زغرتي يا “للَا”.. قواتنا البحرية تعترض ناقلة نفط مدنية مالطية..!! - عين ليبيا

من إعداد: د. عبيد الرقيق

سبحانك اللهم لا شماتة.. ها نحن نعيش زمن الغرائب والعجائب!! فقدر لنا ان نرى ونسمع من الأخبار والأحداث الغريبة ما يدهش العقول في بلدنا, من حكومة لا تعترف بفشلها ولا تحترم عقول شعبها عندما تعجز عن التعبير عن خيبتها وقلة حيلتها حيال الكثير من الأحداث المتوالية التي تشهدها الساحة الليبية على كل المستويات. لاشك ان القوات المسلحة في اي دولة هي حامية الحمى وحارسة الديار وراعية الحدود برا وبحرا وجوا وهي المخولة باستخدام القوة ضد كل من تسول له نفسه الاعتداء على حدود الدولة او انتهاك حرمات مياهها الإقليمية من اي عدوان خارجي . ولذلك يكون معيبا وعارا أن يصل حد الهوان بدولتنا وسيادتنا مبلغا تتجاسر فيه ناقلات نفط مدنية أجنبية على الدخول وانتهاك حرمة مياهنا الإقليمية بدون إذن! الغرابة عندئذ هو ان تعقد القوات المسلحة مؤتمرا صحفيا تستعرض فيه مجريات “معركة وهمية” تدعي فيها انتصارها المزيف في مسرحية هزلية لا ترقى حتى الى مستوى مناورة تدريبية في أدنى أبجديات العمل العسكري ويستحي العسكريون من مجرد البوح بها حتى بين بعضهم البعض!

بدون استحياء تحاول حكومتنا الواهنة تسويق انتصاراتها المزيفة غير مدركة أنها بذلك تهين نفسها وتلطخ شرف العسكرية المحترفة.. ترى اي ثقافة عسكرية جدَت علينا الآن؟! الثقافة التي تجعل من الهزيمة نصرا ومن التعثر والفشل نجاحا! اما كفانا ما بنا من ضعف وهوان ونحن نرى بلدنا يستباح ومن كل الجهات؟! هذا الهوان الذي يدفع بسفن مدنية على المجازفة وعدم احترام مياهنا الإقليمية والدخول عنوة إلى شواطئنا!! ماذا لو أرادت لا قدر الله سفن حربية مسلحة الدخول؟! كم تقدرون زمن مقاومتها؟! وكم تقدرون زمن استيلائها على شواطئنا من بعد!؟ أليس هذا هو السؤال الخطير الذي نود طرحه على حكومتنا متمثلة في قواتها المسلحة ان وجدت!!؟ ترى ماذا ستكون إجابتهم ؟! وكيف سيظهرون عندئذ أمام شعبهم ؟! وهل حينذاك يكون بمقدورهم مجرد الظهور الإعلامي في مؤتمر صحفي؟!

عن حالنا المؤسف.. نستذكر حرائرنا من الليبيات وهن يزغردن تلك الزغاريد التي عهدناها جرعات من الحماسة والشجاعة في غابر ألازمان في حرب الطليان وهي تدفع الأبطال إلى ساحات الوغى بحرارة وشوق شديدين للتضحية بالروح والدم فداء لوطن مسكون في حنايا قلوبنا وأكبادنا. عن حالنا المخجل.. يصعب علينا الآن أن نطمع في مثل ذلك من نسائنا اللاتي بلا شك يرقبن ما يجري في صمت وحسرة ولوعة وحزن!! ان ما تزال فينا خصلة من حياء, لابد لنا أن نعترف بأننا قد قصرنا في حق الوطن ..ونحن لا احد سوانا من أوصلنا إلى هذه الحالة من الوهن والضعف وقلة الحيلة.. ذلك لأننا فقدنا قيمنا الوطنية الخالدة وجرينا خلف مكاسب مادية رخيصة!..فتحولت رغبتنا في العطاء السخي لأجل الوطن إلى رغبة غرائزية جامحة في نهب الوطن ونهش ما تبقى منه !! أقف عند هذا الحد لأجد نفسي اردد وبلهجة ليبية ” زغرتي يا للَا..زغرتي يا للَا..!!” ترى على من تزغرد للَانا..؟! الإجابة بالطبع لديكم أحبتي القراء.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا