رهان أمريكي بريطاني على «حفتر» و«باشاغا» في الانتخابات - عين ليبيا

قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي د. عبيد أحمد الرقيق، إن المنافسة في الانتخابات الليبية المرتقبة ستكون محدودة
بين 3 شخصيات على الأكثر هم خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي وفتحي باشاغا.

وأضاف في مقابلة مع صحيفة “المغرب” التونسية، أنّ حظوظ المترشحين متقاربة من حيث الدعم الدولي باعتبار أن كل طرف يحظى بدعم خارجي قوي.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

• لو تقدمون لنا قراءتكم للترشّحات الخاصة بالانتخابات الرئاسية المقبلة والتحديات المطروحة أمام الليبيين اليوم؟

المترشّحون كثيرون لكن التنافس سيكون محدودا بين ثلاث شخصيات على الأكثر.. خليفة حفتر.. سيف الإسلام القذافي.. وفتحي باشاغا.

وبما أنّ أعلى منصب في الدولة هو منصب الرئيس، يكون حجم مسؤوليته أكبر وأعظم، منطقيا يفترض أن لا يتقدم لهذا المنصب الرفيع إلا من يجد في نفسه الكفاءة والقدرة والخبرة اللازمة التي تُؤهله لحمل أمانة تنوء من حملها الجبال الراسخات، ومن المنطقي أن يتمتع من يتصدى لهذه المسؤولية الجسيمة بموهبة القيادة والقدرة على تحمل ثقل الأمانة، بمعنى أن من يتقدم للمنصب يفترض أن يكون متميزا في الكفاءة والقدرة والخبرة وحسن التدبير، لكن بالنظر إلى المشهد الليبي حاليا، نجد الأمر مغايرا للمنطق، وفيه كم كبير مما يثير الغرابة والعجب لكثرة المترشحين المتقدمين لمنصب الرئيس. المتأمل في الواقع الليبي يمكنه إدراك علة ذلك التهافت الغريب، على أرفع منصب في ليبيا، ويدرك أن للثقافة السائدة دورا محوريا في ذلك، فالليبيون صاروا لا يقيمون وزنا للكفاءة والخبرة التي توفر القدرة والأهليّة، بعد أن طغت عليها مؤثرات أخرى اجتماعية وثقافية ومادية، يتمّ تسخيرها في إطار من العلاقات النفعية المتبادلة.

• ما حظوظ كل منهم على صعيد الدعم الداخلي من القبائل ومن الدعم الدولي؟

من ناحية عدد الأصوات يمكن القول أنّ سيف الإسلام القذافي أوفر حظا من غيره يليه حفتر ثم باشاغا…لكن من حيث الدعم الدولي نجد أنّ حظوظهما متقاربة ففي حين يحظى سيف بدعم روسي جزائري يحظى حفتر بدعم فرنسي مصري إماراتي سعودي ويحظى باشاغا بدعم قطري ايطالي…أمريكا تراهن على حفتر وباشاغا أكثر من سيف الإسلام كذلك بريطانيا.

• هل يسير الدبيبة نحو الترشح برأيكم ؟ وإذا ترشّح ما الذي سيتغير؟

نعم سيتقدم للترشيح رغم المادة 12 إلا انه مصر على الترشح…وإذا ترشح سيخلفه نائبه رمضان بوجناح..ولن يتغير شيء خلال فترة الترشح.

• توجد شكوك حول إمكانية تأجيل الانتخابات ، هل أن هذا الخيار وارد؟

لا أعتقد أنّ التأجيل يهم انتخابات الرئاسي تحديدا…أما الانتخابات البرلمانية فهي مؤجلة أصلا حيث ستكون بعد شهر على أقل تقدير حسب قرار مجلس النواب.

إن محاولة مجلس النواب في اشتراط أن يتحصّل المرشح الرئاسي على تزكية من (5000) مواطن ليبي، قد تحدّ فعلا من أعداد المترشحين للرئاسة، إلا أن هذا الإجراء قياس على الثقافة الليبية السائدة، قد يأتي بتأثيرات سلبية، حيث يمكن أن يكون عاملا يكرّس القبلية والجهوية، فيكبّل المزكّى بقيود اجتماعية قد لا يمكنه الفكاك منها لو نجح في الفوز بمنصب الرئيس، مما يعني توجيها وتحكما في الرئيس الذي ينبغي أن يكون مستقلا وبعيدا عن أية ضغوط، وهنا يكون هذا الشرط قد أتى بما لا يُؤمل.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا