رعاة الحرب والشر في ترهونة - عين ليبيا

من إعداد: أحمد خليفة

بعد أكثر من 6 أشهر من الحرب على ‎طرابلس المحروسة يمكن الآن القول – باطمئنان – إن ‎ترهونة هي من تهاجم طرابلس، وبالتالي فإنها تقود حربا ضد المنطقة الغربية ستكون لها عواقب وثارات تاريخية، وستتحمل ترهونة لوحدها المسؤولية التاريخية لهذه الحرب وعواقبها على المدى الطويل، اجتماعيا وسياسيا.

منذ عامين كانت ترهونة توصف بأنها مدينة السلام والمصالحة، بل ويضرب بها المثل في تعايش أبنائها بوئام رغم الخلافات بينهم، فما الذي حدث حتى تحولت إلى مدينة ترسل الشر والدمار والقتل والأحقاد إلى طرابلس والمنطقة الغربية؟ كيف تحول أبناؤها إلى مجرد أرقام فقط لا قيمة لها في عدّاد القتلى والجرحى والمعوقين، أيعقل أن تسمح ترهونة بأن تكون ألعوبة في يد قتلة كصالح الفاندي ومحمد الكاني وغيرهما من شذاذ الآفاق وأصحاب السوابق والأزلام وتجار الدين المداخلة الذين جعلوا ترهونة رهينة لمغامرات إجرامهم البشع؟ ترهونة تعتبر نفسها شريكا لحفتر وليست تابعة له، تاريخها ومكانة قبائلها الاجتماعية لن يسمحا لها بأن تكون تابعة لأحد، وهذا أمر طبيعي، ولذا فإنها تتحمل لوحدها وزر قيادة الحرب على طرابلس، درو حفتر في ترهونة يقتصر فقط على الدعم بالسلاح والعتاد والأهم بالمرتزقة، وهذه الأخيرة ستكون وصمة عار في تاريخ قبائل ترهونة تُعيّر بها لأجيال القادمة ولن ينساها لها الليبيون.

ترهونة ستخسر كل شئ وبشكل بشع، ستخسر الحرب وستخسر حلفائها في غرب ليبيا وستخسر مكانتها الاجتماعية والتاريخية فيما يمكن أن نسميه “إقليم طرابلس” فالحرب ستنتهي عاجلا أو آجلا، وبهدوء سيتفرغ المؤرخون للكتابة عنها، ومازالت الفرصة سانحة لترهونة للتراجع عما ورطها فيه سفهاؤها لو كان فيها رجل رشيد.

الضريبة التي دفعتها ترهونة ومازالت ستدفعها من دماء أبنائها وسمعتها ستكون باهظة بشكل سيرهقها لعشرات السنوات القادمة، لأنها ستكون مدينة مهزومة ومنبوذة لإسهامها بقوة في نقض غزل النسيج الاجتماعي للمنطقة الغربية عبر رعايتها وشنها حربا أكلت الأخضر واليابس، ومازالت عجلة موتها دائرة حتى الآن.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا