جظراعش! - عين ليبيا

من إعداد: عبدالرزاق الداهش

في كل مرة تنط مجموعة مسلحة، وتغلق أحد حقول النفط وترمي على ظهور الليبيين فاتورة بكم مئة مليون دولار، ثم تعود لقواعدها المناطقية، والقبلية سالمة.

أكثر من ثمانية أعوام، من الاعتداءات على المرافق النفطية، وإعلان القوة القاهرة، وثلاثة أرباع المشكلة من حرس المنشآت النفطية.

لو قمنا بجردة صغيرة، لاكتشفنا، رقم كارثي يتخطى 150 مليار دولار خسائر الليبيين من إغلاق الحقول، وقبل ذلك العقول. 150

مليار دولار رقم يلبي كل الطلب على العملة الأجنبية لمدة أكثر من ثلاثة سنوات، والدولار بدينار فاصل ثلاثة.

يعني لو لم تحدث هذه الاعتداءات على إمدادات النفط، من جظران السدرة، إلى جظارين الشرارة، لما كنا في هذا الوضع الصعب، محاصرين بجملة من المختنقات الاقتصادية، فلا فساد اعتمادات، ولا دينار مكسور الجناحين في سوق المشير، ولا طوابير حلزونية على المصارف، من أول الليل، ولا نسبة تضخم طارت فوق كل المعدلات الأمنة.

فهل يمكن لداعش أن تفعل أكثر مما فعل جظراعش، حتى وأن كانت حريصة على الانتقام من الليبيين؟ هناك من يقول على قلة فهم، أو كثرة سياسة، ليبقى النفط في مكامنه، حتى لا يذهب للسراق، أو للحذاق، بمعنى: لكي لا يختلسون بعض الغلة، نشعل النار في المحصول كله.

النفط هو الصديق الوحيد لليبيين، وهو من يؤمن لهم أكلهم وشربهم، وعلاجاهم، وسفرهم حتى لأداء الحج، وتصوروا ليبيا بدون نفط، وبدون مرتبات نتقاضاها على أول مربوط درجة الأوبك.

ثم يا نفط اليوم بفلوس، غدا قد لا ينفع حتى لمداوة جرب الأبل.

فهل ندرك أن قطع الأرزاق ليست أقل هولا من قطع الأعناق؟



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا