شيرمان تحذّر: نتنياهو يعرقل الصفقات وحرب غزة تخلق جيلاً عنيفاً.. - عين ليبيا

في موقف غير مسبوق، شنّت عائلات الأسرى الإسرائيليين هجوماً لاذعاً على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم السبت، متهمينه بإعاقة إعادة أحبائهم المحتجزين لدى حركة “حماس” في قطاع غزة، واصفين قراراته بأنها “مهددة لحياة الرهائن وتدمر فرص السلام”.

وقالت عيناف تسانغاوكر، والدة الأسير ماتان، إن هذا هو اليوم 708 منذ احتجاز أحبائهم في أنفاق حماس، معتبرة أن “هذا الأسبوع شهد فشلاً مذهلاً لرئيس الوزراء، حين خاطر بحياة الرهائن وحاول اغتيال فريق مفاوضي حماس، بينما كانوا في طور التفاوض لإطلاق سراح ابني”.

وأضافت: “كل تقدم في المفاوضات يقابله نتنياهو بقصف شخص ما، ليس لاستهداف قادة حماس، بل لتدمير فرصنا نحن العائلات”.

أما إيتسيك هورن، والد الأسير إيتان، فهاجم نتنياهو قائلاً: “شخص واحد مجنون، محاط بمجموعة من المختلين تُدعى المجلس الوزاري، قرروا بذل كل ما في وسعهم لإحداث موت ابني”.

ودعا نتنياهو للجلوس معه وجهاً لوجه: “أجبني: لو كان أبناؤك من بين الرهائن، هل كانوا سيبقون في الأنفاق 700 يوم؟ فلماذا أبناؤنا نحن؟”.

وفي رسالة إلى الرئيس الأمريكي، خاطب عمري ليفشيتس، ابن الأسير عوديد المقتول في الأسر، دونالد ترامب قائلاً: “نتنياهو يبذل كل ما في وسعه لإحباط أي صفقة، وفي كل مرة تقترب فرصة للتوصل إلى اتفاق وإنهاء هذه الحرب – يضمن هو نسفها. هذه المرة نسف المفاوضات بيديه. بإمكانك إيقافه”.

وأشار ليفشيتس إلى أن “الولايات المتحدة هي أهم حليف لإسرائيل، وهذه الحرب كان يمكن أن تنتهي منذ زمن بعيد، وهي تضر بإسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء”.

وأكد على أن “الشعب الإسرائيلي مرهق من الحرب، ويريد إعادة إخوتهم وأخواتهم إلى الوطن، ولن يحدث ذلك إلا باتفاق شامل وإنهاء الحرب”.

كما ألقى زامير حاييمي، عم الأسير المقتول طال حاييمي، باللوم على الحكومة الإسرائيلية، مشدداً على أن “الحكومة لم تقاتل من أجل أبنائنا، وقررت التخلي عن الرهائن الأحياء وعن جثث القتلى لتختفي إلى الأبد”.

ودعا الجماهير إلى التظاهر والمشاركة في مسيرة ساحة الرهائن وأي مظاهرات أخرى، معتبرًا أن “الضغط الجماهيري هو الأداة الوحيدة التي ستجلب اتفاقاً كاملاً وإنهاء الحرب”.

وتأتي هذه الانتقادات بعد أيام من الهجوم الإسرائيلي على قيادات “حماس” في الدوحة، والذي اعتبرته العائلات محاولة لتقويض فرص الصفقة الإنسانية وإطالة أمد الحرب، وسط حالة من التوتر الشعبي والإداري داخل إسرائيل حول إدارة الأزمة الإنسانية والسياسية.

في السياق، أعربت نائبة وزير الخارجية الأمريكي السابقة، ويندي شيرمان، عن قلقها العميق إزاء التطورات الأخيرة في إسرائيل وقطاع غزة، مؤكدة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرقل أي تقدم في الصفقات ويستمتع بالسلطة، بينما تخلق الحرب في غزة أجيالاً جديدة من العنف والإرهاب المحتمل.

وفي مقابلة حصرية مع صحيفة “يديعوت أحرنوت”، قالت شيرمان، التي شغلت منصب النائب الأول لوزير الخارجية أنتوني بلينكن في إدارة بايدن، إن الفترة التي أعقبت 7 أكتوبر تمثل “وقتاً وحشياً للغاية”، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية الأخيرة في الدوحة وغزة تبعد السلام أكثر، وتزيد من المخاطر الإنسانية والسياسية.

وأكدت أن حركة “حماس” كانت السبب المباشر للأحداث منذ 7 أكتوبر، لكنها حذرت من أن تجاهل الوضع الإنساني في غزة سيؤدي إلى نشوء جيل جديد يميل إلى العنف ويكرر العمليات الإرهابية.

وأضافت: “للأسف، لست مندهشة من عرقلة نتنياهو للصفقات، أعتقد أنه يستمتع بالسلطة التي يمتلكها ويقنع نفسه بأنه يفعل الصواب”.

وتطرقت شيرمان إلى وضع الديمقراطية الأمريكية، ووصفت الفترة الحالية بأنها “الأكثر تحدياً في حياتي”، محذرة من انهيار المؤسسات التي يفترض أن تحمي النظام الديمقراطي، مستعيدة اقتباساً لتوضيح الفكرة: “الأمر يشبه نتف دجاجة.. تنتف ريشة واحدة في كل مرة، والناس لا يلاحظون، حتى يصبح الطائر عارياً تماما في الصباح”.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، اعتبرت شيرمان أن “الحل القائم على دولتين قد ابتعد”، وأعربت عن أسفها لضياع فرصة تحقيق هذا الحل في عهد الرئيس كلينتون، مؤكدة أن المعاناة الإنسانية في غزة كبيرة، حيث “الناس جائعون ومشردون، والرهائن لم يعودوا، ولا يوجد وقف لإطلاق النار أو سلام في الأفق”.

وعن تقييم أداء إدارة بايدن بعد 7 أكتوبر، أكدت شيرمان دعم واشنطن لإسرائيل، لكنها أبدت أسفها لعدم ممارسة ضغط أكبر على الحكومة الإسرائيلية، ما أدى إلى بقاء غزة دون مساعدات إنسانية لعدة أشهر.

وشددت على خبرتها في التعامل مع الملفات الحساسة، مستذكرة دورها في مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، معتبرة انسحاب ترامب من الاتفاقية “خطأ كبيراً”، ومؤكدة أن التعاون الاستخباري بين واشنطن وتل أبيب كان “هائلاً” رغم المعارضة العلنية لنتنياهو للاتفاق.

كما ناقشت شيرمان معاداة السامية في الجامعات الأمريكية، ولا سيما في هارفارد حيث تعمل حالياً، مشيرة إلى أن هناك مشكلة، لكنها أوضحت أن الإرهاب الإسلامي يشكل تهديداً أكبر، وانتقدت أداء رؤساء الجامعات في جلسات الكونغرس باعتباره “قانونياً” لكنه غير “إنساني”.

واختتمت شيرمان حديثها بالحديث عن صعود الشعبوية والتهديدات للديمقراطية العالمية، معتبرة أن العولمة خلقت “أزمة هوية” استغلها القادة الشعبويون، لكنها أعربت عن أملها في رؤية امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة قبل أن “تغادر العالم”، مؤكدة أن “المثابرة هي أهم شيء”.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا