رسالتي إلى اخوتنا واحبابنا أهل مصراته - عين ليبيا

من إعداد: عبد الهادي شماطة

تحيةً وسلاماً لكل أهلنا في مصراته بكل قبائلها ونسيجها الاجتماعي المتنوع، والذي يمتد في جسد ليبيا شرقاً وغرباً وجنوباً.
تحية لتلك الجموع الهادرة، التي خرجت تناصر أهل بنغازي طلباً للحرية، وطلباً للعيش الكريم، وبناء دولة القانون والمؤسسات ،ولم تساوم علي دماء أهل بنغازي، وكانت سدا ضد افكار تقسيم ليبيا. فلقد كانت بجانب الحق وجانب الوطن في الوقت الذى كان يمكن ان تساوم وان تجني الاموال والمكاسب، فكانت رأس حربة في اسقاط النظام وطاغيته، وكان شرفا عظيما لها وللتاريخ. ان مصراته لم تكن في سنوات الثورة الاولي تسعي للمناصب والمكاسب ،وكانت مع جميع مبادرات لم الشمل لليبيين وكنت شاهد عيان على بعضها، واجتمعنا فريق حوار مع المجلس البلدي بمصراته ،وكان موقفهم عظيم لم يطالب الا بالدولة والقانون، وكان ايضا موقفهم من قضايا المصالحة واضح لالبس فيه.

لقد استدرج اهلنا في مصراته الي كارثة فجر ليبيا ومن استدرجهم عزف علي لحن الثورة والتخويف من النظام السابق وكان ربما يحاول ان يثبت لبعض اسياده بالخارج انه صاحب قوة ونفوذ وربما كان ايضا لقضايا ايديولوجية ادركها اهلنا بمصراته أخيرا وبها سالت الدماء ورملت النساء ويتم الاطفال وحملت مصراته الحمل والهم الاكبر من عدم الاستقرار وتطاول البعض عليها ودفعت لدعم انصار الصراع ببنغازي في صراع كان محكوما عليه بالفشل وسبب الدمار في بنغازي. والحقيقة كان لمن هم ليسوا من مصراته نصيب الاسد فيها وبأسمها نفذت الكثير من الاخطاء. مصراته فيها الحكماء والعلماء واهل الرأي السديد واساتذة الجامعات المشهود لهم بالعلم والمعرفة.

اليوم ونحن نسمع أنين الوطن وصراخ الايتام ووجع المبتورين والمرضي في وطننا ألا نقول كفانا بؤسا ودماءا كفانا مهزلة أمام شعوب العالم ألا نقول نعم لكل الليبيين نعم للمصالحة نعم لليبيا وطن لنا جميعا ألا نغفر لبعضنا زلاتنا ألا نحافظ علي أبنائنا ونخطط لهم مستقبلا يعوضهم عن احزان العقود الماضية ألا نزرع وردة في بستان الوطن أليس لهذا الوطن حقا علينا أن نتنازل لأجله، ألم تكن تجربة تاورغاء تجربة اتثبت أن ليبيا ومصراته خاصة تستطيع ان تصنع حلاً.
اخوتنا حكماء مصراته ليس هناك حل عسكري في بلادنا، وليس هناك صوت يجب ان يعلوا الا صوت الوطن والوطن كلنا أبنائه ،فلا تسمعوا لأصحاب الأجندات الاجنبية ،والايديولوجيات الواهمة ،واصحاب المطامع المادية لأن يستمروا في قيادة المركب الي المزيد من الدمار و انقسام الوطن. فهؤلاء لن يسميهم التاريخ الا باسمهم الحقيقي وهو انهم خونة.

بما وانتم من أهل فبراير التي ازالت طاغية ولكنها لم تسحب جنسية احد فهي للجميع فليكن دوركم في المصالحة الوطنية عظيما كما كان في فبراير ولنقرأ ماحدث من أخطاء ولنعتبر وبقوة الرجال لابد ان نعترف بالاخطاء وان نعالجها بعلاج شاف وان نتبني المصالحة وبناء الوطن ولنرفع شعار الملك ادريس السنوسي حتحات علي مافات فالاستقواء بالاجانب مرفوض للجميع ولنصنع حلا ليبيا ليبيا وليكن لكم شرف ذلك بالتنازلات المطلوبة لاجل الوطن كما كان لكم شرف تقدم الصفوف بثورة فبراير ولابد ان نعترف لشركاء الوطن بحقوقهم كاملة وان نحترم خياراتهم وان نتعامل معها فما لا يمكن تحقيقه بالحروب ربما تم تحقيقه بالحوار والسياسة، كفانا دماءا كفانا بؤسا، التنازل لأجل الوطن شرف سنذكره لكم وسيذكره التاريخ بكل فخر.

 



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا