رجال “إيني” ورجال “توتال” في ليبيا - عين ليبيا

من إعداد: سعيد رمضان

شركة “إيني” الإيطالية تعتبر رقم 1 في التنقيب واستخراج وتصدير النفط الليبي الذي يعد أكبر احتياطي في أفريقيا، ومن شأن تزايد النفوذ الفرنسي في ليبيا أن يؤدي إلى مزاحمة شركة “توتال” الفرنسية لإيني على الثروة النفطية الليبية.
أيطاليا تحاول أن تسبق فرنسا من خلال التواجد والنفوذ فى ليبيا ، والعكس ، ولكل منهما رجاله للدفاع عنهما ،فقد سبقت أيطاليا فرنسا بخطوة فى العاصمة السياسية الليبية ،أذ أن روما فتحت أول سفارة أوربية فى طرابلس وأمنتها بألف جندى أيطالى مما يجعل حضورها العسكرى والدبلوماسى أقوى فى الغرب الليبى ، وأقامت مستشفى عسكرى أيطالى بمصراتة وأمنته بعدد 200 جندى أيطالى .
وبخصوص التواجد العسكرى الفرنسى فى الشرق الليبى فهو مؤكد وليس محل جدل رغم أن حجمه غير محدد ،ولا ننسى أن الرئيس الفرنسى السابق ” فرانسوا أولاند ” قام بنعى 3 عسكريين فرنسيين سقطت مروحيتهم بالقرب من بنغازى أثناء قتالهم فى صفوف حفتر شهر 2016/7 .
ومن خلال مؤتمر ” باريس ” تمكنت فرنسا من جمع القوى الأربعة المتصارعة على السلطة فى ليبيا ،ونتج عن هذا الأجتماع ” أتفاق باريس ” الذى قر أجراء أنتخابات برلمانية ورئاسية فى ليبيا بتاريخ 2018/12/10 القادم ، وقد تحصل هذا الأتفاق على دعم وموافقة الأمم المتحدة ولكن قوبل بمعارضة أيطاليا بذريعة عدم وجود دستور دائم للبلاد ، ولانستغرب أن أحداث طرابلس الأخيرة أندلعت من أجل ألغاء أتفاق باريس بخصوص الأنتخابات ،ولاننسى أن أيطاليا تعتزم تنظيم أجتماع بين الفرقاء الليبيين فى الخريف القادم لكى تثبت أن نفوذ أينى أقوى من نفوذ توتال فى ليبيا .
بعد أن تمكنت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا من وقف الأقتتال بالعاصمة طرابلس وفرض هدنة على كافة القوى ، وبعد أن قام المبعوث ” غسان سلامة ” من تقديم أحاطته أمام مجلس الأمن عن الوضع فى ليبيا وقام بكشف المستور ،أعلن مجلس الأمن بأن ليس هناك حل عسكرى فى ليبيا .
خرج علينا ليلة الخميس الماضى المشير ” خليفة حفتر ” خلال لقائه مع مشايخ القبائل ببنغازى قائلا ” هذه الأزمة فى طرابلس لابد أن تنتهى فى أقرب وقت ولايمكن أن نصمت أمام الوضع الحالى وتحرير طرابلس وفق خطة عسكرية مرسومة خيار لابد منه ، وحول الأنتخابات فى ليبيا قال ، أنه أول من يريد الأنتخابات ولكن لوثبت أن الأنتخابات لم تكن نزيهة فأن الجيش سوف يقوم بعمل يجهضها وأكد دعمه للأنتخابات والأعتراف بنتيجتها مادامت نزيهة مشيرا أنه ملتزم بأتفاق باريس حيث قال : فى باريس كان هناك أتفاق سياسى مع الأطراف المتنافسة فى ليبيا لكن كل الأتفاقات السياسية لافائدة منها ونحن ملتزمون بأتفاق باريس ، وقال دخلنا فى مجازفة محسوبة ولم ندخل للأنقلاب على السلطة وتابع قائلا : ليس لقادة المليشيات فى طرابلس ألا الخروج ومساعدتهم لاحقا عبر السفارات والعيش بعيدا عن الليبيين مشيرا الى أن هناك من يسبح بحمد أيطاليا وهى ترى فى نفسها عدو لنا ” .
وفى نفس يوم الخميس الماضى خرج علينا أيضا المدعو ” صلاح بادى ” آمر مليشيا لواء الصمود عبر تسجيل مصور بعد يومين من تطبيق الهدنة فى طرابلس قائلا ” سنعطى الخونة والقادمين من الخارج درس لن ينسوه وأن الساعات القادمة ستكون حاسمة والخير جاى ” .
وفى يوم الخميس الماضى كشفت صحيفة ” كوريرى دى لاسيرا ” الأيطالية عن أستعداد من وصفتهم بقيادات من مدينة مصراتة للدخول فى حوار مع قائد الجيش الليبى خليفة حفتر ونشر التقرير على لسان المدعو ” عبد الرحمن كوت ” آمر مليشيا المرداس التى تتكون من 250 مقاتل ،بأن القيادات العسكرية بمصراتة قررت تغيير سياستها والأستعداد الآن للحوار مع قائد الجيش خليفة حفتر ،وقال للصحيفة أن من بين أكثر من 260 من المليشيات الكبيرة والصغيرة التى تشكل القوة العسكرية لمصراتة أختارت 4 أو 5 منها الذهاب الى طرابلس لكن نحو 10ألاف رجل يحملون السلاح أقل من 500 منهم ذهبوا الى طرابلس للدفاع عن السراج ،كما أضاف المدعو ” ابو بكر السعداوى ” قيادى فى جزب المؤتمر الوطنى ” للصحيفة بأن الحقيقة الجديدة هى أن العديد من التدابير جاهزة للحوار على قدم المساواة مع حفتر الذى أعتبرناه حتى وقت قريب الشيطان
كل هذا جاء بعد أن قامت وزيرة الدفاع الأيطالية بالحديث عن أحراز تفاهم مع فرنسا بخصوص حل الأزمة الليبية .
فى يوم أمس ” الجمعة ” دعا مجلس الأمن فى بيان الى التقيد والتنفيذ الفورى لوقف أطلاق النار معربا عن ترحيبه بعرض البعثة الأممية فى ليبيا بتقديم المساعدة الفنية لدعم التحقق من وقف أطلاق النار ورصد الأنتهاكات ووضع ترتيبات أمنية مستدامة ، وتأتى هذه الخطوة بعد أقتراح أمريكى بالتصويت لأرسال وحدات حفظ سلام الى ليبيا تعمل على الأشراف على نزع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة .
فهل ستكشف لنا الأيام القادمة عن تعاون مثمر بين أينى الأيطالية وتوتال الفرنسية بخصوص حل الأزمة والأنتخابات فى ليبيا ؟



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا