السيد الرئيس.. بعد التحية

من كل قلب ينبض حبا لوطنه، وضمير يتلظى ألما على ما آل إليه حال الشعب الليبي، نخاطبكم بعد أن تراكمت على شعبنا معاناة قاسية، وشدة مضنيّة طيلة عقد كامل من الزمن، تجرّع خلالها كل أنواع المرارة، جرّاء احتراب أهلي مسلح، أتى على الأخضر واليابس، وحوّل البلد إلى جحيم لا يُطاق، سادت فيه الفوضى سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا، ما أدى إلى انحراف كبير في كل المؤشرات، وعلى كل المستويات، وخلّف في نفوسنا جروحا وفي نسيجنا شروخا وفي بنيتنا التحتية واقتصادنا انهيارا لا سابق له.

السيد الرئيس..

وانت تقود هذه المرحلة الحاسمة، من مراحل حياة ومصير ومستقبل الشعب الليبي، تتعلق الأبصار وتهفو القلوب إلى ما يمكن عمله من أجل إنقاذ ما تبقّى، وترميم ما خرّب ودمّر، ورتق نسيج اجتماعي شُرِخ، وتتطلع النفوس إلى ما هو أفضل وأحسن، والأمل كبير في الله ثم فيكم لتحققوا المراد رغم كل الصعاب، إنَه من منظور وطني صادق نرى أن مهمتكم الجسيمة الكبيرة يمكن لها بحول الله أن تتكلل بالنجاح إذا ما استمر الحماس النابع من إرادة التغيير للأفضل وأخذتم بعين الاعتبار مجموعة من العوامل والأسس التي نوجزها فيما يلي:

• أن تكون على قناعة تامة وتقنع فريق حكومتك بأن مهمتكم محددة وانتقالية وان الوضع استثنائي بامتياز فبقدر ما سمح لكم بتوسيع حجم حكومتكم لزوم المرحلة ومقتضياتها، بقدر ما لا يسمح لكم بتجاوز مهمتكم كما وكيفا
• أن تركزوا على إنجاز المهام المنوطة بكم فعليا وتكون النتائج ملموسة لدى الشعب فيما يعانيه الآن
• أن لا ترهقوا ميزانية الدولة بأي التزامات جديدة سواء في شكل تعيينات جديدة أو إنشاء أجسام جديدة، وتكتفوا فقط بمعالجة مرتبات تركة التعيينات السابقة، وحبذا أن يتم تقليص بعض الأجسام التي أسرف في إنشائها من الحكومات السابقة

الملفات المطلوبة

الملف الأمني: توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية، ودمج المجموعات المسلحة فيها، وحصر احتكار السلاح للدولة – العمل على توفير الأمن داخل المدن، وفتح وتأمين الطرق بين المدن والقرى في كامل ربوع الوطن.

ملف جائحة كورونا: إظهار الفساد الرهيب المرتكب حاليا، ومعالجة الوضع بالسرعة الممكنة.

ملف المصالحة الوطنية والخطاب الإعلامي التصالحي.

ملف الخدمات الأساسية: معالجة مشكل الكهرباء – معالجة مشكلة الوقود والغاز – معالجة مشكلة السيولة ودعم الدينار – توفير الحاجيات الأساسية من المواد الغذائية.

ملف الاستحقاق الانتخابي: دعم ومتابعة المفوضية العليا للانتخابات لإنجاز الاستحقاق الانتخابي في موعده المقرر.

السيد الرئيس..

هذا فقط ما نرجوه منكم وليس أكثر، وفي الوقت الذي نهنئكم بحصول حكومتكم على ثقة مجلس النواب نشفق عليكم من عظم حجم المسئولية الملقاة على عاتقكم وندعو الله مخلصين أن يوفقكم ويعينكم على هذا الحمل العظيم.

التوقيع: مواطن.