رأس خروف - عين ليبيا

من إعداد: ابراهيم عثمونه

article1-1_25-7-2016

لطالما استوقفه اسم “المتحف الوطني” بلونه الذهبي فوق باب المتحف في طرابلس. كان يدور بسيارته على الساحة الخضراء وفي كل مرة يواجهه الباب يتمهل قليلاً قبل أن يمضي يساراً. يومها كانت كلمة وطن ليست موجودة ولا متداولة بجدية إلا في مكانين اثنين (الأول على باب المتحف الوطني بـ طرابلس والثاني في لحم الخروف الوطني).

ما كان يعرف ابراهيم قبلها أن الحس الوطني هو تربية أو هو تغذية أو هو حالة تراكمية تتراكم فينا من جملة الكلمات والصور التي نصادفها يومياً في طريقنا، ومن جملة ما ننظر له على واجهات المحلات وعلى البنيات الحكومية وعلى راية خفاقة في السماء، وأيضاً مما نسمعه في المدرسة وفي الراديو وحتى في خطاب رئيس الدولة ساعة يفتتح كلمته لنا بـ”أيها الأخوة المواطنون”..

أبداً ما كان يعرف هذا. وكل ما كان يعرفه أنه ساعة يدور بسيارته يواجهه باب المتحف وحين يدور على اليسار يشعر في اللاوعي أنه ترك خلفه الوطن في متحف، ويعرف أيضاً أن كل الليبيين كانوا في اللاشعور يذبحون الوطني صباح عيد الأضحى..

لذلك -وحتى لا أطيل- أرى أنا صاحب هذه المقالة لو توضع صورة لرأس خروف على أحد الأوراق النقدية لأنه اليوم ربما يكون الأكثر تشبعاً بهذا الروح قياساً بمن حوله، وأرى أيضاً لو توضع صورة لباب المتحف على ورقة نقدية أخرى لأنه الأقل فساداً قياساً بما حوله من مصارف ومؤسسات دولة في طرابلس.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا