جيش في الشرق وفي الغرب…. مؤتمر في الغرب وبرلمان في ليبيا؟ - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

في مثل هذه الأيام تم القبض على سيف ابن القذافي وتضاربت الآراء من قبض عليه وسلمه لمجموعة الزنتان واخدته الزنتان الى مدينة الزنتان وهو باقي في الزنتان الى يوم ان تسلمه الزنتان او تهزم ميلشياتها وترجع هيبة الدولة. أن اعتبر وجوده بالزنتان هو انتهاك صريح لسيادة الدولة ويستعمل كورف ضاغطة على الدولة والمجتمع الدولي وكان الأحرى ان يسلم للدولة وجهاز القضاء الليبي او الى محكمة الجنايات الدولية. لقد تذكرت قصة الى نابليون بونابرت حيث هذا المخطط ودو الاستراتيجيات الحربية الرائعة في قتال الاخرين. حيث كان لا يقوم بحرب او البداء في معركة الا بعد أن يضع هو بنفسه اليوم والتاريخ والمكان لشن هذه المعركة حتى وان الاخرين يبدؤون قبله. كان دائما لديه حدس قوي في فن المعارك. القصة الجميلة انه عندما يسافر كان دائماً ينام مع امرأة مختلفة لكل ليلة وغالباُ يحدث هذا شبه يومي. في مثل هذه الأيام كنت في زيارة لمالطا ونحاول ان نرجع الطائرات الطبية المنهوبة من مجموعة شركات مادفيا برئاسة الليبي الازمرلي والذي لم يوضح ماذا فعل بكل الأموال والذي استلمها لغرض اصلاح هذه الطائرات… لقد استقبلني وزير الخارجية المالطي وأدخلني مكتبه وهي غرفة جميلة بها نقش شرقي جميل. قال لي أن نابليون بونابرت نام بها 7 أيام اثناء توجهه لحرب الشرق الأوسط. قال كل يوم كان ينام مع امرأة مختلفة ومن مالطا وكان هناك طوابير يوميا لمن سيختارونها للنوم مع نابليون بونابرت واخد معه أكثر من 10 نساء عندما غادر. هل تعلمون ماذا قتله. لقد قتله داء الزهري وهو مرض جنسي ورغم تحفظه وخوفه وفطنه وعبقرتيه العسكرية وخططه الاستراتيجية والتي لم يهزم الا عندما هزمه الروس ولكن الثلوج هزمته كما هزمت هتلر. لكن شيء بسيط قتله وهو بكتريا تنهش في جسمه يوميا وتسبب مرض الزهري الفتاك ويومها لم يستكف البنسلين وهو علاجه الوحيد. لم يقل لأحد أن لديه هذا المرض ويعرف انه ينتقل بالممارسة الجنسية. لهذا اختار نساء اكثرهن ليس لديهم علاقات جنسية اخري بالسابق ويعمل ان هذا المرض سوف ينتقل الى الكثيرين.  هكذا نحن اليوم لدى بعض من اخدتهم العزة بالحرب والسلاح، ينقلون في سمومهم الى شباب صغار ويزرعون الفتن بينهم ويدسون في عقولهم بأن من يخالفونهم هم كفار ويحق الجهاد فيهم.  لديهم مرض الجنون والقتل ولا علاج له فيقومون بتسميم عقول الاخرين وينفذون لهم ما يريدونه. المفتي قال ان من يموتون من أنصار الشريعة وفجر ليبيا شهداء والباقون كفار. هذا هو السم بعينه وهذا هو مرض الزهري الذي كان ينشره نابليون بونابرت في شعبه لأنه لا يعترف الا بنفسه ويحب السلطة ومثل ما يحبونها بعض من قادة المليشيات اليوم بليبيا. ليتهم يجلسون مع بعض حتى نقضي على هذا السم.

أصبح لدينا جيش بالغرب وجيش بالشرق وكل جيش في الشرق مقسم الى جيش يتبع المؤتمر الوطني وحكومته والأخر مجلس النواب وحكومته وهناك جيوش اخري لا تتبع أحد وانما تتبع من يدفع لها أكثر أو كيفما يراء رئيسهم. جيش الكرامة والذي يقوده اللواء المتقاعد واخيراً الغي تقاعده وأصبح قائده الفعلي والذي كلنا يعرف من هو وما هو دوره في حكومات القذافي وحرب التشاد ودوره في الثورة والذي كان صفر حسب رؤيتي وشاهد على احداث الثورة حتى مات القذافي. الجيش ليس جيش حفتر ولكن هو جيش وطني ولكن شأت الظروف تزعمهم حفتر وأصبح يطلق عليه جيش حفتر. نال رضاء الكثيرون من الشرق ولكن وقف ضده جميع الإسلاميين بمختلف ايديولوجياتهم الا السلفين والذين يتبعون السعودية وقوفوا معه حتى يبعد الاخوان عن المشهد السياسي. هذا الجيش تبني اسم الكرامة وحاول الوصول لغرب ليبيا ولكن لم يكن هناك زخم كبير له. هناك جيش اخر بالغرب الليبي اسمه جيش القبائل وانضمت اليه الزنتان ومليشيات القعقاع والصواعق والرجبان. هذا الجيش اسماً يتبع مجلس النواب ولكن لا يتبع حفتر ولا يؤتمر بأمره. قالوا انهم يتبعون البرلمان بطبرق وهم في وادي والاخرون في وادي وبدليل أن ككله تدك يوميا ومئات يمتون وتشرد الكثيرون ولا تقوم قائمة سوء بغرب أو شرق ليبيا. هناك جيشان ولكن ليسوا متحدين وانما لكل واحد منهم غرض في نفسه. المجتمع الدولي لم يعترف بهذه الجيوش ولكن معترف بمن يتبعون لهم (البرلمان وحكومته) ولا يريد التعامل مع حفتر نهائياً ولا مع القعقاع ولا الصواعق ولا الرجبان ولا الزنتان ولا حتى تزويدهم بأقل معلومة. المجتمع الدولي قفل اذنيه عن القتال الدائر في الجبل الغربي وما يحدث بككله من وراء هذا الجيش. قضية بنغازي سهلة لآن هناك أنصار الشريعة والإسلاميين المتشددين وهم عاثوا فساداً في بنغازي. المجتمع الدولي لا يجد مانع في القضاء عليهم وخاصة اخيراً أعلنوا أن أنصار الشريعة جماعة إرهابية ومن قبلها القاعدة وداعش. لهذا وبطريقة غير مباشرة سوف يساندون الجيش في القضاء على هؤلاء الثلاثة بشرق ليبيا.

قوات فجر ليبيا وقسورة هي عبارة عن بقايا مليشيات مدن معينه من مصراته وزلطين وغريان والزاوية والامازيغ وطرابلس وهي جميعها لا تعترف بمجلس النواب ولا بالحكومة وقامت باسترجاع المؤتمر الوطني وأعلنوا حكومة انقاذ على الورق. أعلنوا الحرب على مليشيات الزنتان في طرابلس تم ورشفانه والان هناك حرب قائمة في ككله وبئر الغنم والجبل الغربي بين هؤلاء والزنتان ومن يتبعها. كما قلنا إن الصواعق والقعقاع وجيش القبائل والزنتان والرجبان يقولن انهم جيش ليبيا ويتبعون مجلس النواب وقسورة وفجر ليبيا تتبع المؤتمر الوطني العام المنتهية صلاحيته. المجتمع لدولي يبدوا انه لا يرغب في أن تهزم فجر ليبيا وبأي طريقة وكذلك لا يريد النصر لمجوعة الجيش كما يدعون بغرب ليبيا. يريدونها حرب استنزافية وقاتله تنهك البلاد والعباد وبعدها يرضخون لما تريده هذه الدول. الان يضعون في أيديهم على هذه الأموال ويمنعون الجميع من الوصول اليها. الجميع يعرف بأنهم لا يحبذون أن تنتصر مليشيات مصراته ومن معها وفي المقابل يقومون بمحاولات ليست جدية بوقف الحرب بينهم. بعد أن اتضح ان أنصار الشريعة قد انتهوا ببنغازي، قامت مصراته بدعوة لكل هذه المجموعات واستباق الاحداث حتى لا يصلوا إليهم كمجموعة ولكن سيصلون الى افراد. اجلا أم عاجلاً سينتقلون جميعهم الى طرابلس وينضمون تحت المليشيات الأخرى وهم معظمهم ينحدرون من أصول مصراتيه وتلقائيا سينضمون الى مليشيات مصراته.

هناك ثلاث سيناريوات ممكن أن تحدث في ليبيا

1- بعد انتصار جيش الكرامة بالشرق وهروب معظم مقاتلي مجلس شورى بنغازي وأنصار الشريعة الى مصراته بالتحديد، سيتحول البرلمان الى بنغازي ويطبق الإعلان الدستوري المعدل وتزدهر بنغازي ومدن الشرق وتبقي مدن الغرب في حرب ضروس.

2- سيستمر المؤتمر الوطني العام والحكومة بعد أن تعزز قوات مصراته بالمقاتلين من الشرق ويتم حسم المعركة لصالحهم وخاصة داخل طرابلس فقط. هنا سيكون دور الأمم المتحدة قوي جداً وتفرض أن تكون ليبيا تحت الوصايا الدولية ويتك نعين حاكم عسكري على ليبيا وسيجدون كرازي ومالكي للبيا وهو موجود وهو عبد الحكيم بالحاج بالغرب وحفتر بالشرق.

3- ستستمر المناوشات والقتال والتفجيرات في بنغازي 3-4 سنوات اخري وكذلك يستمر القتال بين المليشيات والدروع من جهة وحي القبائل من جهة اخري وتستمر ليبيا بحكومتين وبرلمان ومؤتمر الى أن يتم الصلح التوافق بعد 3-4 سنوات.

هذه الأيام المجتمع الدولي منعكف على رسم خارطة طريق لليبيا ويقودونها البريطانيون وبدعم امريكي كبير وقوي ليس الا. من يتظاهرون أنهم يعرفون كل شيء، فهم يكذبون ومن يعرفون كل شيء هم قليلون وما تواجد المصريين في الشرق والجزائريين بالغرب، انما هو دليل واضح بأن الجميع يريد أن تبقي ليبيل هكذا دائماً. لهذا من يريد الحل ويكون طرف أساسي فيه. هم الليبيون والليبيات أنفسهم ولا أحد اخر. أما ما يجري هذه الأيام فهو مخطط والهدف منه إنهاك ليبيا والليبيين حتى يرضخوا لما سيفرض عليهم. أكثر الاحتمالات رواجا هذه الأيام وهو أحد مخرجات مؤتمر روما، ان ليبيا ستكون تحت الوصايا الدولية لمدة أربعة سنوات قادمة وسيكون هذا بعد حسم المعركة في بنغازي وطرد أنصار الشريعة والقاعدة من درنه. غرب ليبيا يبدوا أن أنصار الشريعة ليسوا نشطين والقاعدة ليست متمكنة والليبية المقاتلة قليلون والسلفية الجهادية قلة والاغلبية السلفية مع الكرامة في الشرق والغرب. لهذا ستكون ليبيا تحت الوصايا وفي اخر مذكرة صدرت عن اجتماع روما أن البنك المركزي الليبي وشركة الاستثمارات وديوان المحاسبة والمصرف الخارجي سيكون تحت تحكم المجتمع الدولي وستكون هناك حكومة انقاذ جديدة ومع كرازي ومالكي وحاكم منهم. ربما هذا الأفضل حتى ترجع البلاد الى الهدوء ويتم النقاش والصلح والوفاق بين الجميع. لهذا يجب على الليبيين والليبيات أن يعوا بأن الحل بأيديهم وليس بأيدي الغرب وأداء لم يبادروا ببداء الحوار دون اقصاء ويكون هناك تفاهم على مستقبل ليبيا بعيداًعن القبلية والجهوية وابعاد كل الأيديولوجيات. إذا لم نفعل هذا سيكون الحل هو الوصايا الدولية وهي استعمار جديد وستنهب خيارات الوطن من الشرق والغرب ويتشرد الكثيرون ولن تكون هناك ليبيا الا إذا عمت الصحوة عقول الليبيين والليبيات وقالوا كلمتهم لا للحرب ولا للعنف وليبيا أولا واخيراً.

ليبيا حرة بعون الله وقادمة ان شاء الله



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا