سامي الجميل:”الأسد قادر على تفجير الوضع في لبنان”

النائب اللبناني سامي الجميل
النائب اللبناني سامي الجميل

قال النائب اللبناني سامي الجميل في حوار مع موقع فرانس 24 إن النظام السوري يملك الإمكانيات لتفجير الوضع في لبنان، مشيرا أن نفس الشروط التي أدت إلى الحرب الأهلية في 1975 باتت متوفرة اليوم، داعيا اللبنانيين إلى عدم زج بلادهم في حرب لا تعنيهم.

فرانس24: هل هناك مخاوف من نشوب حرب أهلية في لبنان على خلفية الأزمة في سوريا ؟

توجد رغبة لدى النظام السوري لإشعال نار الفتنة بين اللبنانيين من أجل زعزعة استقرار المنطقة بأكملها. والهدف من ذلك إبعاد الأنظار الإعلامية عما يجري في سوريا.

وأعتقد اليوم أن نفس الشروط التي أدت إلى اندلاع حرب أهلية بلبنان في 1975 متوفرة والأسد قادر على تفجير الوضع، ويملك جميع الإمكانيات لإدخال لبنان في دوامة العنف، لكن أتمنى أن لا يحقق أهدافه.

وهناك لبنانيون يشاركون الأسد في زعزعة استقرار بلادهم سواء من خلال مساندتهم النظام السوري أو من خلال معارضته. وفي الحقيقة، يمكن أن نكون مع أو ضد الأسد، شرط أن لا نشارك في تأزم الوضع في بلادنا بسبب ما يحدث في سوريا.

ومن جهة أخرى، هناك مجموعات مسلحة تخطف الأجانب وتنظم مؤتمرات صحافية دون أن تتدخل الحكومة لتوقيفهم. وهذا يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب أهلية في البلاد والحكومة اللبنانية ستكون المسؤولة عن ذلك.

فرانس24: لكن بيروت تقول أنها تنأى بنفسها عن الأزمة السورية المفتوحة منذ مارس/آذار 2011؟ 

أثبتت هذه الحكومة منذ تشكيلها أنها موالية للنظام السوري. وبالتالي فهي تتحرك وفق مصالحه وعلى حساب استقرار لبنان وأمنه. وموقف النأي بالنفس الذي تزعمه الحكومة، ما هو إلا شعار. والدليل على ذلك هو ترك الحكومة اللبنانية الحدود مع سوريا مفتوحة، ما أدى إلى توغل بعض الجنود السوريين والجماعات الإرهابية إلى داخل أراضينا والتحرك فيها.

فرانس 24: يبدو أن المسيحيين في لبنان منقسمون تجاه الأزمة السورية، البعض يناضل من أجل إسقاط نظام الأسد والبعض الأخر يسانده. ما هو رأيك ؟ 

بكل صراحة، أنا ضد الأسد لأنني أؤمن بالديمقراطية. لا يوجد نظام أضر لبنان كما فعل النظام السوري. لقد تسبب هذا النظام في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص خلال 30 سنة من الاحتلال العسكري وتدمير مئات الآلاف من المنازل، فضلا عن مقتل عدد كبير من الشخصيات السياسية. نحن مع التغيير والديمقراطية في سوريا وفي العالم العربي.

فرانس24: البعض يقول أن بشار الأسد قد يكون مضطرا في نهاية المطاف إلى إنشاء دولة علوية؟ هل هذا الخيار قائم وكيف سينعكس ذلك على لبنان؟ 

تحول الأزمة في سوريا إلى أزمة طائفية يقلقنا كثيرا. سيناريو تقسيم سوريا إلى دويلات صغيرة غير مستبعد وليس من ضرب الخيال، بل هو في حيز التطبيق في المنطقة. أنظر مثلا إلى العراق الذي يواجه مطالب طائفية وقومية متعددة، أبرزها طلب الأكراد الاستقلال عن النظام المركزي والعيش في إطار الحكم الذاتي.

ويمكن للبنان، باعتباره بلد متعدد الطوائف، أن يعرف مثل هذا السيناريو بسبب الأزمة في سوريا. لذا ينبغي على جيلنا أن يفكر في لبنان جديد، لبنان حيادي ولا مركزي, لبنان يكون قادر على مراعاة التعددية الحزبية والطائفية المتواجدة بداخله والتفاعل معها.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً