حرائق تلتهم الغابات في تركيا وسوريا.. وفيات ونزوح وعمل أممي لتقييم الكارثة - عين ليبيا
اجتاحت حرائق غابات ضخمة مناطق عدة في كل من تركيا وسوريا خلال الأيام الماضية، مخلّفة خسائر بشرية ومادية كبيرة، وسط استنفار محلي ودولي واسع لمحاصرة النيران والحد من تداعياتها.
تركيا: 761 حريقًا خلال 10 أيام وإجلاء عشرات الآلاف
أعلنت السلطات التركية أن البلاد شهدت 761 حريقًا خلال الأيام العشرة الأخيرة فقط، وهو ما يعادل نحو 25% من إجمالي حرائق العام الحالي، وفقًا لبيان صادر عن مديرية الاتصالات التركية.
وبينما أكدت الحكومة أنه تم إخماد جميع الحرائق، بما في ذلك 20 حريقًا كبيرًا، فإن الأضرار كانت فادحة، خصوصًا في ولاية إزمير، حيث أسفرت الحرائق عن مقتل شخصين وتضرر أكثر من 228 منزلًا، بحسب وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا.
وأفادت وكالة “رويترز” بأن فرق الإطفاء، المدعومة بنحو 150 طائرة و25 ألف عنصر، واجهت صعوبات كبيرة في السيطرة على النيران بسبب الحرارة المرتفعة والرياح العاتية وانخفاض الرطوبة، ما أدى إلى إجلاء أكثر من 50 ألف شخص في ثلاث ولايات تركية.
سوريا: كارثة بيئية في اللاذقية وتحرك أممي عاجل
بالتوازي مع ذلك، تتواصل حرائق الغابات في ريف محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا لليوم الخامس على التوالي، حيث أجبرت مئات العائلات على الفرار من منازلها، وتسببت بتدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والبنى التحتية الحيوية، وفق ما أفاد منسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى.
ووصلت فرق من الأمم المتحدة إلى المناطق المتضررة، بهدف تقييم حجم الكارثة وتحديد الاحتياجات الإنسانية العاجلة، مع استعداد المنظمة الأممية لنشر بعثة مشتركة بين الوكالات بالتنسيق مع الحكومة السورية والشركاء المحليين.
وأشار عبد المولى إلى أن الأولوية حاليًا هي منع امتداد النيران إلى محمية الفرنلق الطبيعية، التي تُعد من أهم الغابات المترابطة في البلاد. وقد انضمت فرق إطفاء من تركيا والأردن إلى جهود الدفاع المدني السوري، مقدّمة دعما جويا بالمروحيات لمحاولة احتواء الحريق.
وزير الطوارئ السوري رائد الصالح يؤكد أن خسائر حرائق ريف اللاذقية اقتصرت على الماديات مع إصابات طفيفة
أكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح، أن خسائر الحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية اقتصرت على الماديات، مشيراً إلى إصابة مدنيين بجروح طفيفة و8 من عناصر الدفاع المدني.
وأوضح الصالح في مؤتمر صحفي أن مشكلة الألغام وعدم وجود خطوط نار وإهمال النظام السابق للغابات شكّلت عوائق أمام جهود الإطفاء، مشيراً إلى أن نتائج الحرائق كارثية، لكنه أكد أن فرق الإطفاء تعمل ضمن الإمكانيات المتاحة.
وأضاف أن أكثر من 80 فريقاً و180 آلية وبلدوزرات وتركسات تعمل على فتح خطوط نار وتهيئة طرق آمنة لفرق الدفاع المدني للوصول إلى الحرائق.
وشدّد الوزير على إمكانية السيطرة على الحرائق اليوم إذا استمرت أوضاع الطقس الحالية دون زيادة سرعة الرياح، مؤكداً أن إعلان إخمادها نهائياً يحتاج عدة أيام للمراقبة والمتابعة.
وأشار إلى أن أكثر من 10 آلاف هكتار تضررت، وأن التنسيق جارٍ مع المؤسسات الدولية لوضع خطط لترميم الغابات وتقديم التعويضات المناسبة للمتضررين، مع أهمية التنسيق مع مديرية الشؤون الاجتماعية وإدارة العمليات لتنظيم العمل.
وأعرب الصالح عن شكره للحكومتين التركية والأردنية على إرسال فرق إطفاء ومروحيات للمساعدة في إخماد الحرائق، مثنياً على جهود الأهالي والمتطوعين ومنظمات المجتمع المدني.
ودعا الجميع إلى المساندة والتبليغ عن أي حريق أو من يقوم بإشعاله لتسريع عمليات الاستجابة.
وذكر أن الخطة الحالية تركز على السيطرة والإخماد، والخطة الطارئة على فتح خطوط وصول للفرق، بينما تتضمن الخطة المتوسطة إنشاء مراكز دائمة مجهزة، أما الخطة البعيدة فتتضمن تجهيز الغابات بأنظمة إنذار مبكر وكاميرات حرارية وأجهزة استشعار عن بعد لضمان سلامتها.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا