الحوار مستمر!!! - عين ليبيا
من إعداد: د. البدري الشريف
ووصلنا فى الحوار الى حيث وصلنا و لم نصل الى بر الأمان بعد. اسئلة كثيرة مطروحة بعضها متفائل و كثير منها متشائم و اغلبها حائر و جميع هذه الأسئلة المطروحة لها من الوجاهة نصيب . نقول اسئلة وجيهة و ليس بالضرورة أن تكون صائبة أو مخطئة فقد اجتزنا مرحلة الخطأ و الصواب و الحق و الباطل و الشرعية و اللاشرعية !!! فنحن امام موقف لا نحسد عليه . نحن الآن دولة هشة و منقسمة و مهددة فى وجودها و مصاعب الحياة فيها تزداد تعقيدا على جميع المستويات المعيشية و الأمنية و الصحية .نحن جميعا مسؤلون عما تعانيه ليبيا و ما يعانيه شعبها المسكين من قسوة الحياة و النزوح و التهجير و يعانى حالة من الخوف و الترويع و انعدام الأمن و الإستقرار. لقد وصلت حالة الإحباط و اليأس ببعض النازحين من سرت و الفارين من جحيم داعش الى التفكير فى العودة الى مدينة سرت بعد ان صدموا بسوء المعاملة ووصلوا الى حالة من اليأس و الإحباط و ذلك وفق ما صرحت به المتحدثة باسم شئون النازحين ببلدية المرج خلال اليومين الماضيين.
علينا الخروج بتفكيرنا من السياق المعتاد و لنترك هذا الصندوق الأسود الذى جعلنا نقسم انفسنا الى فئتين او ثلاثة و ربما حتى اربعة و كلهم على ضلالة الا فرقة واحدة تملك الحق و تملك الوطنية و هى بذلك لها وحدها حق السلطة و الثروة !! و لو أنها لن تستطيع احتكاار السلاح و تلك هى المسألة!
نعم لن يكون بمقدور أية فئة ان تحسم الأمر لصالحها عسكريا و الإحتكام للسلاح لا يعنى سوي الخراب و التدمير لليبيا و فتح الباب امام تقسيمها و اتاحة الفرصة للأرهاب متمتلا فى داعش من السيطرة عليها.
نعم الحوار السياسي ضرورى و ليس لنا مخرج غيره؟؟ و لابد لنا ان نصل الى اتفاق . هناك تعثر فى الحوار و هناك ضغط فى الوقت و هناك كثير من المسائل شائكة جدا و لكن يضل الحوار هو الحل!
من هنا علينا الصبر و لا شيئ غير الصبر و المضى فى الحوار لا مقاطعته حتى نحقق ما نريد تحقيقه من الحوار و هذا هو السؤال المهم؟
ماذا نريد؟؟؟؟
نريد السلام و الإستقرار و بسط الأمن.
نريد عودة الحياة الى طبيعتها و الناس الى اعمالهم.
نريد اعادة تأهيل مؤسسات الدولة و خاصة اعادة تأهيل و بناء الجيش المهنى بعيدا عن الإستقطاب السياسي و الأيديولوجى.
نريد اعادة تأهيل المؤسسات الأمنية و تفعيلها لتوفر الأمن للمواطنين و لتكون ساهرة على حماية الأرواح و الممتلكات.
نريد العمل على عودة النازحين و المهجرين و توفير البيئة الملائمة لهم للحياة الكريمة فى وطنهم.
نريد الإهتمام بتوفير المتطلبات المعيشية للمواطن من غداء ووقود و كهرباء و رعاية صحية.
هذه هى المتطلبات للفترة الإنتقالية و التى هى سنة واحدة فقط أو تزيد قليلا ! و تحقيقها يتطلب توحيد مؤسسات الدولة التشريغية و التنفيدية و القضائية و تعزيز الأمن و الإستقرار حتى نرسى دعائم الدولة المستقرة.
من هنا فإن الحل يجب ان يكون ممكنا و لا توجد مبررات للدفع نحو تصعيد المواقف و التهديد بالمقاطعة بل يجب استمرار الحوار و استمراره لا يعنى القبول بكل ما يقترح من تعديلات فهو حوار سياسي قد يأخد وقتا و لكن لابد ان نستمر فيه حتى نصل الى اتفاق.
نريد استعادة الوطن الذى فقدناه!!!
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا