حوار مع «رفائيل لوزون».. كسر حاجز الخوف - عين ليبيا

لندن، عين ليبيا، عبد الله الكبير

بين التأييد والترحيب والرفض والقبول بتحفظ تراوحت ردود الفعل والتعليقات حول اللقاء الذي جمع بعض الشخصيات الليبية مع مجموعة من يهود ليبيا المهجرين عن ليبيا منذ عقود. في المنافي المختلفة ورغم تعاقب السنين لم يغادر حلم العودة إلى ليبيا مخيلتهم.

أجيال متعاقبة تعيش هذا الحلم مؤملة تحققه يوما ما. وفي منفاهم ماتزال ذكرياتهم في مختلف المدن الليبية التي ولدوا وعاشوا فيها سنوات الطفولة والصبا متوهجة معززة بمحافظتهم علي نمط وأسلوب الحياة الليبي في كافة تفاصيله اليومية.

لقاء جزيرة رودس أواخر يونيو الماضي نظمه وأشرف عليه رفائيل لوزون رئيس اتحاد يهود ليبيا في المهجر. التقيت به لأطرح عليه بعض الأسئلة حول هذا الملتقي الذي أثار الكثير من الجدل في الأوساط الليبية. عجبت كثيرا من اتقانه اللهجة الليبية (البنغازية) حيث ولد وعاش بعضا من طفولته. وكذلك معرفته الدقيقة بأحيائها وشوارعها ومعالمها. وكان من المدهش أن يقول لي رفائيل بكل فخر أنه حتى هذه الساعة لا يطرب إلا بسماع المطرب على الشعالية ومحمد صدقي وشادي الجبل وغيرهم من المطربين الليبيين.

رغم فرحه بتحقق اللقاء الذي كسر حاجز الخوف على حد تعبيره إلا أنه حزين لعدم تفهم قطاعات واسعة من الليبيين لقضية عودتهم إلى بلادهم التي لا يعرف الكثير من اليهود الليبيين غيرها.

س1: ما هو تقييمكم لنتائج اللقاء في جزيرة رودس مؤخرا؟ هل أضاف شيئا لخدمة قضيتكم الأساسية؟

ج1: اللقاء في رودس هو الخطوة الكبيرة التي كنا ننتظرها مند زمن بعيد وقد كسر الجليد وحاجز الخوف وتم اللقاء بشكل علني وحوار حضاري انساني جمع بين الليبيين من مختلف الأديان والأعراق تحت مظلة ليبيا.

س2: حضور مسؤولين إسرائيليين من الحكومة والكنيست ما فائدته في هذا الملتقى؟

ج2: حضور المسؤولين من الحكومة الإسرائيلية له عدة مكاسب بعضها خاص بالأحزاب السياسية داخل إسرائيل وكلها تسعى لكسب أصوات الناخبين من أصول ليبية واقناع المواطنين بأنهم يحققون انجازات على مستوى إقليمي، وأيضا الاستماع واللقاء المباشر مع الأطراف العربية هو مكسب مهم لهم للحديث بشكل مباشر.

س3: بما أن المبادئ لا تتجزأ فكيف يساند المسؤولون الإسرائيليون حق عودة اليهود الليبيين إلى ليبيا وينكرون هذا الحق على الفلسطينيين المهجرين من فلسطين؟

ج3: السياسة ﻻ مبادئ لها وتحركها المصالح والسؤال يجب ان يوجه للمسؤولين الإسرائيليين وهم من يجيب عنه.

س4: نفى خليفة الغويل رئيس حكومة الإنقاذ ارسال أي مندوب عنه للملتقى وأنكر بعثه برسالة لكم. كيف تعلق على ذلك وأنت من اعتبر رسالته للملتقى تاريخية؟

ج4: يجب على السيد خليفة الغويل أن ينشر بيان موقع ومختوم بالنفي أو الثبات لأن هذا اللغط جعله موضع شك وأنه يلعب لعبة رجل هنا ورجل هناك إرضاء جميع الأطراف، ونحن ننتظر رده بشكل رسمي بدون لف أو دوران سياسي.

س5: ليبيا الآن كما تعرف تعاني من صراعات متعددة فضلا عن تدخل خارجي يعمق من أزماتها فهل ترى أن هذا وقت مناسب لإثارة قضية عودة اليهود الليبيين إلى ليبيا؟

ج5: وهل اللقاء في رودس بين أبناء ليبيا يؤزم المشكلة الليبية أم أن شحن السلاح والتعصب والتطرف هو سبب الأزمة؟؟!!، لدينا إمكانيات وعلاقات دولية واقليمية يمكن أن تساهم في تسريع حل الأزمة التي يعاني منها المواطن ﻻ المسؤولين فلماذا ﻻ يستغلون هذه الإمكانيات، وهل تدخل تركيا ومصر والإمارات وايطاليا مقبول وحديثنا نحن أبناء ليبيا ممنوع؟؟!!

س6: هل تعتقد أن فكرة عودتكم صارت مقبولة أكثر من وقت سابق لدى الليبيين؟

ج6: الشباب الليبي اليوم أكثر وعيا وانفتاحا من السابق، وقرار العودة هو قرار شخصي يتخذه كل مواطن ﻻ يحرم منه، السؤال المهم هل قام أي يهودي ليبي بالتسبب في ضرر للشعب الليبي؟؟ ام العكس انهم ضحايا ومتضررين ومع ذلك ﻻ يتكلمون سوى بالخير ولا يتمنون سوى الخير للشعب الليبي كله.

س7: أخيرا. ماهي الرسالة التي تود توجيهها للقراء بشكل خاص ولعامة الليبيين؟

ج7: أيها الشعب الليبي يا أهلي في ليبيا ان الوقت يمر ومركب ليبيا يغرق كل يوم فاجتمعوا على كلمة سواء وابتعدوا عن التعصب فان بناء دولة حديثة ﻻ يتم سوى بالانفتاح الثقافي والاقتصادي والسياسي الذي سيضمن الاستقرار والنمو والازدهار.

كلمة أخيرة:

إن أغلب التعليقات التي أشاهدها من الشعب الليبي هو خلط القضية الليبية بالقضية الفلسطينية وهذا موضوع إقليمي ودولي كبير ولي فيه ملاحظات:

  1. لماذا ﻻ يشترط الليبيين على الصين حقوق المسلمين والأقليات هناك وإلا قطعت العلاقة معها.
  2. لماذا ﻻ يشترطون على تركيا ارجاع لواء الاسكندرونة (حسب الطلب السوري) وإلا قطعت العلاقة مع تركيا.
  3. ماذا ﻻ يطالبون ايران بإرجاع الجزر الإماراتية المحتلة وإلا قطعت العلاقة مع إيران.
  4. لماذا ﻻ يطالبون اسبانيا بإرجاع سبتة ومليلة (حسب الطلب المغربي) وإلا قطعت العلاقات مع اسبانيا.

وهناك مئات الأمثلة التي أستطيع ذكرها ويضيق الوقت، أن خلط الأوراق لن يخدم القضية الليبية وهي قضيتنا الوحيدة هنا.

 



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا