جنوب لبنان تحت النار.. الموفد الأمريكي: إسرائيل لن تنسحب من النقاط الخمس - عين ليبيا
أكد الجيش الإسرائيلي، استمرار سلسلة الغارات ضد عناصر “حزب الله” في جنوب لبنان، مستهدفًا أيضًا قطعة بحرية تُستخدم لجمع المعلومات.
وذكر بيان الجيش أن الغارات أسفرت عن مقتل الإرهابي عامر هائل قصيباني، قائد مجمع سيناي التابع للحزب، بالإضافة إلى القضاء على إرهابي آخر في قوة الرضوان بمنطقة تبنين جنوب لبنان.
كما قُتل شخص في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة الخردلي جنوب لبنان، حيث شنت طائرة مسيرة إسرائيلية هجومًا على سيارة مدنية على طريق النبطية – مرجعيون، ما أدى إلى احتراقها بشكل كامل، وفق ما وثقت صور ومقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الأحد، عن مقتل خمسة مواطنين، بينهم أطفال، جراء غارة جوية نفذتها طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت أحد الأحياء السكنية في مدينة بنت جبيل، جنوب لبنان.
وقال مركز عمليات طوارئ الصحة اللبنانية في بيان إن “الحصيلة المعلنة أولية”، مشيراً إلى أن فرق الإسعاف والإنقاذ لا تزال تواصل عملياتها في موقع الاستهداف، ما قد يؤدي إلى ارتفاع عدد الضحايا خلال الساعات المقبلة.
ويأتي هذا التصعيد بعد غارتين نفذتهما إسرائيل أمس الجمعة، أودت بحياة قياديين آخرين في صفوف “حزب الله”، في تصعيد متواصل على الجبهة اللبنانية.
وتؤكد السلطات اللبنانية أن إسرائيل تواصل خرق سيادة البلاد بشكل منهجي رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر 2024، والذي كان ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان بحلول يناير الماضي، قبل أن تعلن واشنطن لاحقًا تمديد المهلة حتى فبراير.
وتشير تقارير بيروت إلى أن القوات الإسرائيلية لا تزال تتمركز في خمس نقاط استراتيجية بجنوب لبنان، من بينها الجزء الشمالي من قرية الغجر، ما تعتبره استمرارًا للاحتلال وانتهاكًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن الضربات الإسرائيلية منذ نوفمبر 2024 أسفرت عن مقتل أكثر من 235 شخصًا وإصابة أكثر من 500 آخرين، في حين صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في فبراير الماضي أن القوات الإسرائيلية ستظل موجودة في “منطقة عازلة” لضمان حماية مستوطنات شمال إسرائيل.
الموفد الأمريكي: إسرائيل لن تنسحب من النقاط الخمس جنوب لبنان
قال الموفد الأمريكي إلى سوريا، توم براك، الاثنين، إن إسرائيل لن تنسحب من النقاط الخمس المنتشرة جنوب لبنان، مؤكداً أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو “ليس لديه خطوط حمراء” وسيقوم بأي خطوة إذا شعرت إسرائيل بالتهديد.
وأضاف براك، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام لبنانية محلية، أن الولايات المتحدة لن تواجه حزب الله سواء عبر قواتها أو القيادة المركزية، مشيراً إلى أن الوضع في لبنان “صعب جداً”، لكن هناك “مجموعة جيدة في السلطة”.
ورأى الموفد الأمريكي أن لبنان يخشى نزع سلاح حزب الله خشية اندلاع حرب أهلية، معتبراً أن كل ما تفعله الدولة اللبنانية تجاه الحزب “يبقى كلاماً دون خطوات عملية”، بينما الحزب يعيد بناء قوته ويستقبل نحو 60 مليون دولار شهرياً.
وتطرق براك إلى الجيش اللبناني، مشيراً إلى أنه “منظمة جيدة لكنه ليس مجهزاً بشكل كافٍ”، مؤكداً أن على الحكومة اللبنانية إعلان نيتها بنزع سلاح حزب الله وتحمل مسؤولياتها.
وختم براك قائلاً: “حزب الله عدونا وإيران عدوتنا، ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها”.
اليونيسيف تدين مقتل 3 أطفال بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان
أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” مقتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان.
وأكدت المنظمة أن “استهداف الأطفال أمر غير مقبول ولا يمكن تبريره، فلا يجوز أبداً أن يدفع أي طفل حياته ثمناً للنزاع”، مشددة على “ضرورة وقف الأعمال العدائية فوراً لحماية كل طفل”.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت الأحد مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة جراء القصف. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت عنصراً من “حزب الله”، لكنه أقر بسقوط عدد من المدنيين أثناء الهجوم، مؤكداً بذل قصارى جهده للحد من الضرر على المدنيين.
في المقابل، أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون الغارة، مؤكداً أن إسرائيل “تواصل انتهاك اتفاق وقف الأعمال العدائية وترتكب مجزرة جديدة”، فيما وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري الحادث بـ”المجزرة”، وأكد رئيس الحكومة نواف سلام أنها “جريمة موصوفة ضد المدنيين ورسالة ترهيب لأهالي الجنوب”.
الرئيس اللبناني يستنكر مجزرة بنت جبيل: لا سلام فوق دماء أطفالنا
استنكر الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الأحد، ما وصفه بـ”الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف الأعمال العدائية”، وذلك في أعقاب الغارة الجوية التي استهدفت مدينة بنت جبيل جنوبي لبنان، وأسفرت عن مقتل خمسة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال.
وقال عون، في بيان صدر عن مكتبه من نيويورك حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة:
“فيما نحن هنا لبحث قضايا السلام وحقوق الإنسان، ها هي إسرائيل تمعن في انتهاكاتها المستمرة للقرارات الدولية، وعلى رأسها اتفاق وقف الأعمال العدائية، عبر ارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل”.
وأكد الرئيس اللبناني أنه “لا سلام فوق دماء أطفالنا”، مشدداً على أن الاعتداءات الإسرائيلية تمثل خرقاً صارخاً للسيادة اللبنانية والمواثيق الدولية.
وناشد عون المجتمع الدولي، لا سيما الدول الراعية لإعلان 27 نوفمبر 2024، بـ”تحمل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، والالتزام بوقف الانتهاكات المتكررة”، داعياً إلى تحرك دولي فوري لحماية المدنيين ووقف التصعيد.
نبيه بري: ضحايا غارة بنت جبيل يحملون الجنسية الأمريكية ودماؤهم برسم الأمم المتحدة
كشف رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن الضحايا الذين سقطوا جراء الغارة الإسرائيلية على مدينة بنت جبيل جنوبي لبنان يحملون الجنسية الأمريكية، مؤكداً أن الجريمة نُفذت بـ”دم بارد” وبعلم المجتمع الدولي.
وقال بري في بيان شديد اللهجة: “دماء هؤلاء اللبنانيين الذين سقطوا في بنت جبيل، والذين يحملون الجنسية الأميركية، هي برسم من كان مجتمعا في الناقورة، وبرسم التظاهرة العالمية التي بدأت تتوافد إلى مقر الأمم المتحدة”.
وأوضح أن الغارة وقعت عقب اجتماع اللجنة التقنية لمراقبة وقف إطلاق النار في الناقورة، الذي حضرته أيضاً الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس، مشيراً إلى أن القصف استهدف عائلة كاملة، تضم الأب، وثلاثة أطفال، والأم التي أصيبت بجروح بالغة.
وأدان بري الصمت الدولي إزاء ما وصفه بـ”القتل المتعمد للمدنيين”، متسائلاً: “هل الطفولة اللبنانية هي التي تمثل خطرا وجوديا على الإسرائيلي؟ أم أن سلوك هذا الكيان في القتل دون رادع أو حساب هو الذي يشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين؟”.
تسريبات: عملية دقيقة وراء اغتيال حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية
كشفت تسريبات صحفية وتقارير استخباراتية أن الضربة الجوية التي استهدفت أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت، لم تكن مجرد هجوم عادي، بل جاءت نتيجة تخطيط استخباراتي متكامل استمر عدة أشهر تحت اسم “عملية النظام الجديد”.
ووفق التسريبات، شملت العملية اقتحامًا بريًا عالي المخاطر من قبل وحدة ميدانية تابعة للموساد، تم خلاله زرع أجهزة متطورة بالقرب من المخبأ المحصن، ما مكّن الطائرات الإسرائيلية من توجيه ضربات دقيقة عالية التأثير، ووصفت المصادر العملية بأنها مجازفة أمنية كبيرة، مع احتمالية نجاح الانسحاب الآمن لا تتجاوز 50%.
وأظهرت الوثائق أن الأجهزة المستخدمة طوّرت بالتعاون بين الموساد، وحدة 8200، سلاح الجو الإسرائيلي، وشركات تقنية محلية، وتمتاز بقدرتها على اختراق البنية التحتية تحت الأرض وتوجيه القنابل الذكية بدقة نحو أهداف محصنة.
وفي مساء 27 سبتمبر، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات دقيقة على الموقع، مستهدفة مركز قيادة يُعتقد أنه كان يُدار منه التنسيق العملياتي مع إيران، وأسفرت وفق الرواية الإسرائيلية عن مقتل نصر الله وعدد من القياديين البارزين.
والتسريبات أشارت إلى انقسام داخل القيادة الإسرائيلية حول تنفيذ العملية، حيث أعرب بعض كبار الضباط والسياسيين عن تخوفهم من تداعيات قد تؤدي إلى مواجهة مفتوحة مع إيران، بينما ضغطت قيادة الموساد على تنفيذ العملية في توقيتها.
وردّ حزب الله جاء سريعًا بهجمات صاروخية واستهداف بطائرات مسيّرة لمواقع شمال إسرائيل، ما أدى إلى تصعيد حاد على الجبهة الشمالية مع اشتباكات محدودة وتحركات عسكرية مكثفة على جانبي الحدود، إضافة إلى دمار واسع في مناطق مدنية في الضاحية، ما أثار انتقادات محلية وإقليمية.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا