حقائق لا تغفلوها بعد الهجوم على المؤسسة الوطنية للنفط - عين ليبيا

من إعداد: محمد علي المبروك

داعش ليبيا من أغرب الدواعش فهو لايكتفي بمستوى عقيدته المتوحشة التي تتسم بالقتل والذبح الجماعي والصلب وقطع الرؤوس وسفك الدماء والموت لأفراده والموت لغير افراده من الأبرياء بل يقفز إلى مستويات أخرى في ليبيا ومنها المستوى السياسي فيهجم سفاحوه على مفوضية الانتخابات بمنطقة غوط الشعال ليحقق هدف تعطيل الانتخابات * ويُهجم على مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس ليحقق أهدافا يثرثر بها اخس ساسة من مجلس النواب ومجلس الدولة بنقل المقر الى منطقة معينة ليس بدافع وطني بل بدافع مناطقي اناني.
وخمنوا هنا ماذا يعني عندما يحقق تنظيم الدولة أهدافا لأطراف من الصراع الليبي ؟.. يعني ان هناك تحالف بين تنظيم الدولة وهذه الأطراف وقد عرف هذا التحالف عندما كان يحتل تنظيم الدولة مدينة سرت حيث مد كغيره من العصابات المشرعنة بالميزانيات والامكانيات من حكومات فبراير المتعاقبة حتى اصبح سمينا.

من حقائق التحالف بين ساسة ليبيا وتنظيم الدولة ليس افتراضات او قرائن بل حقائق وقد عرف ان هناك ابناء واصهار وقربي لاعضاء من مجلس النواب ومجلس الدولة هم افراد وقادة في تنظيم الدولة ولا استبعد ان يستدرجوا هذا التنظيم المتوحش في تدابيرهم السياسية الخبيثة مقابل صفقات بينهم ومنها ماحدث مع المفوضية العليا للانتخابات والآن المؤسسة الوطنية للنفط وهما مقران إداريان ولا عائد لتفجيرهما الا عائد سياسي فمن ذَا الذي يهمه العائد السياسي ، تنظيم الدولة ام ساسة ليبيا ؟ .. ساسة ليبيا بالطبع وتنظيم الدولة لايهمه الا العائد الإعلامي لنشر توحشه ورعبه وساسة ليبيا يهمهم ضرب المؤسسات الاساسية في مدينة طرابلس لخلق مناخ غير صالح للانتقال السياسي مما يبقي على ولايتهم ويبقي على امتيازاتهم ففي عملية تفجير المفوضية العليا للانتخابات ثم عملية تفجير المؤسسة الوطنية للنفط التقاء للمصالح بين تنظيم الدولة وساسة ليبيا من نواب مجلس النواب والدولة ومصالحهم في ذلك واضحة تجدونها من افواههم التى لاتكف ثرثرة واسفاف عير القنوات المرئية الفضائية.

ماحدث في عملية تفجير المؤسسة الوطنية للنفط يدلل ان هذا التنظيم لازال يتمتع بالحظوة والدلال ،عند الهجوم على مقر المؤسسة الوطنية للنفط ، كان افراد التنظيم ستة افراد حسب التصريحات الرسمية وستة افراد لايكونون غالبا الا في سيارتين انتقلوا من مقر إقامتهم باتجاه المؤسسة الوطنية للنفط وفي طرابلس تمركزات وبوابات امنية بين كل منطقة ومنطقة وبين استطالة وانعطاف لطريق فأين هذه البوابات وهذه التمركزات ؟ .. يبدو ان رجال الشرطة والأمن صور متحركة لايجيدون الا خلق الازدحام على المواطنين العاديين في هذه البوابات ولايجيدون فرزا للمجرمين والمخربين والشبهة الامنية واضحة فاضحة في سيارتي افراد تنظيم الدولة بدءا من مظاهرهم ثم حملهم للاسلحة والقنابل فكيف اجتازوا كل هذه التمركزات والبوابات ولا من اعاقهم حتى وصلوا الى مقر المؤسسة الوطنية للنفط ؟ ، الامر هنا احد الاثنين ان هناك تعاون وتواطؤ او ان كل هذه البوابات والتمركزات الامنية هى مجرد صور متحركة لاتفقه في عملها الامني شيئا.

ذات التسويف واللجاجة والغباء في التصريحات لوزارة الداخلية ومعها قوة الردع الخاصة التي سمعناها عند الهجوم على مفوضية الانتخابات سمعناها الآن في الهجوم على المؤسسة الوطنية

( سيطرنا على مقر المؤسسة ) ( تمت السيطرة على مقر المؤسسة الوطنية للنفط ) فأين هى السيطرة وقد حقق تنظيم الدولة مهمته وأنهاها بقتلى وجرحى فهل هناك سيطرة بعد ان حقق تنظيم الدولة مهمته ؟ عجبا لمن يلبس فشله نجاحا وصور فشله واضحة فاضحة .
في ليبيا لم يعد هناك جهاز وطني مستقل للرصد والمتابعة الامنية لداعش ولغير داعش وكل الأجهزة الامنية هى اجهزة اسمية مهلهلة مخترقة بعمل فيها كل من هب ودب حتى المخرب والمجرم والموالي لداعش ولغير داعش وتفتقر للضبط وللعلوم الامنية لهذا فان خلايا ومجموعات داعش وغير داعش تنتشر كمجموعات صغيرة متفرقة في مدينة طرابلس وشرق طرابلس الى عند مدينة سرت وغرب طرابلس الى راس اجدير ولا يستطيعون لها فرزا او تحديدا ، سنوات من فبراير تم فيها حل وتخريب افضل الأجهزة الامنية الليبية على مستوى العالم التى كونت في عهد القذافي وتم طرد وفصل عناصرها رغم خصوبة الخبرة وصلابة الكفاءة التى كان يتمتع بها هؤلاء بدل من الاستعانة بهم لحماية ليبيا وحماية شعبها نظروا اليهم انهم اعوان للقذافي ولم ينظروا الى إمكانية ان يكونوا اعوان للشعب الليبي ، ذاك هو حكم الجهلة ، اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفي الجرحى وان يرحم ويغفر لموتى الليبيين الذين هم في الاصل ضحايا لجهل واسفاف وحمق حكام ليبيا على تعاقبهم.

مقال ( حول الهجوم على المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا ) منشور في شهر 5- 2018 م بعد الهجوم على المفوضية من المهم الاطلاع عليه مع هذا المقال لتشابه الحادثين وذات التصريحات والتخرصات من افواه المسؤولين الليبيين ، وقد نبهت فيه ان الهجوم على المفوضية العليا للانتخابات لن يكون الاخير.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا