حقيقة الحشود المحتفلة بفبراير - عين ليبيا

من إعداد: محمد علي المبروك

لا شيء اتمناه كما أتمنى أبناء شعبي وابناء وطني أن يحتفلوا وأن يفرحوا وأن يملؤوا ليبيا فرحا ومرحا وأن يهتفوا بهجة لحياة طيبة، لحياة هي حقا لهم رخاء زهاء، حياة تتجنب ويتجنبها البلاء والاستياء، ولكن أن يصطنع احتفال ذكري فبراير السادسة صناعة على معاناة ابناء الشعب الليبي وعلى الانهيار الذي تتهاوى اليه ليبيا فان ذلك افتراء وبهتان بإظهار الشعب الليبي الذي يعاني بانه لا يعاني واظهار ليبيا المنهارة بانه ليست منهارة، وما الحشود التي ظهرت للعيان الا فئات محددة ممثلة لنفسها ولا تمثل الشعب الليبي مطلقا.

وهنا حقيقة صغيرة للتاريخ أوضحها لأجيال لاحقة وليس لأجل اجيال حاضرة تمرر عليها صور يرسمها المحتالون والنصابون واللصوص من حكام طرابلس ولا هدف لهذا الخطاب الا ان يرافق المستقبل الى اجيال لاحقة فاضحا لصور الاحتفال بالذكرى السادسة لفبراير التي لم يحتفل بها الشعب الليبي بسبب ما وقع عليه بؤس وتعاسة.

في مدينة طرابلس كعينة لا يتعدى عدد الحشود المحتفلة عن اثنتي عشر ألف محتفل على وجه التقريب من سبعة مليون ليبي ويمكن حساب اعداد الحشود تقريبيا بحساب مساحة ساحة الاحتفال بطرابلس (ميدان الشهداء، الساحة الخضراء) بإيجاد المساحة الكلية بالمتر ثم تضرب على اثنين وهي نصف المتر التي هي مساحة الوقوف الافتراضية لكل محتفل في ساحة الاحتفال وستوجد النتيجة التقريبية لأعداد المحتفلين وهم اثنتا عشر ألف تقريبا.

تتكون الحشود التي ظهرت محتفلة من ثلاث فئات هي كالآتي:

  1. فئة العائلات المهجرة من المنطقة الشرقية وهم اهلنا الذين هجروا إلى طرابلس بسبب تضررهم من عملية الكرامة، وهم أعداد كبيرة في مدينة طرابلس ولا يوجد من أهالي مدينة طرابلس وضواحيها إلا القليل.
  2. فئة الاهالي الذين ينتمي أفراد منها إلى العصابات المسلحة أو إلى التيارات الدينية المنحرفة او الى حكومات فبراير التشريعية والتنفيذية وهي فئة مستفيدة مستنفعة من فبراير ولا يهمها ما يعانيه الشعب الليبي وتعانيه ليبيا.
  3. فئة من ابناء الشعب الليبي ذات طبيعة نفسية معينة محبطة لا يجد أدراكها من سبيل إلا بالاحتفال.

وهي فئة محبطة يقسرها إدراكها على الاحتفال تجنبا للألم والاختناق الذي تعانيه من حدث فبراير المحتفلة به ، فمن طبيعة الانسان الاندفاع نحو السعادة والهروب من الالم والأوجاع بحيل دفاعية نفسية ويتوقف الامر على طبيعة الإدراك في الانسان فالمتألم او الموجوع او المختنق يندفع نفسيا بحسب قيمه الإدراكية الى  اي شيء يجد فيه متنفسا ، هناك من يجد الرياضة متنفسا ومن يجد السفر متنفسا ومن يجد الخمر متنفسا ومن يجد الاحتفال متنفسا  ولو كان الاحتفال تحت شعار وقع عليه بؤسه وتعاسته فيجبر نفسيا ان يندفع الى لحظات يعيش فيها  متنفسا منشرحا هاربا من زمن مديد وئيد يعيش فيه مختنقا بمعاناته .

أما غالبية الشعب الليبي فانه مفقود غير موجود، يغيب في عالم معزول مذبول معذبا بفقره وعوزه وخوفه ورعبه وحرمانه، وما الاحتفال إلا احتفال على عذاب الشعب الليبي. حسبي الله فيما اقول الذي له القوة والحول.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا