حضور من كانوا غائبين وتلاعب بالدولة - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

بسم الله الرحمن الرحيم

خواطر اليوم 28 اغسطس 2013م (حضور من كانوا غائبين وتلاعب بالدولة)

من غابوا قبل مقتل القذافي يوم 20/10/2011م، الان هم يأخذون المقدمة ويتشدقون بأنهم حريصون علي ليبيا. لم نرى منه الكثيرون ولكن اليوم نراهم ويتبجحون بأنهم هم احرص علي ليبيا من ثوار هذه الثورة ومن اليوم الاول. ليس الثوار فقط من حمل السلاح ولكن من انجحوا هذه الثورة سوء بالمشاركة في القتال او العمل المدني او القيادي. دائما اقولها” ان لم تستحي افعل ما شأت”

لقد اتهمني د نوري الحويج وعلي صفحات التواصل الاجتماعي بأني من وراء صفقة مستشفى المرج ايامات الحجازي. هذا كله افتراء ولم اتوقع من هذا الطبيب ان يقول هذا. فكتبت له بأن لا تكن غبي وتنقل كل ما يقال وكما يقول المثل” ايش علمك يا جحا الكذب، قال الى نسمعه نقوله”. انت انسان مهني ومتعلم وتعيش في فرنسا وتعرف الحق والباطل والله ميزك عن الحيوانات بأن اعطاك عقل تفكر به. انت تعرف ناجي بركات وسافرت معه واخدك معه الى وزارة الصحة بفرنسا ايامات الثورة واشركك في الكثير من النقاشات ايامات الوزارة وقبلها وكنت علي اتصال مستمر معه ولكن بمجرد ان ترك الوزارة تغيرت كما تغير الكثير من امثالك. انا لا اريد منك ان تمدحني لكن اريد منك ان تقول الحق. يجب التحقق والتبين قبل اتهام الاخرين. لماذا لا تتكلمون عن باقي الشركات والتي تعيب فسادا في ليبيا: دينوس، فاميد، شركة فليببس ومندبيها: شركة الصدي وبي براون ودريجر ومندبيها. الكثير من الفساد في هذا القطاع.. للقضاء عليه يجب خلق نظام جديد ومتوازي للأول سوء مع شركة اي اش جي او شركات اخرى. لماد لا تتكلمون عن التكليف المباشر لشركة كندية وايطالية لمستشفى سبها ودرنه. لماذا لا تتكلمون عن شركة بي دبليو سي وكمية الاموال تعطي لها لمراجعة حسابات المستشفيات والمصحات بالعالم وهو عقد به اكثر من 300 مليون جنيه استرليني وهو يبنى 3 مستشفيات. الحقيقة ان من يريد افشال اي مشروع بالصحة انما يريد تحقيق مصالح شخصية ويجب ان نبتعد عن الحقد والكراهية وان نشتغل مع بعض من اجل هذا الوطن. الكثير من هؤلاء والان يتشدقون بأنهم حريصين علي ليبيا، لم نراهم ايامات الثورة ولم نسمع منهم ابدا “وكانوا رجل داخل ورجل برا” كما يقول المثل. الان بدأوا يتسلقون وصاروا حريصين على هذا الوطن والذي ينهش فيه كل واحد. اخي نوري سامحك الله وكل ما يقال ليس صحيح وتحري الصدق والمصداقية في كل شيء لأنك تضر بالأخرين.

لقد اجتمع رئيس لجنة الصحة بالمؤتمر الوطني بالسفير البريطاني بليبيا ربما لمناقشة موضوع المستشفيات. هذا الطبيب وجماعته حالفين بانهم سيفشلون العرض والمقدم من شركة أي اش جي لبناء 12 مستشفى بسعة 150-200 سرير وبقرض اسلامي من الحكومة الانجليزية والتي ترعي هذا المشروع. به تدريب 150-200 عنصر ليبي علي مدي خمس سنوات وببريطانيا وكذلك اداراته ستكون اجنبية وبي كل مستشفى 30-40 عنصر اجنبي من الاساتذة والاخصائيين والاداريين الكبار وقد وافقة عليه وزارة الصحة. للأسف هذه اللجنة بها 17 طبيب وهي لم تنجح في مساعدة الوزير في تنفيذ أو الضغط عليه لتنفيذ المشارع الموقوفة، هذا الشخص أصر ان يكون أحد المستشفيات بالقبة موطن رأسه ، هذا الأخ لم يلتقي بمسؤولي الصحًة بالمناطق، هذا الأخ هو من فرض مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية علي الوزير وهو فاشل وسبق طرده من إدارة الخدمات الصحية وليس له أي خبرة إدارية والان يدعم فيه حتي يتولى وكيل وتكتمل الطبخة. ليبيا خالية من الأدوية وقريب تحدث كارثه ولم يقوم بعمل شيء هو ولجنته. هؤلاء لا تهمهم مصلحة ليبيا ولجنة الصحة بالمؤتمر كذلك شأنهم شأن معظم اعضاء المؤتمر الوطني العام ولكن ماذا يجنون هو اهم شيء لديهم.

السيد على زيدان والسيد طارق متري والسيد جمعه عتيقة في مؤتمر صحفي عن مبادرة الحوار الوطني والتي تتبناها الحكومة الليبية . شيء جميل ان نبدأ في التفكير تم نناقش تم نبادر ولكن نريد أفعالا ومصداقية في كل ما نقول او نبادر به. انها مبادرة ناقصة كثيرا ولكن ربما تطور وتري النور ان شاء الله. ما احوجنا للحوار والتشاور والتقابل عند نقطة واحدة وهي ليبيا ومن اجل ليبيا الان. يجب ان تتولي مؤسسات المجتمع المدني هذه المبادرة وهي تحتاج الى شغل ومال وناس وطنيون ونخب سياسية ووطنية من الليبيين. هنالك مبادرة الحوار الوطني باليمن ولها الان 4 اشهر ومازال شهرين وهي تجربة جيدة ويمكن الاستفادة منها. الامم المتحدة يجب ان تكون طرف رئيس في هذا الموضوع وليس كما قال السيد مثري انه حضر كصديق هذا اللقاء وانها مسألة وطنية. نحن نعرف ان سيادة الوطن مهمة ولكن الليبيين لا يملكون الخبرة في هذا ولغة الحوار غائبة كثيرا عليهم و42 سنة من الدمار والخراب للفكر. هي من ولدت هذا الحقد والكراهية لدي البعض واصبحنا نتهم في بعضنا البعض وننتقم من بعضنا البعض عن طريق السلاح او عن طريق القذف او عن طريق الاعلام وبكل اشكاله.

نتمنى ان تدعي ناس وطنية لهذا العمل الوطني وان تقوم بوضع الأساسيات لهذا العمل وتنطلق وبأسرع وقت. يجب اخد الحيطة من المتسلقين وخاصة من دعاة الجهوية والقبلية والمحصاصة وكذلك ابعاد القنوات الفضائية الشخصية عن هذا الموضوع. الجميع ضاق بكل الوعود الكاذبة وخاصة كلمات سنفعل وسنعمل ولدينا استحقاقات وليبيا بخير. الحكومة ضعيفة وكل يوم رئيس الوزراء يبحث عن مخرج له ولحكومته. يوم يتهم المليشيات ويوم بعض الافراد واخيرا يتهم في المواطن لضعفه وعدم مساعدته للحكومة وخاصة ان الحكومة لم تقدم له شيء ملموس. ليس الرواتب ودعم السلع هو كل شيء حيث نصف الميزانية تضيع بين هذين الشقين. ميزانية التطوير ضعيفة جدا . ام المؤتمر الوطني ، لا حديث عليه لأنه فقد الشرعية والمصداقية واعضائه يجب ان لا يستغلوا هذه المبادرة لتلميع صورهم وخاصة ان الناس بدأت لا تطيق افعالهم هذه الايام لانهم خذلوهم رغم انهم شرعيا ممثليهم في الدولة الليبية. كذلك يجب عدم اقصاء أي واحد ويجب ان هذه المبادرة مدخل للعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية.

لنرجع للحوار ويجب ان يكون وطني وشامل ومعبر عن اراء الليبيين وعدم اقصاء اي منطقة او قبيلة او عرق او اي شخص يريد ان يعبر عن رايه حسب مواد الار. الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني العالمية يجب اشراها وبقوة ويجب ان يكون هنالك زمن محدد 4-6 اشهر فقط ومن بعدها تصاغ التوصيات وتشمل في الدستور وفي قانون العدالة الانتقالية. ان شاء الله بالتوفيق.

وصل عدد الطلبة لإيفادهم للدراسة بالخارج الي 23 الف طالب. ومن مختلف الاعمار وليس من الثوار فذلك موضوع اخر. هذا للدارسات العليا فقط ولا احد يعرف أي معايير استعملت لاختيار هؤلاء. يجب ايقاف هذا النزيف ويجب ان يتم الاختيار وارسال الافضل لكي يكونوا دعم لهذه الثورة والدولة. ليس ام من هب ودب يرسلونه للخارج ولا توجد فائدة كبيرة من بعضهم عند العودة. لماذا لا نبدأ في فتح فروع للجامعات بليبيا والجميع يتدرب داخل ليبيا والمتفوق تعطي له سنة زيادة في الخارج.. 23 الف رقم خيالي وكل واحد سيكلف اقل حاجة 200.000 يورو او استرلينى ولمدة تتراوح 3-5 سنوات. اذا توجد الاموال والاختيار المناسب لا باس من ارسال اعداد مناسبة ولكن هذا رقم خيالي وماذا نعمل بمن سيتخرجون في السنوات القادمة وهل سنرسلهم او نقول لهم ابقوا؟ مع العلم يوجد اكثر من 10 الف طالب يدرسون بالخارج الان. تمنية الموارد البشرية مهم جدا لليبيا واذا صرفت في تمنية قدرات شخص كفاء لن تندم واذا هو اصلا فاشل وليس كفاء، فهذا لن ينفع

قبل الثورة بسنة، كان يتردد علي مجموعة من الطلبة السعوديين في العيادة مع ابنائهم. يوم سألت احدهم لماذا هذه الاعداد من السعوديين في بريطانيا. قال مند فترة والسعودية ترسل في طلبة للخارج ويرجعون ويعلقون الشهادة في بيوتهم ويستلموا رواتب ولا فائدة منهم. السعودية مليئة بالأجانب وكل الوظائف يقوم بها الاجانب والدولة تخسر الكثير علي تعليم ابنائها ولكن من يقومون بالعمل هم الاجانب ولهذا الروح الوطنية تتلاشي والغيرة على الوطن بدأت تغيب. جاءت الفكرة ان يتم ارسال بعثاث للخارج ولكن للأفضل ومن يشتغل في السعودية من السعوديين فقط. لقد تمت عملية الاختيار حسب الكفاءة واتضح ان كل من هو موجود بالبعثات من السعوديين البسطاء وليس الاغنياء ولا ابناء الامراء او القيادات. اي ما فيش واسطه. هؤلاء الطلبة الان في احسن الجامعات ببريطانيا ومعظمهم لدراسة الدكتوراه وبعدها سنة خبرة عملية ببريطانيا. الاعداد كبيرة وقال ان العدد يصل الى 17الف طالب ببريطانيا فقط ولكن عدد سكان السعودية ضعف ليبيا. كذلك تم استبعاد الفاشلين من ابناء الوزراء وقيادات الجيش والواسطة . لهذا يجب ان يكون الاختيار عن طريق الكفاءة ومن خبراء في التدريب واجراء مقابلات وكذلك يجب على الطالب تقديم مشروع قبل ان يختار او فكرة ستخدم ليبيا في المستقبل. هل سيتحقق حلم الكادحين في ان يكونوا ممن يختارونهم للدراسة بالخارج او يذهب الفاشلين وابناء الطبقة الغير كفاءة ونخسر اموالنا ولا نتعلم من تجارب الاخرين. من غاب قبل التحرير ربما لا خير فيه ان يقود ليبيا.

حضور من كانوا غائبين ايامات الثورة اصبح لا يخجل منه احد وهم يزاحمون الان علي المناصب والبعثات واي مقترح او مبادرة تجدهم في الصف الاول. كذلك اصبحوا يتلفظون علي من قادوا هذه الثورة ويحاولون اقصائهم بكل ما يستطيعون. لقد بداء هذه اللعبة القدرة وهي الاقصاء، الاخوان المسلمين والتي اصبحت ظاهرة سيئة ينفذها الان هؤلاء المتسلقين. ماذا يريدون من ليبيا وماذا فعلوا من اجل ليبيا؟ هم ليبيون ولكن ولائهم ليس لليبيا ولو طلب منهم ان يقوموا بتضحيات من اجل ليبيا كما ضحي الكثيرون ايامات التحرير وحتي موت القذافي ، لا يمكن ان يقوموا بشيء. اتذكر ان الكثيرون من كانوا يزوروني في مكتبي بالوزارة في ليبيا وعلي الفيس بوك والأيميل، اصبحوا الان هم من يهاجمني ويتهموني بالفساد والسرقة والخيانة وكذلك التعامل مع ابناء القذافي ووزرائه. هنالك الكثيرون منهم من نشر غسيله على صفحات التواصل الاجتماعي. هذا اصبح مرض متفشي في الجميع وكل ما يريدونه هو منصب او قضاء مصلحة او التقرب ليس الا. لكن من يخاف الله ولا يخاف من قول الحق، لن يصله شيء من هؤلاء الجبناء وانهم كثيرون هذه الايام. لكن انفضحوا جميعا وكل يوم تكتشف الكثير وقل ما نقوله، الله يسامحهم وندعو لهم بان الله يهديهم الى طريق الصواب.

ليبيا حرة وستبقي حرة



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا