جراء العدوان على طرابلس.. إحاطة وزارية حول الوضع السياسي والأمني والخدمي - عين ليبيا

من إعداد: هيئة تحرير عين ليبيا

 

حكومة الوفاق تعقد مؤتمرًا صحفيًا حول العدوان على طرابلس.

عقد عدد من وزراء حكومة الوفاق الوطني بالمركز الإعلامي لمجلس الوزراء، مساء الاثنين مؤتمرًا صحفيًا للحديث حول تداعيات الاعتداء العسكري على العاصمة طرابلس.

وقدم وزراء (الخارجية- الداخلية والتعليم) ووكيل وزارة الصحة، ورئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء، ومدير مركز الطب الميداني والدعم، إحاطاتهم حول الوضع السياسي والأمني، والطبي، والتعليمي، بالإضافة إلى الشبكة العامة للكهرباء.

وأكد وزير الخارجية “محمد طاهر سيالة” في مستهل المؤتمر، أنه لا يمكن المساواة بين المعتدين على العاصمة، والمدافعين عن المدنيين البالغ عددهم ما بين 2 -3 مليون نسمة الذين تم الاعتداء عليهم بالطائرات، والأسلحة الثقيلة دون مراعاة للاتفاقيات والأعراف الدولية.

كما أوضح بأن هنالك فرقًا بين حكومة الوفاق التي تلتزم ببناء الدولة المدنية الديمقراطية، ومن يحاول عسكرة الدولة، نافياً الادعاءات التي تقول أن هناك إرهابيين في هذه المعركة، وأكد أن الإرهابيين في طرابلس مكانهم في السجون، وفق قوله.

وأضاف “سيالة” أنه تم توجيه رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي “كريستوف هيوسغن” أن الحرب التي تُشن على العاصمة طرابلس منذ أكثر من عشرة أيام، وما أحدثته من قتل بين المدنيين، والنزوح، والتشريد للسكان على مختلف فئاتهم، وبث الرعب والخوف في نفوس الآمنين باستخدام أنواع الأسلحة كافة، من طائرات وصواريخ ومدفعية ثقيلة، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وإلحاق أضرار جسيمة بها، يتطلب التدخل وبشكل عاجل لإيقاف هذه الحرب المدمرة.

وطالب سيالة في رسالته إلى رئيس مجلس الأمن، أيضًا بتحمل مسؤولياته التاريخية تجاه ما تشهده العاصمة طرابلس وضواحيها من حرب مدمرة وكارثية تصيب الأبرياء محذراَ مما ستسببه من انعكاسات سلبية خطيرة ليس على ليبيا فقط بل على المنطقة والعالم أجمع.

من جانبه عبر وزير الداخلية “فتحي باشاغا”، عن عميق حزنه من الذين يهاجمون العاصمة طرابلس بعد أن تم تعبئتهم تعبئة معنوية خاطئة، ملؤها الحقد والكراهية، وهو نوع من الإرهاب الذي منهجه من وصفه بـ”أمير الحرب” “خليفة حفتر”، وأكد بأن هذا الهجوم عرض المدنيين للخطر، وسبب في إصابات في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، ومنها القصف العشوائي الذي تعرضت له أحياء مدينة طرابلس “حي الأكواخ، “عين زاره” بصواريخ “الجراد”ـ المحرم دولياً، ومهاجمة مطار معيتيقة في سوق الجمعة التي يقطنها 500 ألف نسمة، وعدم المبالاة بحياة المدنيين.

وأشار للحملة الإعلامية التي تقودها بعض الدول، للإيحاء بأن طرابلس يوجد بها إرهابيون يحاربون ضمن صفوف حكومة الوفاق، وأعلن بأن الوفاق هي من حاربت تنظيم “داعش”، في ملحمة سرت بمشاركة كل أبناء ليبيا من أجل استئصاله، حسب قوله.

وأشار “باشاغا”، إلى التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية في العاصمة طرابلس للمحافظة على استتباب الأمن، ورصد أي مجموعات وأفراد ينتمون لمنظمات إرهابية وتم القبض عليهم واقتحام مقارهم، بالإضافة للتعاون مع الحكومة الأمريكية التي زودتهم بالتقنية اللوجستية.

وتابع يقول:

“العالم كله يشهد بأن المنطقة الغربية خالية من الإرهاب بعد القضاء عليه في سرت، وتسلل مجموعات منهم للصحراء ودخول البعض عبر الحدود المفتوحة، ونحن نشك ونتهم استخبارات بعض الدول في تسهيل عبور هؤلاء المجرمين، والإرهابيين إلى ليبيا لخلق الفوضى في طرابلس”.

كما أوضح بأن المجتمع الدولي ما يزال يشاهد وما يزال منقسما في مجلس الأمن، والبعض من المجتمع الإقليمي يساند هذه الهجمة على طرابلس.

وأشاد الوزير بالخطة التي وضعتها وزارة الداخلية لبسط الأمن في طرابلس والمظهر الأمني موجود على مدار الساعة.

وقال:

“أصدرنا تعليماتنا إلى جميع المديريات لتسجيل الشكاوى من المواطنين بسبب القصف أو أي اختراقات تنتهك حقوق الإنسان وممتلكاتهم وهنالك تعاون مع السلطات القضائية لحصر الانتهاكات”.

وأشار لقيام قوة الردع التابعة لوزارة الداخلية بالقبض على مجموعة إرهابية، مبينًا أن لدى الوزارة خطة أمنية ظاهرة وغير ظاهرة لرصد أي متطرف أو إرهابي يتسلل لعاصمة بسبب الفجوة التي أحدثتها هذه الهجمة الإرهابية.

من جهته أعلن وزير التعليم الدكتور”عثمان عبدالجليل”، عن إيقاف الدراسة في كل من “غريان، العزيزية، النواحي الأربع، تاجوراء، بالإضافة لاستخدام البعض منها كملاجئ للنازحين، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيؤثر على العملية التعليمية، وقصف مخازن الكتب الرئيسية في عين زاره وإتلاف مخزون الوزارة من الكتب ومستلزمات التفتيش التربوي والامتحانات الذي سيؤثر بشكل كبير على العملية التعليمية ويعود بالسلب على نفسية التلاميذ المقبلين على الامتحانات النصفية خلال الأيام القادمة.

أما وكيل عام وزارة الصحة لدكتور “محمد الهيثم عيسى”، فقد طمأن سكان طرابلس بأن المستشفيات تسير بشكل ممتاز في الوقت الصعب، وفق الخطة المعدة لمواجهة الأزمة، وأن استعداداتها جيدة من حيث الإمداد الروتيني للمستشفيات في كل المناطق باستثناء التي لم يتم التمكن من الوصول لها مثل مستشفى غريان، واسبيعة.

كما أعلن ” عيسى”، عن سقوط عدد 70 قتيلا و475 جريحًا إصاباتهم ما بين بليغة ومتوسطة وخفيفة أغلبهم من المدنيين قدمت لهم الخدمة الطبية الجيدة في مستشفيات القطاع العام والخاص والحالات التي تحتاج للعلاج للخارج سيتم إيفادها.

وفند “الهيثم”، ما يتداول عبر وسائل الإعلام والمنظمات الدولية، بمنح مساعدات طبية إلى ليبيا وقدم رسالة للعالم بأن الحكومة الليبية غير محتاجة للدعم من ناحية الأدوية والمعدات، بل لحاجة للدعم الدولي لإيقاف الحرب ودعا وسائل الإعلام لتوثيق الإمدادات الموجودة في المخازن سيارات الإسعاف تم توفيرها في كل المناطق لإخلاء الجرحى والمدنيين.

من جانبه، كشف رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء “عبد المجيد حمزة” أن الشركة تعرضت لمشاكل فنية بسبب الاشتباكات التي وقعت وأدت إلى إظلام تام في بعض المناطق، مشيرًا إلى أن قطاع الكهرباء هو أكثر قطاع يتعرض لأضرار بليغة، نتيجة لوجود خطوط نقل الكهرباء في مناطق الاشتباك الممتدة من منطقة العزيزية غربًا إلى غاية مناطق وادي الربيع، وعين زارة، مؤكدًا أن هذه المناطق تعتبر خط مرور الجهد الفائق وهي جزء هام جدا حيث بها دوائر 220 كيلو فولت وبها عدد آخر من دوائر 400 كيلو فولت، بالإضافة إلى دوائر نقل الجهد المتوسط، مضيفا أنّ هناك 16 خطًا خارج الخدمة، جراء الاشتباكات المسلحة في ضواحي العاصمة.

وأشار “حمزة”، إلى أنّ هناك مناطق مختلفة في حالة إظلام تام، ولم يستطع فنيو الشركة إعادة الخدمة إليها نتيجة استمرار الاشتباكات.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا