلس الشعب ويكتب مبادي هذه الثورة غير مبدي واحد وهو التخلص من القذافي وزبانيته وحكمه الى الابد وبعدها يفرج ربك. هذه هي مبادي الشعب الليبي عندما قام بهذه الثورة وعندما سقط أول ثلاث شهداء بالبيضاء يوم 16 فبراير 2011م ومن بعدها أعلنت الثورة بعدة مدن ليبية لتصل في اليوم الثالث الي طرابلس وتأكد الأن أن القذافي فعلا كان يعد العدة للرحيل الي فنزويلا وضبطت مكالمة بأنه يريد الذهاب الي هناك ولكن تم توقيفه من عائلته وممن هم حوله.

هذه الثورة ليست مؤمرة وأنماء حقيقة لا يجب أن ننكرها ومن قادها هم أبناء الشعب الليبي بطبرق والبيضاء وبنغازي والزنتان والرجبان وغريان وطرابلس ومصراته وسبها ونالوت وجادوا والزاوية والخمس وبكل ربوع الوطن. لم تكن مؤمرة على الوطن ولكن من تأمر عليها هم من قفزوا من السفن الى سفينة فبراير وهم كثيرون وهم رحلوا وتركوا الوطن عندما لم يتحقق لهم ما يريدون أو حققوا حلمهم بأنهم وزراء ونواب ورؤساء وتحصلوا على ما يريدون. هؤلاء هم من تأمر على هذه الثورة. كذلك تأمر عليهم بعض من تستروا وراء الدين وخدعوا مصطفي عبد الجليل وجعلوه يقوم بالسماع لهم وحقق لهم مايريدونه والى فتنهم وما يريدون الوصول اليه بأخذ المناصب وعدم السماح بتكوين الجيش والشرطة ولأنشاء أجهزة من المليشيات لحمايتهم وحماية ما تم بنائه وتحت سيطرتهم وما يريدون الوصول اليه. هؤلاء من صنع المؤمرة على هذه الثورة. كذلك تأمر عليها الكثيرون من أبناء هذا الوطن بتحالفهم مع دول أجنبية والتي ليست من مصلحتها أن تكون ليبيا دولة مدنية ذات اقتصاد قوي ومكانه مرموقة بالعالم حيث جميع المقومات موجودة بها وهم لا يريدون منافس لهم في السوق الاقتصادي. تأمر عليها أبنائها بالسكوت والسلبية المفرطة وعدم التصدي لمن قاموا بالتأمر على هذه الثورة وعلى ليبيا.

ثورة فبراير يدعون أنها نكبة وهم من أزلام النظام السابق حيث أطلقوا هذه العبارة قبل موعد الاحتفال بالعيد الخامس لهذه الثورة. بل جزء منهم تظاهروا داخل بعض المدن بليبيا رافعين العلم الأخضر وينددون بمن احتفلوا بهذه الثورة. يقولون إنها نكبة حيث تم تهجيرهم وابعادهم عن الوطن أذا صح التعبير. نكبة لأنها قامت بتهجير الليبيين داخل وخارج ليبيا وجعلت أيام الليبيين أسوء من أيام الحرب الإيطالية. قالوا إنهم عازمون على الرجوع بحكم القذافي وأبعاد شبح نكبة فبراير عن ليبيا.  ثورة فبراير لم تكن نكبة ولكن من جعلها نكبة هم نفسهم من يقولون انها مؤمرة ومعهم أزلام القذافي. تهجير الليبيين بداء بتهجير أهلنا بتاورغاء وهي وصمت عار على جبين كل ليبي وخاصة مدينة مصراته وننتمي أن يقوموا بأصلاح هذا الخطاء عاجلا. تهجير أهلنا بالمشاشية وككلاء هو نتيجة صراعات على مراكز القوة والذي ترأسته الزنتان وعليهم مراجعة أنفسهم حيث هذا ليس من شيمات أهل الجبل وهو حقد وثائر دفين وقديم تكنه الزنتان لهذه المناطق. الزنتان تحصلوا على السلاح والعتاد وشعروا بأنهم أقوياء فأشعلوا نار الثائر الدفين على المشاشية وككلاء. أم ممن كانوا مع القذافي ورحلوا أو هجروا من تلقاء انفسم ليحموا أنفسهم واموالهم، فسيكون في ليبيا يوما مصالحة وطنية وننتمي أن يرجعوا الى بيوتهم وأهلهم ومناطقهم وليس هناك أسوء من الغربة وأنني أعيشها مند 30 سنة.

ثورة فبراير ثورة حقيقية قادها الشعب الليبي ورسم مبدا لها وهو الإطاحة بحكم القذافي وزبانيته. هي ليست مؤمرة ولكن من تأمروا عليها هم من قفزوا في السفينة طمعاً في المناصب أو المال وعندما انفضحوا أطلقوا كلمة مؤمرة. الجميع يعرفهم وهم من صنعوا هذه المؤمرة على ليبيا بتأمرهم على هذه الثورة. ثورة فبراير لم ولن تكون نكبة على الليبيين وليبيا. رفقاء القذافي وزبانيته أطلقوا هذه الدعاية حيث يعرفون أن الليبيين غير راضين لما يجري بليبيا ولن يسكتوا كثيرا ولكن لن يسمحوا لبقايا النظام السابق أن يقوموا بتوسيخ هذه الثورة ووصفها بالنكبة. عندما تقوم دولة ليبيا وهي ليست ببعيدة سيحاسب كل من أخطاء في حق الليبيين سوء أفراد أو جماعات أو مدن. العقاب الجماعي أنتهجه القذافي ولا نريده أن يتكرر أبداً في ليبيا. كذلك لا نريد أن يرمي فشل هذه الثورة على الاخرين لأنها لم تفشل ولكن من أفشلوها هم من صنعوا المؤمرة وأظهروا النكبة وباعوا وطنهم للأجنبي طمعا في المناصب والمال.

ليبيا قادمة وأن طال الزمن وثور فبراير حقيقة فهي ثور شعب.

هذا المقال لايعبر سوى عن رأي كاتبه كما أنه لا يعبر بالضرورة عن عين ليبيا



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا