سيكتب التاريخ: درنه - عين ليبيا

من إعداد: نوري الرزيقي

سيكتب التاريخ أن أول مدينة حاربت وأخرجت تنظيم داعش، الذي زعموا أنه ملاحق دوليا، من أول موضع له في ليبيا وكبدته هزيمة نكراء بأيدي شبابها ورجالها لتعلن هذه المدينة المتحضرة الثقافية المجاهدة بداية النهاية لهذا التنظيم ولتبدأ بعدها سلسلة هزائمه من سرت الليبية إلى الموصل العراقية، فمن درنه كانت البداية وكانت بداية النهاية.

سيكتب التاريخ أن هذه المدينة الأبية بأهلها بعد إخراجها ودحرها لتنظيم داعش تعرضت لغارات جوية من طيران لجنرال كان متقعدا ولاجئ في وعائد من أمريكا ليعيّن رئيسا لجيش مزعوم من قبل برلمان منتهي الصلاحية في الشرق الليبي همه هو محاربة كل ما هو إسلامي متخذا من محاربة الإرهاب ذريعة للفتك بالخصوم السياسيين والعسكريين وغيرهم مما علمنا ومما لا نعلم، في تلك الغارات قتل العديد من المدنيين كما شارك الطيران المصري في ضرب هذه المدينة الأبية؟؟!! كان البلد ممزقا بحكومتين ميتتين لا أمل فيهما وكان الشعب تائها تعيسا ينتظر الفرج من الله وحده فلا أمل فيمن ماتت قلوبهم وإن بدأت أجسادهم حية؟؟؟ كان الجنرال محاط بعصابة لا يرون إلا حوار الدبابات التي تدمر كل شئ بأمره وتقتل الأطفال والنساء فهي لا تفرق بين أحد، كان الجنرال يفصّل كل شئ كما يريد ويكتفي من حوله وداعموه من أعضاء البرلمان وحتى أعضاء المجلس الرئاسي بالتصفيق له والعمل لتحقيق ما يريد دون حياء ولا خجل ليزوّروا الحقائق عبر إعلام كنا نظن أنه قد ودّع الإسفاف والقرف ليطفئوا أنوار درنه كما يريد العنترة!!

سيكتب التاريخ أن مدينة درنه حوصرت وحوربت وجوّعت بدعم من برلمان طبرق وقطع عليها الطريق ومنع عنها الغذاء والدواء وغاز الطهي وحتى أكسجين يتنفس بها المرضى حتى صار المرضى يموتون من جراء حصار لا يستمع فيه إلا لصوت واحد هو صوت العنترة صوت الإنتقام والقتل، صوت لا يستمع فيه إلا للشواذ من الناس؟؟!!! ويكتفي أعضاء ورئيس البرلمان بالوقوف كالدمى أمام رغبات جنرال سيُسفّه الأحلام ويهجّر الأقلام، ولكنّ ذيل الكلب لو وضع في قصب أربعينا لتقويمه لانعكف؟؟؟

سيكتب التاريخ أن مدينة درنه حوصرت وحوربت وجوّعت بمباركة أو سكوت أعيان وشيوخ وقبائل الشرق الليبي الذين رأوا بأم أعينهم ما في درنه واجتمعوا واستمعوا لأهلها وتعرفوا على مطالبهم خلال زيارة بعضهم لها وعرفوا عن كثب ما يدور فيها وبالرغم من هذا سكت المشائخ وكأنهم لم يسمعوا بالحصار ولا بالضربات الجوية التي تتعرض لها المدينة بحجج واهية ولم يروا اختناق الناس جميعا ومعاناتهم من هذا الظلم أصحاء ومرضى صغارا وكبارا رجالا ونساءً!!! يُروى أن أبا جهل جاء لبيت النبي صلى عليه وسلم مع مجموعة من كفار قريش لقتل النبي وحين وصلوا إلى بيت النبوة وهمّوا بالدخول قال لهم أوجهل: قفوا لعل بنات العم مكشوفات الرأس!!! ويحٌ لأمة صار أبا جهل أفضل منها خلقا ومروءةً.

سيكتب التاريخ أن المجلس الرئاسي وهو السلطة العليا لم يحرك ساكنا ولم يستطع رفع الحصار وإيصال الغذاء والدواء لأهل المدينة ولم يستطع كذلك وقف العنترة فاحكم أنت ومن معك وكأن الظلم ما رُفع ودماء الليبيين لم تسل والجرح ما نزف؟؟!!!

سيكتب التاريخ أن منظمات دولية تكلمت ودافعت عن المدينة ولم يجرؤ أحدا من أصحاب السلطة السياسية ولا المدنية في ليبيا من الوقوف بقوة في وجه الظالم وإيقاف ما تتعرض له المدينة وأهلها من تجويع يهدف إلى التركيع فيا سيدي كأنه بدى لك أن الشعب حنّ للسوط فاضرب به الظهر والكتف؟!!



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا