دعوة للتدخل الأجنبي في ليبيا - عين ليبيا

من إعداد: محمد علي المبروك

في ذات الوقت الذي يزداد فيه معدل خطف الاطفال لأجل الفدية وخطف الرجال لأجل الفدية ولا حيلة لليبي إلا بدفع الفدية بعد بيع أرضه أو بيته لإطلاق سراح ابنه او أخاه او أباه..

في ذات الوقت الذي تتعرض فيه العائلات الليبية لقطع الطريق والسطو المسلح عند انتقالهم عبر الطرقات وفي وضح النهار ولا قوة تحميهم وترد لهم حقوقهم..

في ذات الوقت الذي يتحول فيه شعبا كامل إلى شعب متسول مستعبد ذليل يتسول أمام المصارف معاشاته ولا يفضل عليه بكامل معاشه بل ببضع معاشه وبعد شهور وبعد ان يشعروه بالذل والاستعباد ويتسول جواز سفر لاحق له فيه إلا بعد أن يدفع مئات الدينارات إلى بكتيريا من بكتيريا الفساد طافحة طفحا في إدارات الجوازات..

في ذات الوقت الذي يتحول فيه شعبا كامل الى شعب عاجز ان يوفر طعامه وملبسه وعلاجه بسبب اسعار ملتهبة تلتهم في لحظة فضلة الدينارات المرمية له من مصارف التسول..

في ذات الوقت الذي يتحول فيه المذهب الديني للشعب الليبي الى مذهب ظلامي ظالم لصحة الاسلام عبر سيطرة تنظيمات دينية على المنظومة الدينية..

في ذات الوقت الذي تسود فيه بكتيريا الفساد الشامل في الادارات والوزارات التي التهمت اموال الشعب الليبي التهاما..

في ذات الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الليبي الى القصف بالقذائف والرمي بالرصاص بين الحين والآخر عندما تشتعل الحروب بين العصابات المسلحة مما يؤدي الى قتل عائلات وتدمير بيوتها ونزوحهم..

في ذات الوقت الذي اصبحت فيه غالبية  الشعب الليبي مفرغة تماما من ارادتها الاخلاقية والدينية  والوطنية،  يحدث أمام أعينهم نساء وأطفال يخطفون في الشارع والشمس عمودية السطوع وينظرون اليهم  ولا أحد يفزع لإنقاذهم، يحدث أمام أعينهم عائلات تتعرض للسطو المسلح يوميا ويتفرجون عليهم ويكتفون بعبارة لاحول ولا قوة إلا بالله وأي دين هذا الذي يجعلك تكتفي بهذه العبارة دون أن تكون رجلا وتفزع، يحدث أمام أعينهم نواب ووزراء وسفراء ومدراء إدارات وغيرهم احتلوا المناصب احتلالاً ولا يريدون التنحي رغم تدني كفاءتهم وانحطاط عقولهم واختلاسهم وجهلهم بإدارة اماكنهم ويجاملونهم في احتلالهم..

في ذات الوقت الذي أصبح فيه المجرمين والسفاحين والقتلة والخاطفين يتمتعون بحصانة وحماية سواء من الحكومات أو قبائلهم..

في ذات الوقت الذي يوجد فيه مجلس نواب ومجلس أعلى للدولة وثلاث حكومات ولجنة صياغة دستور ولا عمل لهم إلا التمديد للوضع المتردي لأجل الاستفادة من الوضع الليبي المتردي استمرارا لمغنم الثروة الشهرية التي منحوها لأنفسهم واستمرارا لاستنزاف الأموال العامة مع ركونهم إلى حالات مخزية من الخمول والكسل والثرثرة والإقامة في القصور وفي الخارج وليبيا تنحدر بسرعة ولم يبق أمامها إلا صدمة تسبق الفناء لوطن وشعب..

في ذات الوقت الذي لا توجد فيه قوة وطنية فاعلة مسؤولة متحركة على الأرض تحمي عموم الشعب الليبي وتنقذ وطن فلا أجد ولا يجد معي بعض أبناء الشعب الليبي ممن تحدثت معهم وممن ينظرون إلى أمر ليبيا بواقعية إلا التدخل الأجنبي في ليبيا إنقاذا لوطن يستغيث ولا وجود لمن ينقذه وإنقاذا لشعب ما استطاع إنقاذ نفسه بنفسه وإنقاذ وطنه الذي يعيش عليه ويعيش منه.

على غير ما ندرك من مفاهيم لها ارتباطات واهمة غير واقعية فان مفهوم الأخلاق الوطنية ومفهوم الانتماء الوطني والحماس للوطن مع هذا الوضع المعقد الفاني لليبيا تحتم علينا طلب التدخل الأجنبي ومن يرفض التدخل الأجنبي من له ارتباطات واهمة غير واقعية هو في الحقيقة يرفض إنقاذ وطن يتبخر وانقاذ شعب يتفكك من كل شيء وعلى هذا الرافض المدعي للأخلاق الوطنية والحماس الوطني والانتماء الوطني أن يحرك مفاهيمه الادعائية إلى فعل ومجاهدة فها هي ليبيا أمامك ووضعها لا يخفي عليك وها هو الشعب الليبي أمامك ووضعه لا يخفى عليك، أنقذهما أو اترك غيرك ينقذهما ولو كان أجنبيا أما الاستمرار في وضع يلتهم ليبيا وشعبها رويدا رويدا والتفرج عليه والثرثرة بالأخلاق الوطنية فإنها والله بلادة وأنه والله حمق وأن يصمت هذا الدعي البلي فإن صمته خيرا فوضع ليبيا موغل في السوء إلى حد أن عدد الوفيات في الشعب الليبي أصبحت أضعاف مضاعفة عن عدد المواليد وإلى حد أن عدد حالات الطلاق بسبب الوضع المتردي أكثر بكثير من عدد حالات الزواج وإلى حد أن المرضى من أبناء الشعب الليبي أكثر بكثير من الأصحاء وإلى الحد أن حدود ليبيا بدأت تضيق ولم تعد بالمساحة المعروفة وإلى الحد أن الشعب الليبي لم يعد وحده على أرضه بل معه شعوبا أخرى مستجدة في داخل ليبيا.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا