دماء أطفال ونساء درنه في رقبة من؟ - عين ليبيا

من إعداد: أميمة خطاب

إنه صباح ذا لونٍ داكن.. ملطخ بدماء الليبين تنفست فيه ليبيا المنتهكه رائحة الموت بدلاً من الياسمين.. إتشحت فيه مدينة درنه بالسواد حدادًا على موت الابرياء وامتلاء الصدى بألآهات والحسرات والصرخات  لرحيل أرواح لم يأن الاوان لقطفها.

ولما لا؟ فقد صار الدم الليبي رخيص  وأصبحت الأرواح تزهق عبثاً و هباءً.

فعلى بيوت الليبين نزلت قنابل الجيوش الأجنبيه فرفع النساء وألاطفال رؤوسهم متأهبين لاستقبال الموت.. ضغط الضابط المرسل بأمر قادته زر التشغيل واطلق صاروخه الغادر ليجعل الاجساد الليبيه اشلاءً تاركتاً وراها يتامى وثكالى لن يبالي بمصيرهم احد. غادر الطيار الاراضي الليبيه بعد ان طبع على جباه اطفال الليبين ونساءهم قبلة الموت الأخيرة. فلا نامت اعين الجبناء.

الضربات الجوية العشوائية على درنه لا تميّز بين طفل و امرأه وشيخ مما يجعلها تتخطى كل حدود الغوغائية والهمجية وتشكل وصمة عار على جبين الإنسانية. العدوان على درنه تجاوزالأديان السماوية والمواثيق والاعراف الدوليه  ورغم ذلك ما تزال ردود الفعل إزاء ماحدث مخيبة للأمال ولم تتعد عبارات القلق والشجب والإدانة. ردور الفعل جاءت هزيله وكل التصريحات مثيره للشفقه ولا تتعدى كونها كلام يُقال وينسى.. فلا افعال تلمس ولا صدق يُحس. وكأن على الدم الليبي المسفوك أن يصبح إعصاراً مدمراً حتى يكسر حواجز الصمت القائمه على المصالح.

فهل خلت الديار من انسان شريف يصرخ بكلمة لا؟

أو يطالب رسمياً بمعرفة من المسئول عن هذه الكارثة؟

عني أقول، ان دماء الاطفال والنساء في رقبة الجنرال وجنوده الملتحيين ومجلس النواب ومؤيديه وحكومة الوفاق والرئاسي وميلشياتهم المتناحرة فتباً لكم جميعاً.. وتبا لقوتكم وعتادكم.. وتباً لمناصبكم.. وتبا لحاشيتكم.. وتبا لقراراتكم وحواراتكم ومؤامراتكم. جعلتم بلادي مثقله بالأوجاع وبالهموم واضعتم بصراعاتكم على المناصب والمكتسبات الهوية والكرامة والسياده الليبيه.

كيف تأكلون وتشربون و تنامون وتغمضون أجفانكم و كيف يتعالي شخيركم ليلا دون أن تشعروا بالمهانه من انتهاك بلادكم بهذا الشكل ودون ان تحسوا بأوجاع الليبين او تؤلموكم أهاتهم وصرخاتهم.

بكل وقاحة وجرأة تستحمروننا… بألادانه الشكليه وألاستنكار المزيف او بالتصريح بأن ما حدث قضاء وقدر.

لقد مات الاطفال والنساء في درنه اليوم فماذا نفعل الآن؟

أنتم القتله، انتم من يقتل الليبين بطمعكم وعنجهيتكم وموت ضمائركم وغياب حسكم الانساني. اليوم ضحاياكم من درنه.. وغداً سيكونون من مدينه اخرى.. ولن يكون هناك فارق كبير بين الامس والغد.. أما اليوم فقد كان فيه تغيير واحد هو أنكم كشفتم عن سوءتكم وعجزكم وإجرامكم بحق ليبيا والليبين.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا