حول الهجوم على المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا - عين ليبيا

من إعداد: محمد علي المبروك

عصف فجأة بمنطقة غوط الشعال بغرب طرابلس الذعر وساد الهياج بين الناس الذين تتوارد الى أسماعهم  طرقات الرصاص وتتوارد الى ابصارهم أرتال مسلحة متجهة بسرعة نحو مقر المفوضية العليا للانتخابات حيث وقع الهجوم الإرهابي ليكتمل المشهد الهائج بحدوث انفجار داخل المفوضية تبعه سيارات الاطفاء وسيارات الاسعاف وأنتهى عند ذلك المشهد، هذا هو المشهد العام والمشهد في بعض تفاصيله ، في وضح النهار وبتعدي سافر كافر تجتاح مجموعة من افراد تنظيم الدولة دون حذر بسلاحهم المعلن مقر المفوضية العليا للانتخابات ويفتحون نيرانهم على الحراسات ويدخلون الى داخل المفوضية العليا للانتخابات ليكملوا فتح نيرانهم على الموظفين ويحتجزون بعضهم ثم تندفع بعض الكتائب الامنية المضطربة بقصد النجدة وهى لم تتدرب على اساليب النجدة الحقيقية في مثل هذه المواقف فترمي نيرانها حيثما توقعت وجود افراد التنظيم دون ان تستجلي الامر ودون ان تحدد مواقع وجوده في المفوضية ودون ان تعلم ماذا يوجد خلف جدران المفوضية ودون ان تتدبر امر الهجوم مع وجود رهائن عند المسلحين فيفجر المجرمون انفسهم بين حشد من الرهائن وينتهي الامر بين قتلى وجرحى ، للأبرياء من الله الرحمة والشفاء،  بصمات الهجوم على المفوضية العليا للانتخابات واضحة فاضحة فهي بصمات تنظيم الدولة غير الاسلامية (داعش) فهو ذات الانغماس الذي هو افلاس والمعهود من هذا التنظيم باجتياح التجمعات البريئة وافتراسها  بوحشية حيوانية مفرطة بالقتل والتفجير.

لا داعي ايها السادة للتحليلات الجوفاء ولا داعي للظن كلما عٓنّٓ لكم عٓنّٓ، لا علاقة لهذا الهجوم الإرهابي بما يسمى بشورى ثوار بنغازي ولا علاقة لهذا الهجوم بما يسمى بالإخوان المسلمين ولا علاقة لهذا الهجوم بأطراف سياسية تسعى لتمديد سلطانها ولا علاقة لهذا الهجوم بالسيد خليفة حفتر وذلك ليس حبا في هؤلاء ولكن حتى لا تضيع الحقيقة بين الظن وبين محللين هم في حقيقتهم محتالين  ، لكل طرف في ليبيا اثر واضح وأثر هذا الهجوم الإرهابي هو من اثار تنظيم الدولة غير الاسلامية (داعش) وهذا الهجوم لن يكون الاخير وهو اعلان صريح من هذا التنظيم على وجوده في ليبيا بعد التضييق عليه في العراق وسوريا ولم يعد له من ملاذ الا ليبيا المفككة أمنيا وسياسيا واجتماعيا وله في ليبيا المخاصب والمكاسب من اموال وسلاح وعملاء على المستوي السياسي والشعبي ومواقع آمنة كثيرة وطرقا وسبلا مفتوحة فتحا على أوربا ودوّل جوار ليبيا وهى مكاسب لن يجدها في اي دولة اخرى.

الدولة غير الاسلامية في العراق وسوريا فانية وتتبدد وفي ليبيا باقية وتتمدد حتى لدول الجوار وليس الامر الا بلاد فيها من العبث الامني والسياسي ما جعلها مستباحة مباحة لكل طامح جامح في إجرامه وتوحشه وانه لأمر مخجل ان يخرج بعد هذا الهجوم مدير امن طرابلس وامر المنطقة العسكرية ليعلنا ان مدينة طرابلس تحت السيطرة، وأين كانت مدينة طرابلس قبل هذا الهجوم؟.. تحت اي سيطرة.. سيطرة تنظيم الدولة، النيام ليناموا ما شاء لهم النوم والخاملين ليتخاملوا ما شاء لهم الخمول والكسالى ليتكاسلوا ما شاء لهم الكسل ولكن ليس لهم ان يكونوا مسؤولين في بلاد من البلدان، لك الله يا ليبيا.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا