سوريا.. الساحل يواجه أكبر حرائق بتاريخه وموجة النيران تعصف بالغابات والمنازل - عين ليبيا
تتواصل جهود مكافحة الحرائق الضخمة التي تجتاح غابات محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا، وسط استنفار كبير من فرق الدفاع المدني والمتطوعين، وما تسببت به من نزوح واسع لسكان المناطق المتضررة.
وتكافح فرق الدفاع المدني السوري، بالتعاون مع متطوعين من أهالي ريف جبلة في محافظة اللاذقية، للسيطرة على هذه الحرائق التي تجددت يوم الأربعاء، وامتدت من سهل الغاب بريف حماة إلى قرى بيت ياشوط وعين الشرقية بريف جبلة، جنوب شرقي اللاذقية. وتشهد هذه القرى حالة استنفار واسعة ومشاركة شعبية كبيرة في جهود الإطفاء.
وفي سياق متصل، تجددت الحرائق أمس الخميس في غابات ريف اللاذقية الشمالي، بالقرب من الحدود مع تركيا، وتحديدًا في منطقتي اليمضية وكسب.
وقد نشر الدفاع المدني السوري صورًا توثق عمليات إطفاء الحرائق الحراجية الضخمة المندلعة في منطقتي بروما وآرا بجبل الأكراد، بالإضافة إلى كسب واليمضية، مشيرًا إلى صعوبات كبيرة تواجه الفرق، ناجمة عن قوة الرياح وارتفاع درجات الحرارة وطبيعة التضاريس الجبلية الوعرة.
من جانبه، أكد إبراهيم الحسين، مسؤول برنامج البحث والإنقاذ والإطفاء في الدفاع المدني، أن “التهديدات للغطاء النباتي في سوريا ما تزال قائمة، في ظل موجة حرائق شديدة طالت عدة مواقع في أرياف حماة وإدلب وحمص واللاذقية وطرطوس”.
وأشار الحسين إلى أن ذلك “يشكل خطرًا كبيرًا على المساحات الخضراء في البلاد، ويزيد من آثار مواسم الجفاف هذا العام، مع انعكاسات سلبية على البيئة والطقس ومختلف مناحي الحياة”.
وكانت منظمة الزراعة والتنمية الريفية قد كشفت في تقرير لها الشهر الماضي أن الحرائق الواسعة التي اجتاحت ريف محافظة اللاذقية تسببت بتدمير أكثر من 10 آلاف هكتار من الأراضي الحرجية والزراعية، أي ما يعادل نحو 100 كيلومتر مربع، وهو ما يمثل أكثر من 3 في المئة من إجمالي الغطاء الحراجي في سوريا.
وامتدت ألسنة اللهب إلى ما لا يقل عن 28 موقعًا في ريف اللاذقية، ملحقة دمارًا واسعًا في الغابات والمزارع ومنازل المدنيين في قرى مثل بيت عيوش والمزرعة وسبورة والبسيط، واضطر أكثر من 1120 شخصًا إلى مغادرة منازلهم، في حين يُقدر عدد المتضررين بنحو 5 آلاف شخص، بينهم أطفال ومرضى ومسنون يعانون من أمراض تنفسية فاقمها الدخان الكثيف الذي وصل إلى مدينة حماة وريفها وجنوب إدلب.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا