حين تسمع الرئيس المصري يتحدث عن ليبيا تأخذك حسرة - عين ليبيا

من إعداد: سالم المعداني

حين تسمع الرئيس المصري تأخذك حسرة غريبة على أوطاننا العربية التي ابتليت بأمثاله الذين تسللوا عبر الانقلابات إلى مفاصل السلطة فأفسدوا البلاد والعباد فالرجل لا تشعر بأنه رئيس من خلال تصرفاته غير المحسوبة لدرجة يلاحظها البسطاء قبل النُخب فأهل النخب ربما غضوا الأبصار لمصالح مادية رخيصة فجعلت عناوينهم الرخص.

الرجل جاء حاكما مستبدا بانقلابه على أول رئيس مصري منتخب في تاريخ مصر فالسيسي أخذ المصريين إلى المجهول ودهاليز الفقر المدقع وحمل الدولة أكثر من ضعف ديونها الخارجية التي تراكمت في عشرين عاما لتضاعف عنده في أربع سنين فقط والرجل أنهى طبقة رجال الأعمال ودفع بالجيش الذي صار ينتج الجمبري والصلصة وليجهل ضباط الجيش معنى السلاح والتعبئة وكل ما له علاقة بالقتال فمهامهم هي حمايته من شعبه أما إسرائيل فهو يعمل على حمايتها وهذه تصريحاته وليس افتراءا عليه وبعد أن كانت مصر تأمر دول الخليج في عهود سابقة صارت تستجدي الرز منهم والرز رمز للفلوس ولم يجد سعادته من دور له إلا التدخل في الشؤون الليبية وليس له حديث إلا عن ليبيا التي أصبحت تسبب له قلق خاصة بعد مذكرة التفاهم الليبي التركي.

لقد ضيع السيسي ممرات مصر وجزرها بتسليمها للسعودية لصالح إسرائيل لكي لا يكون الممر مصري بل ليصبح دوليا.

فما هي حاجة السعودية لهذه الجزر وهو الذي وقع مع أثيوبيا لتنفيذ سد النهضة وقد رفض كل رؤساء مصر السابقين كلهم ذلك ورفع نسبة الفقر المدقع إلى أكثر من 32% أما التعليم والصحة فأفريقيا كلها بما فيها الصومال أفضل من مصر ولم يعد له ما يتاجر به إلا الجار الذي تكالبت عليه القوى الدولية وأذنابها العربية وليتدخل سعادته بحجة عملائه الذين يفضلون مصلحة مصر على مصالح وطنهم وهو لا يدرك أن المنطقة الممتدة من الحدود الليبية وحتى مطروح هي أراض ليبية وأن كل قبائلها في أصولهم هم ليبيون ومصيبة الرجل أنه لا يستوعب ولا حتى يأخذ برأي وزارة الخارجية التابعة له ولا يفقه شيئا عن الأزمة الليبية بالرغم من أن مخابراته أصبحت تمثل نسبة لا بأس بها من سكان المنطقة الشرقية فالرجل يتحدث أن مصر تواجه خطرا حقيقيا من الحدود الغربية ويرجع كل هذه المخاوف إلى حادثة أو حادثتين تحدث بشكل يومي في كل دول العالم ولينتج لنا مسلسل العشماوي الاستخباراتي في نسخته القديمة جدا والذي لا يعرفه هذا المبجل أن الليبيين قد ذاقوا المر والعلقم من دولته ومن الأردن ومن الإمارات وللأسف أيضا من بلاد الحرمين ولم ينجدنا أحد ولم يساعد الليبيين أحد ففرضوا علينا التأشيرات واحتقروا مواطنينا عند بواباتهم وفي مطاراتهم فممنوع نزول الطائرات الليبية في القاهرة وممنوع الدخول إلى صالة الانتظار وتفرض الغرامات والرسوم عند مخالفة الإقامة لليبيين دون غيرهم وبرعاية سلطته المعادية للثورات العربية سرقت الودائع بأحكام قضائية فاسدة ولم يستقبل القضاة الليبيون وفرضت الرسوم على دخول السيارات بالآلاف مع معاملة لا اعتقد أن صهيونيا سيعاملها لنا نحن الليبيون ويتحدث سعادته عن أن مشكلة ليبيا هي الثروات يسمعها كلمات من جهلة وغير مدركين للأزمة الليبية وربما من المريض إمطلل والعجوز عقيلة يردد ذلك وسط ضحك الجالسين بالأمم المتحدة.

مصر هي أم العرب وهي شقيقتنا ولكننا في ظل هذا المعتوه لم نر منها إلا كل صدود فلم يغيثوا لاجئا واحدا بل فرضوا الرسوم عليهم واستقبلوا واحتضنوا أولئك الذين سرقوا أموال الليبيين بعد انهيار القذافي.

هل يلومنا أحد لكي نتحالف وبشروط واضحة على مسمع ونظر من العالم مع الشيطان ونحن أبعد من ذلك بل حلفنا سيكون مع مسلمين فقبل أن نحاور الأتراك زار رئيس المجلس الرئاسي عشرات المرات ولم يجد لديهم قبولا بل فكرة “يس يم عسكر يأمه” ونحن نقول لمصر إلى الوراء در ونعدكم بالقطيعة الكاملة أيها السيسي فلم يجد فيك رئيسك الطيب بل والساذج خيرا فدماء الشهداء ستلاحقك اليوم وغدا.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا