حفتر ينهزم يتدعوش ينتحر! - عين ليبيا

من إعداد: أ.د. فتحي أبوزخار

مشروع الاستبداد العسكري له علاقة قوية مع مشروع داعش الاستبدادي الإرهابي الاستخباراتي. لقد مهدت داعش الطريق لحفتر بالاغتيالات، في المنطقة الشرقية  ليمنح نفسه رخصة دولية بشن الحرب على أهلنا ببنغازي بحجة محاربة الإرهاب! تنقل الصحف عن الكاتبة هدى صالح بفايننشيال تايمز : ” أن حفتر يقدم نفسه على أنه معارض شرس للإسلاميين، ولكنه جيشه في الواقع يعتمد على كتائب السلفيين، المدعومين من السعودية” إذن مجموعته “المُدخلية” تحمل الفكر التكفيري الإرهابي، فأين أوجه التشابه بين مشروع حفتر الاستبداد العسكري وداعش في ليبيا؟

  • داعش تستخدم المبالغة في العنف والتعنيف والإسراف في القتل والإرهاب بل وتتعمد الاعدامات في الشوارع والميادين. وقوات حفتر لا تختلف عما تصنعه داعش وفيديوهات محمود الورفلي شاهد على ذلك! ولا تختلف على فيديوهات داعش وقتلها الجماعي في سرت! بل وبعد الهجوم رأينا الشهيد فارس الككلي وشهداء آخريين كيف ينكل ويمثل بهم قبل تصفيته ويصور معه مجرمي حفتر “سلفي”! من يشك في أن هذا العمل داعشي؟
  • شرعنة التربع على السلطة باسم الدين وتيار حفتر ولجنة فتاويه “المُدخليه” صدعت رؤوس الشعب الليبي بطاعة ولي الأمر ولو كان بإرهابه وقتل المدنيين والانصياع تحت حذائه “كاداره” العسكري! وعدم الخروج عن ولي الأمر السابق “القذافي” والحاضر “حفتر” واعتبار أن محاربة ظُلمه خروج عن ولي الأمر وهذا سيغضب الله، استغفر الله، وسيدخلنا النار! أليس هذا فكر داعشي؟

فكيف ينهزم؟

بالطبع لم يلتزم السيد حفتر بالالتزام  مع اسياده حاضني المشروع الاستبدادي العسكري بإنهاء عملية الهجوم على طرابلس في 48 ساعة. فبعد أن أخذ الإذن من باريس رفقة مرتزقة فرنسيين في الهجوم على طرابلس، وأخذ الفتوى من السعودية وأيضاً المال من الأمارات ومستشارين من مصر، انهزمت قواته بعد صدهم من جيش حكومة الوفاق والمجموعات المساندة لهم من أحرار فبراير! فكانت خسائر الغزاة المغرر بهم ما بين مستسلم وميت، يرحمهم الله، ومتقهقر واستمرت إلى اليوم الحادي عشر على التوالي.

وكيف يتدعوش؟

هنا لا نتحدث على القتل باسم الله كما يقول السيد حفتر “الفتح المبين” متأخذً من كلمتين قرآنيتين أسم لانقلابه على حكومة الوفاق المعترف بها دولياً! بل إن الاسلوب القذر الذي يتحول إليه تكتيك حفتر بعد هزيمته وفشله في تحقيق أهداف أسياده، فرنسا والسعودية، والأمارت، ومصر، بدخول طرابلس! فيلتجئ إلى أعمال إرهابية بقصف المدنين والتفخيخ لنشر الرعب والفزع كما فعلت داعش في سرت!

 

  • لإرباك خروج الناس في تظاهرة الجمعة حاولت مجموعة “مدخلية” موالية لحفتر في ساعات متأخرة من يوم الخميس زرع عبوة ناسفة قرب مطب بالحرشه بالزاوية الغربية وظللت الأخبار بشكل أن “ملابسات التفجير الذي سُمع في المدينة، في ساعة متأخرة ليلة أمس، أن سببه كمين أعدّه جهاز المباحث الجنائية فرع الغربية ” السؤال هل المباحث الجنائية، المشكوك في ولائها لحفتر، تزرع متفجرات لتقبض على أحد مطلوب القبض عليه؟! لتكون النتيجة قتل بريء وجرح أثنين! هذا الأسلوب في القبض داعشي بامتياز!
  • قصف طيران حفتر الفاجر يوم السبت بالأمس 13 أبريل 2019 مدرسة القدس بعين زاره  ببراميل متفجرة. والسؤال ماذا لو كان هناك طلاب لأي سبب؟ فهل تعريض المدنيين للخطر محرم دوليين وليس استهدافهم بالبراميل المتفجرة حرب ضد الإرهاب الذي يدعيه أم هو الإرهاب الداعشي بعينه؟!
  • قصف طيران حفتر مواقع لإيواء تحتجز فيها الداخلية التابعة لحكومة الوفاق مهاجرين بل بعضها به نزلائه من دواعش سرت ولا نستغرب لا يفسر إلا في رغبة حفتر في خلق فوضى أمله في هروب الدواعش لمساندته في حربه على طرابلس! لن يستغرب أحد في أن يرى هذا خدمة لداعش!

 حفتر ينتحر!

عول السيد حفتر على وهم أنه بممارسته للإرهاب الداعشي سيكون القائد الملهم للشعب الليبي وظن بغروره أن أسمه خليفة يمنحه الحق في أن يكون خليفة معمر القذافي في الاستبداد ونشر الفوضى وخلق بيئة لداعش بليبيا قد يساوم بها أوروبا والعالم على دعمه ليستبد بليبيا هو عائلته !!! إلا أن أوهامه تكسرت على صخرة ملحمة أبطال فبراير وهي تصد هجومه الغادر على طرابلس، الحاضنة لجميع الليبيين والليبيات، وتخرج له جموع الشعب الليبي في ميدان الشهداء، وميادين بمدن أخرى، وتصدح بصوتها نعم للدولة المدنية الديمقراطية ولا لحفتر واستبداده ودكتاتوريته .. لذلك لم يبقى للسيد خليفة أبو لقاسم حفتر إلا أن ينتحر ويختفي عن سماء ليبيا!  عاشت ليبيا حرة دولة مدنية ديمقراطية وإن طال النضال.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا