دولة ليبيا الفقيرة… والسراق الجدد

دولة ليبيا الفقيرة… والسراق الجدد

أحدى صور سلسلة كاميرا جوال زكريا / حركة العصيان بليبيا 2010م

لم يعد الفرح يتدرج من جديد في قلوب الفقراء من الليبيين .. سأقول الفقراء أولئك الذين لم تنزلق عيونهم على السرقة والنهش ما أمكن من أموال ببلادهم .. فالواقع الحقيقي يقول أن ليبيا ليست بلد غني بل هي فقيرة .. بلد فقير البنية التحتية .. فقير المال .. وجود كم هائل من الفقراء .. بطالة بأرقام قياسية .. أمراض منتشرة كما أفقر الدول .. تخلف اجتماعي ومكاني .. أنتشار الجريمة لحد كبير وواسع .. والمشكلة النقيض هنا هي مشكلة أخلاق ليس إلا .. وهنا التعميم محرم أو هو حرام.

 وكأن كلمة أخلاق هي مبني للمجهول أو شعوذة تعودنا عليها أو تربينا عليها أو تربى البعض منا عليها .. تربية عمودها الفقري وجوهرها الأساس 42 عام طويلة من مسح متقن (لثقافة العيب) والعبث بجوهر النزاهة والرصانة لليبي .. الليبي الرصين العفيف الطاهر .. فهذا الخلخلة مستمرة بثقافة العيب الليبية حتى اليوم وبتراسل حقيقي بين الأمس القريب واليوم .. فالقيم والاخلاق هي ينبوع نفيس .. كان واجب  القذافي تدميره ليستمر ويبقى .. ولهذا نجح بتجميع الليبي السيئ الخلق من حوله .. ولتكبر دائرة هذا الليبي السيئ الخلق .. و لتنقسم الدائرة لدرجات أخر وأكبر ومتتابعة الحلقات حول المركز أو حول القذافي أبن الصحراء والاخلاق والمسلم الأوحد … ولكنه بالحقيقة المجردة هو سيئ الخلق وعديم لهذه الثقافة العيب.

 فهل ثورة 17 فبراير اخترقت تلك الحلقات ودمرتها تدميرا ؟  والاجابة هنا (لا) .. لأنه بالمنطق الحسابي البسيط العكس هو الصحيح .. لقد ازدادت الحلقات بأكثر استفحال .. وفقد لاحظ الليبي البسيط ..أو النخبة الأصيلة والشريفة أن الواقع اليوم يقول أن الدوائر أخذت تظهر بازدياد مضطرد .. ولا أحد يستطيع أن يقول لا أمام جبروت وطغيان سوء الخلق ودوائره الخبيثة .. وليصبح نهش البلاد مقنن بالشرف المزيف والنضال القولي والأسلمة الجديدة والثائر الصنديد الذي حرر طرابلس ومصراته وبنغازي وكل ليبيا .. ولنراه اليوم بأم عيوننا أمام شاشات التلفزيون وهو بأرقى البدل الحريرية الغالية الثمن وهو يتلفت يمينا ويساراً ويعبر بصراحة مطلقة أنه بطل حقيقي للشارع الليبي وثائر أصلي يجب تقديم التقديس والولاء له وربما لأحفاده من بعده .. يقول أنه أبن للشارع الليبي ولكنه اليوم غني صاحب ملايين برمشة عين ويكون حزب وربما أحزاب تصرف كذلك الملايين .. والسؤال هنا يقول من أين لك هذا؟ فمن يستطيع أن يجاوب على هذا السؤال منكم أيها الليبيون ؟ وهنا لسنا ضد أن يكون الليبي رث الثياب .. ولكن واقعه الحقيقي أنه فقير الحال .. والفقر ليس بعيب وخصوصاً إننا نرى السراق واللصوص هم فقط اليوم بأغلى الثياب .. أقصد هنا أولئك الذين خرجوا من باطن القاع الليبية وهم ربما حملوا السلاح .. ذاك القاع الذي يحتفل كل مرة بليبي مات جوعاً بأحد الشوارع ونهشه الفقر من كل جانب وقيل عنه مرات عديدة مهبول.

نساك عباد جدد خرجوا فجأة وأصبح لديهم سيارات عالية وقنوات فضائية تحكي عن أصول الدين ولتقول أنتم أيها الليبيون دينكم الاسلامي ناقص .. ناقص .. بدون أي حياء .. ولأن هذا الدين ناقص إذا فمأموتاكم بالأمس هم بالقرب من النار لأنهم لم يتبعوننا .. فهذا علماني كافر وذاك الميت منكم رجعي .. تجار دينيون جدد لم يعرفهم الليبي من قبل .. صامتون زمن الهزيمة وبل منافقون على حسب ما جاء بتعريف المنافق بالقران الكريم .. قوالون جدد .. وهم يسبقون الزمن للم المال والاموال والكراسي تحت غطاء الثورة وكذلك الدين . فمن كان يجرء بزمن الهزيمة أن يقول لمعمر القذافي أنه كافر أو علماني أو أبن – من ؟ أليس من العجب أن تخرج فجأة الغيرة على الدين والثورة معاً اليوم ؟ إنها الغيرة الفائقة على الدين لتخرج اليوم مهمتها الأولى الثراء وشراء الشقق بمئات الالاف وبناء القصور بملايين الدولارات الليبية .. وربما بحضارة هدم المقابر والأضرحة الكافرة الميتة.

ألم يلاحظ الليبي البسيط بهذه الايام أثرياء جدد بكافة الوجوه خرجوا فجأة يركبون أعالي السيارات ويسكنون أعالي الفلل ؟ الم يتجرأ التجار الدينيون اليوم ليقولوا إن الليبيين علمانيون .. والليبيين جلهم لا يعرفون الحقيقة .. تحت نظرية سابقة لمركز التوبيخ والتحقير أو مركز الدائرة القذافي الذي قال أنتم بدولة الحقراء .. و اليوم أصبح من أصبح يعتصم ضد كل الليبيين .. وربما غداً ستنتشر حالات التفجير والقتل الجماعي ضد هؤلاء الكفرة الفجرة .. فلا للجيش ولا للشرطة الكافرة التي لا تعفي اللحى ..ولا للقوانين الوضعية العلمانية .. فقط قوانين وافدة من أعالي البحار متجاوزة للحدود الليبية كما كل شيء .. وكأن الليبي العلماني أعترف اليوم بأن يعيش على الربا .. وأقر الخمرات والمجون .. واحل الحرام وحرم الحلال !! وأيضاً أحل لحم الجان .. فهل لحم الجان حلال أم حرام؟

إن الحقيقة تقول هو  الصراع على الأموال الليبية .. المجلس الانتقالي يتعرض لعشرات الضربات والتهديدات من كافة الاتجاهات .. المستشار” مصطفى عبدالجليل ” أصبح السارق الوحيد للمال الليبي .. فهل السيد “مصطفى” سارق ؟ كالساعدي القذافي أو عائشة القذافي  (صاحبت العرس ) ؟ أو كان المستشار هو مسلم بالكلمة .. وما إسلامه إلا عباءة .. وهو الاخر يلم ما أمكن من المال والجاه والسلطان .. ولأكثر من عشرة مرات وهو يحلم بقرب المؤتمر الوطني ليخرج من دوائر العبث والمجون وثقافة غياب العيب …هل يصلي صلاة الصبح هذا السيد المستشار ويدعو الله بالقنوت ليقول اللهم زد من مالي وقصوري ..اللهم لا تسترني يوم العرض عليك !! هل المستشار كذلك يا من تناثر العيب من حولكم .. وليصبح هذا السيد بأفواهكم وألسنتكم تلتوي وتستطيل وتتبرع بداخل هذه الأفواه ولتقذف الرجل بشتى أنواع السب والشتم واللعن … فمن هو المستشار (مصطفى عبدالجليل )؟

تجار زعموا مد الثورة بالمال .. ولكنهم اليوم يحرقون ما تبقى من الليبي البسيط والذي قال هذا الليبي لا جمارك ولا لقسيمة جمركية .. غسيل أموال بالمليارات .. أطنان من الذهب تخرج وتهرب .. مناطق عبور تاريخية لتجارة المخدرات والهيرويين  والحشيش والسلاح .. مصاريف علاج على من شعر بوعكة ما بظهره .. وثائر ليبي تعفنت رجله وهو قابع بأسواء مستشفى بليبيا .. بنوك تخصم ماتبقى من مرتب الليبي المهزوم لأنه لم يسدد أقساط سيارة خلال الثورة … سعر الجنيه الليبي أصبح مهزلة والالف جنيه يساوي مئة وعشرون دولار فقط ! ببلد قالو عنه إنه غني .. فهل ليبيا غنية ..أم هي فقيرة؟

فهل عند المؤتمر الوطني عصي سحرية لإنقاذ البلاد بعدما تجمع الليبي بعيونه الباكية ليضع الأمل بهذا (المؤتمر الوطني)  وبرجالاته ؟ أم سيخرج الليبي من سباته الجديد القديم ويهدم حصون هذه الدوائر ويدفنها بالبحر ويبقى هو الأقوى بأذن الله .. وليشعر حينها بالله أكبر حقيقية تخرج لتمتزج مع أمواج البحر .. وليهدم بقوة الدوائرالسيئة الخلق والتي لا تحمل صكوك ثقافة العيب الليبية . فهل ستهزم دوائر الشر رجال المؤتمر الوطني وتجرها قسرا لتفقد ثقافة العيب هم أيضا؟

عادل عبدالله الجهاني (محمد الجراح) / ليبيا

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • سليمان الشطيطى

    منور والله
    تحليل عميق وواقعى هذا حقيقة ما يشعر به كل ليبى …… لكن فى نظرى المشكلة ليست فى الاشخاص لان الانسان خلق جهول .. المشكلة فى اسس الدولة التى لو يتم بنائها ستقلل من طموح هؤلاء البشر المتكالبين على المال و الجاه ……..
    التخطيط التنظيم الرقابة المتابعة المحاسبة .للاسف لا زالات ليبيا تحتاج الكثير و الكثير.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً