حلال عليكم ، حرام على الدكتور عبد الله ناكر !!! - عين ليبيا

من إعداد: د. عثمان زوبي

عجب وأي عجب علينا نحن الليبيين، شعرنا اليوم بأن هناك من نال شهادة الدكتوراه وهو لم يستحقها، هذا والله الإفك بعينه، لقد قبلتم ايها الليبيون بالتزوير في مجال التعليم منذ ما يزيد على عشرين سنة على النحو التالي:
1)    فرحتم بالتعليم الخاص من الابتدائي حتى التخرج من الجامعة بشهادات مزورة ، ورخيصة الثمن ، ومختصرة الوقت [ ال 4 سنوات جامعية صاروا عامين] ، وشهادات آنية التوليد [ تدفع الفلوس تو تتخرج تو] .
2)    فرحتم بالتعليم المنزلي وقلتم ياسلام.  قبضتم 800 دينار عن كل طفل.  وتركتم الطفل يرتع ويلعب حتى اذا قرب موعد الامتحان المشروط عليه عند ذئب المدرسة زوّرتم له امتحانا في مدرسة خاصة بقيمة دنانير لا تشتري حذاء جيدا رشوة للمدير.  وهكذا استطاع القذافي أن يجعلكم وأبناءكم جهلة ومجرمين.  ولم تقولوا ياليبيين هذا أمر حرام.  بل اعتبرتموه رجولة وبطولة.
3)    اشتريتم لأزواجكم وبناتكم شهادة ( اجازة التدريس الخاصة للمعلمين ) في يوم واحد.  واستخدمتم ألف واسطة وواسطة وعينتموهم معلمات رسميات في التعليم الحكومي. وهتفت الدولة الرسمية ترحب بكم وتعينكم معلمات ومديرات وحتى في مناصب قيادية في الدولة .  وقلتم هذا حلال ، ومعمر القذافي رجل كريم ومحب للشعب.  وسمحتم لآولادكم وبناتكم بتخريب التعليم وكل مؤسسات الدولة.  مع ما هو أشد وأمر وهو تخريب النفوس التي ظهرت على حقيقتها بعد ثورة 17 فبراير فظهرت نفوسا لا أخلاق ولا اسلام فيها. ترقص مع كل أفّاك ، وتقتل لغرض التسلية والانتقام.
4)    جاء أبناؤكم وبناتكم بشهادات ماجستير ودكتوراه من دكاكين ومؤسسات تجارية خاصة ( وليست حكومية عامة ) في السودان ، والقاهرة ، وسوريا ، وبريطانيا ، والأردن ، والجزائر والدول الشيوعية سابقا وهللتم لذلك واعتبرتم ذلك شطارة وقلتم ( يحيا القائد *** اللي خلاّ الناس سواء ) وضحك هو عليكم فجعلهم أساتذة جامعات ، وعمداء كليات ، ورؤساء جامعات ).  فقادوا التعليم العالي الى الخراب ، وحطموا حتى الوزارات ، وأفشلوا حتى الجامعات.  وكلكم قلتم هذا حلال والفالح اللي ياخذ حصته.
5)    ولعب الشطار منكم بمالهم فتآمروا حتى على بعض الجامعات الرسمية في المغرب والقاهرة والسودان والجزائر واشتروا شهادة الدكتوراه من بعض الأساتذة ذوي النفوسة المريضة في تلك الجامعات بالرشوة.  وطبعا أساء الليبيون ومن منحهم بالغش والتزوير من أساتذة تلك الجامعات  الى تلك الجامعات التي لو علمت ما فعله اولئك الأساتذة لفصلتهم ولألغت شهاداتهم.
6)    كان يقول لكم الدكتور ( الزقطي ولد البروال ) في رومانيا يمكن أن ترشي المشرف على الماجستير والدكتوراه ( مائة دولار في الشهر + استيكة دخان Rothman  ) وتقولوا فالح وتهنوا الدكتور.  وبعضهم أخذ الدكتوراه من بولندة في الكيمياء ولم يدخل يوما مختبر كيمياء.  كان يدفع للمشرف عليه البولندي الدولارات والمشرف هو من يعمل البحث.  ولما رجع الى ليبيا هرب من التدريس وقال لأصدقائه بالفم المليان ( أنا ضعيف في الكيمياء.  أنا أخذت الدكتوراه لغرض الحصول على اللقب.  وقلتم ما شاء الله تبارك الله  وآخر جاء بشهادة الدكتوراه من بريطانيا قي علم زراعي في 3 سنين فقط وبدون ماجستير وقال أنا لا أستطيع القاء محاضرات  …..  ففرحتم به ؛ وجعلتموه أعلى سلطة ثورية في الجامعة وكنتم تركعون أمامه وتخطبون ودّه.  ولولا حكم القدر لصار أمينا للجنة الشعبية العامة في جماهيرية معمر.
ومئات رسائل الماجستير التي تمّت وتتم في جامعاتنا وأكاديميتنا فيها من فنون تلاعب الأساتذة أكثر من قدرة أصحابها على كتابة طلب صحيح باللغة العربية.  ومع هذا نحن نفرح لهم ونعتبره حقا شرعيا عندما يكونون أقاربنا واصحابنا. 
الليبيون جميعهم يؤمنون  بمبدأ ( حك لي جلدي أنحك لك جلدك ) و( اخدمني نحدمك) ولتذهب مبادئ  المصلحة العامة ، والاخلاص في العمل ، والمساواة بين الناس الى الجحيم. هذا في مؤسسات التعليم وجميع نؤسسات الدولة  أنا أعرف أساتذة في الجامعات كانوا يؤدون أعمالهم بعدل ونزاهة واخلاص فتعرضوا لأسوأ معاملة ، وحرموا من كل مكافأة ، ووصل الحال ببعضهم أن تعرضوا للضرب المبرح في الجامعة وخارجها من ميليشيات قبلية مدنية في عهد القذافي.  وكنا نحن الليبيين نعتبر تلك الأمور طبيعية ومقدسة .  وأن الأستاذ العادل هو حمار اجتماعيا لأنه ( شاد السّلّوم بالعرض ).  وكان أغلب أساتذة الجامعة والقيادات المحلية يشمتون فيه ويصفونه بالأهبل الذي لا يعرف كيف يتصرف.
فباختصار :  تهانينا بالدكتوراه يا سيادة الدكتور عبد الله ناكر لأنك ليبي ومن حقك أن تنال ما جعله الليبيون حلالا بينهم.  وأزيد فأقول أنك أنت أشطر من كثير ممن حصلوا على شهادة الدكتوراه وبعضهم مصاب بالتوحد.  فأنت شخص ناجح وبارع وقائد ومتبوع ولست بتابع : حاربت القدافي صوتا وصورة ، وشكّلت حزب القمة ( وغيرك كان سمسارا في الحضيض ) وكنت ذكيا فأفرغت مصرف الأمان من أمانته كما يقول خصومك ( وأنا أعتبرها شجاعة وذكاء بمنطق الليبيين) يوم كان غيرك يقاتل في شبشب وكاناتيره ؛ وآخر يترك اسرته ليفجر في نفسه اسطوانة غاز ويفتح باب معسكر بنغازي لثوار 17 فبراير.  فصرت انت الغني المحسود ؛ وصار أولئك مقهورين منسيين يتلقّون المساعدات ممزوجة بالاهانات.
واذا كان الليبيون يستكثرون في السيد عبد الله ناكر شهادة الدكتوراه ؛ فكيف يوافقون لغيره أن يحصلوا على ألقاب وظيفية أرقى شأنا من الدكتوراه.  هذا مع أنهم لم يساهموا في ثورة 17 فبراير حتى بضم قشة ، أو غناية علم ، أو مجرودة لطم.
فبمنطق الليبيين أمس واليوم وغدا أقول لك تهانينا يادكتور.  ومن سار على الدرب وصل


جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا