دراسة: مقاومة الخفافيش للفيروس تجعله أشد فتكاً بالبشر - عين ليبيا

عندما يتم تدمير مساكنها الخفافيش ستكون مضطربة وستضخ فيروسات أكثر من الطبيعي. [ECOS]

أفادت دراسة طبية حديث، بأن مقاومة الخفافيش للفيروسات تجعلها أشد فتكاً بالبشر.

وبحسب الدراسة التي أجرتها جامعة كاليفورنيا بيركلي في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الخفافيش تمتلك جهاز مناعي شرس جدًا والذي بدوره يدفع الفيروسات لتكون أشد ضراوة لمواجهة نظام الخفافيش المناعي، مما يجعلها أشد فتكًا بالبشر.

وتنص الدراسة التي قام بها العلماء، على أن الإخلال بمواطن سكن الخفافيش الطبيعية يجعلها تصبح أكثر توترًا و يجعلها تضخ المزيد من الفيروسات في لعابها، وبولها، وفضلاتها، وهذا يؤدي إلى إصابة الحيوانات الأخرى بفيروساتها.

وأشارت الدراسة إلى أن تدمير البيئة مثل تقطيع الأشجار لا تكون نتائجها كارثية للحيوانات فقط مثل خطر الانقراض، بل حتى البشر ستعاني بشكل غير مباشر.

يُشار إلى أن الكثير من الخفافيش تعيش في الغابات، وقطع أشجار الغابات يعني تدمير مساكنها، و ستنتقل الخفافيش إلى مناطق أخرى وقد تكون بينها مناطق يقطنها البشر، وبحسب الدراسة عندما يتم تدمير مساكنها، فإن الخفافيش ستكون مضطربة وستضخ فيروسات أكثر من الطبيعي.

وفي سياقٍ ذي صلة، عثر فريق علمي من معهد ووهان للفيروسات بالصين على آثار للفيروس المسبب لمرض فيروس كورونا المستجد في عينة براز للخفافيش كان قد تم رفعها من أحد الكهوف بالصين عام 2013، وفقا لما جاء في مقال لمات ريدلي، العضو في مجلس اللوردات البريطاني والمؤلف للعديد من الكتب العلمية، نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال.

وبحسب ما أفادت الصحيفة، فإن فريق العلماء كان فيما يبدو يجمع في الغالب عينات لبراز من نوع خفافيش مشابه جداً لخفاش حدوة الحصان لكن بأجنحة أقصر قليلاً، يسمى خفاش حدوة الحصان الصيني الأصهب، وذلك في إطار بحث علمي عن أصل الفيروس المسؤول عن وباء “سارس” الذي انتشر بين عامي 2002 و2003. وعلى الرغم مما توصل له هذا البحث، إلا أنه تم تجاهله إلى حد كبير.

ووجد الفريق العلمي في كهف شيتو، جنوب كونمينغ عاصمة يونان في الصين، فيروسات في فضلات الخفافيش، تشبه فيروس “سارس” عند البشر بنسب كبيرة، خاصة عند المقارنة مع أي عينات تم جمعها من الثدييات الصغيرة، التي كان يُفترض حتى ذلك الحين أنها مصدر العدوى للبشر.

وبالعودة إلى المختبر، وجد فريق العلماء أن أحد الفيروسات من فضلات الخفافيش، ويسمى WIV1، يمكن أن ينمو ويتكاثر في خلايا القردة والخلايا البشرية الخاصة بتنشيط مُستقبل بروتين أو جين يسمى  ACE2ويوجد هذا الجين على سطح الخلايا البشرية، وهو يقلل من ضغط الدم والالتهاب، ولكنه يعمل أيضاً كبوابة للخلية تجعل الفيروس يدخل إليها بسهولة، بما يعني أن البشر يمكن أن يصابوا بعدوى فيروس “سارس” مباشرة من فضلات الخفافيش

وفي عام 2016، اكتشف العالم رالف باريك وزملاؤه في جامعة نورث كارولينا الأمريكية، أن فيروس الخفافيش نفسه يمكن أن يصيب فئران التجارب الحية، والتي تم هندستها وراثياً بحيث تحاكي الجين البشري لمستقبلات ACE2.

وعند تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد، تم تركيز الأبحاث على البنغول وهي ثدييات تسمى أكلات القرش المتقشرة، ويبدو أن التحليلات المبكرة لنسخة الفيروس في عينات من البنغول تشير إلى أنها كانت أكثر ارتباطاً بالنسخة البشرية من عينة خفاش حدوة الحصان.

ويجعل الاتجار بشكل غير قانوني بالبنغول لأغراض الطب الصيني التقليدي الكثيرين على اتصال بالحيوانات المريضة.

وقبل أكثر من عام بقليل، صادر ضباط مكافحة التهريب في قوانغدونغ 21 بنغولاً حياً واردة من مالي كانت بطريقها لأسواق الصين، وعلى الرغم من أفضل الجهود التي يبذلها مركز إنقاذ الحياة البرية المحلي، توفي 16 منها بسبب تورم وانتفاخ الرئتين نتيجة لفيروس كورونا.

وترجع أسباب انتشار العدوى بالكثير من الفيروسات من الخفافيش إلى كونها ثدييات طويلة العمر، مثل الإنسان، وتعيش في جماعات كبيرة محتشدة، وهي بيئة مثالية لنشر التهابات الجهاز التنفسي على وجه الخصوص، كما أنها تطير، وبالتالي تحمل الأمراض لمسافات طويلة، مما يسمح للفيروسات بالانتقال بين أنواع الخفافيش.

لكن لم يتضح بعد سبب إصابة خفافيش حدوة الحصان، على وجه التحديد، بفيروس كورونا، إلا أنه سبق أن تلقت البشرية تحذيرات في السابق مع ظهور فيروسات إيبولا وهندرا ونيبا وميرس وسارس، لذا كان من المفترض أن يكون اكتشاف فيروس كورونا في فضلات خفاش حدوة الحصان، التي تم رفعها من كهف يونان في عام 2013 بمثابة إنذار عالي النبرة.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا