حكامنا وإسرائيل - عين ليبيا

من إعداد: نوري الرزيقي

أوهمونا أن دولة الإحتلال هي الدولة الأقوى في المنطقة وهي التي لا تُقهر ومع تولي الحكم في الدول العربية حكّام ضعاف نُصّبوا علينا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من أعداء الوطن تابعين لا يملكون مقومات القيادة من حنكة وفطنة وقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب والإلتزام الخلقي والذكاء الإجتماعي والصدق والإخلاص ومشاركة الآخرين والقوة الإيمانية وغيرها من العناصر والمهارات القيادية ؟؟!!! فالقادة الذين نراهم حكموا ويحمكون عالمنا العربي لا ترى غالبا تلك المقومات أو بعضا منها في شخصياتهم أو في سلوكهم ولذلك لا نرى أي دولة عربية مستقلة ذات سيادة تقريبا كما نرى من نتائج هؤلاء الحكام أن دولنا وهي الأغنى عالميا ولكن شعوبها تعاني الفقر والتخلف المادي والثقافي والجهل وغيرها كثير، فمتى نفيق وننهض ؟ إن الذي جعل العدو قويا هو تخاذل حكامنا.

إن من نتائج تولي هؤلاء العملاء الحكم أن أصبح العربي طريداً باحثاً عن لقمة العيش في كل أنحاء العالم الذي ينهب ثرواته بفضل حكامه، فقد العربي كرامته في وطنه قبل غيرها، فالعربي ذليل لا كرامة له في وطنه فهو ممنوع من الكلام، غرسوا فينا ثقافة اسمع وأطع الحاكم العميل الذي نصّبه أعداء الأمة ولا يحق لك أن تعارضه أو تقول بأنه أخطأ فهو الملهم الذي يرى ما لا نرى وسخّروا له الدين من علماء وحاشية ربما هم أشبه بالمرتزقه فإذا أراد الأعداء الجهاد كما حدث في أفغانستان لضرب الروس وتدميرهم أوعزوا لحكامنا فتنادى العلماء وقدموا فتاوى الجهاد ويسروا طريق الجهاد للشباب ليصلوا إلى أفغانستان وأقيمت الندوات والمحاضرات التحريضية والخطب النارية والمؤتمرات، عجبا للعمالة والجهل؟؟!!! وربما هنا من المفيد أن نوضح بأننا لسنا ضد الجهاد الذي يساهم ويعمل على تحرير أي وطن إسلامي محتل أو يتعرض للحرب والإبادة كما يحدث في كثير من أوطاننا ولكننا ضد إستغلال الدين والجهاد من قبل هؤلآء العملاء والمرتزقة، لماذا لا يعمل هؤلآء وتعد العدة الإجتماعية والعسكرية والسياسية وتعلن هذه الدول وهؤلآء العلماء الجهاد لتحرير بيت المقدس وفلسطين وفك الحصار عن إخواننا في غزة العزّة ؟؟؟ أم أن الجهاد أصبح يعلن في البيت الأبيض بأمريكا ثم يؤمر العملاء من الحكام ليعلنوا حينها فقط أن حي على الجهاد ويرتفع صوت العلماء معلنا أن هبّوا وقوموا على أمشاط أرجلكم في سبيل الله، فأي جهاد هذا ؟؟؟!! أهذا هو الجهاد الذي أمر الله به أم جهاد البيت الأبيض؟؟؟     

إن من أهدر الكرامة العربية ليست إسرائيل ولكنهم حكّام عملاء ليس لهم كرامة ولا يعرفونها وهمهم الكلي والوحيد هو البقاء في الرئاسة بأي ثمن يستأسدون على شعوبهم ويستحمرون أمام من اغتصب الأرض وقتل وهجّر أصحاب الأرض نحن نعلم أنهم أي حكامنا ومن يحلوا لبعض المطبلين تسميتهم بأولياء أمورنا رضي الله عنهم أجمعين وعلى عمالتهم وعلى ظلمهم وفجورهم وطغيانهم وقلة حيائهم ليس لديهم الحد الأدنى من الشجاعة أو الحكمة أو السياسة لإدراة مدينة ما بالك بوطن!!! ما بالك بوطن حباه الله بموقع جغرافي فريد وأمدّه بخيرات وثروات طبيعية قل نظيرها في الكون ولكن … ؟  في المقابل لدى حكامنا الجرأة والوقاحة على بيع الوطن والتنازل على الأراضي المحتلة بل على القدس الشريف مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعم أمريكا وأوروبا وتجويع شعوبهم وتنفيذ أكثر مما يطلب منهم العدو ليس لديهم خجل على تناسي تضحيات الأجداد والآباء بل وتغيير تاريخهم المشرّف كما يريد الأعداء فهم يفعلون ما يؤمرون، لقد أدان بعض مندوبي الدول العربية في الأمم المتحدة أخيرا حماس لاطلاقها الصواريخ على دولة الإحتلال ولم يأتي ببنت شفة عن العدو وما يقوم به !!! ألا لعنة الله على العملاء.

إن كنا نتحدث عن الجهاد فليس هناك أولى من تحرير بيت المقدس وكل فلسطين هذا هو رأس الجهاد ثم يأتي بعده مساعدة المسلمين الذين يتعرضون للتنكيل والقتل في بورما والصين وغيرهما من الدول. إن الجهاد ما يقوم به إخوتنا رجالا ونساءً شيبا وشبابا في فلسطين المحتلة وفي غزة الصامدة التي تسطّر الملاحم بقيادة حماس التي اجتمع عليها العرب والعجم ولكن الله غالب أمره، حتما لن يستطيع الأعداء ولا العملاء أن يقفوا أمام رحمة الله، وعد الله ولن يخلف وعده ستتحرر غزة وكامل فلسطين وسيلعن التاريخ الحكام العملاء.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا