صدق الأحرف مع الكلمات - عين ليبيا

من إعداد: نور نجم الدين

بعد أن كنت عقدت العزم وهممت بالرحيل لملمت حقائبي وأشرطتي السوداء وكل ما تبقى من دموع وبقايا ذكرى معلقة حزينة كنت قد تعودت وألفت العبشة معها ها هي الطائرة ترفض أن تقلع لتضيع الحقائب وتتمزق التذاكر يا ترى ما الذي يحدث لما كل شي يرفض أن ارحل يبدو أن حتى خيار الهروب لم يمنحه لي القدر لم افهم شعرت بالقلق الشديد وينتابني شعور غريب لم اشعر به من قبل فأنا عادة لا اشعر بتوجس من المجهول ما بالي اليوم وإن تأخرت الرحلة وضاعت الحقائب وتمزقت التذاكر الرحلة تتبعها رحلة والحقائب ستعود قريبا والتذاكر نشتري غيرها ـما قلبي الذي تمزق فمن يستطيع ـن يعطني قلبا غيره وروحي التي انطفأت من يعيدها لي من جديد وحياتي التي ذهبت لن تأتي أخرى بديلة عنها.

فجأة يدق الجرس لم اعد اعرف أهو جرس الباب جرس الهاتف أم جرس الزمن يدق لينبهني أن وقتي قد انتهى كل الاحتمالات كانت مفتوحة على مصرعيها أمامي.

لكن ماحدث كان شيئا آخر فصاحب الدقة لم يكن إلا قلبي الذي حسبت بأنه قد توقف عن النبض تجمد عن الأحساس ولم يعد يجري في عروقي غير ماء أبيض منزوع اللون.

ها هو يضخ الدم الأحمر قلبي مجددا لينعش كل أجزاء جسدي ها هي الحياة تعود إلى وجهي بعدما تأمر عليه الزمن وأصبح شاحبا بلا لون و عينايا التي ذبلت تشع بريقا.

كل هذا من دقة جرس علها دقة قلب، كان اتصالا من مجهول يبدو في أوله معلوم للقلب منذ الوهلة الأولى فقط من الأحرف الأولى شيئا ما تبدد تحرك تغير علي فهمت الآن شاكرة تمزق التذاكر وضياع الحقائب وتأخر علمت وقتها أني على موعد مع رحلة غير الرحلة التي كنت افكر في الهروب إليها.

فصل جديدا حاكه خيوط رجل غامض بهي الملامح ذو صوت رخيم ونبرة رقيقة.

بعد المهاتفة الأولى

كان اللقاء الأول

ثم الثاني

ثم الثالث

والرابع

ولم تتوقف بل توالت اللقاءات فتحت ستارة الحب فصلا جديدا من حياتي لتنقض روحي المبعثرة لن يكفي مقال لأروي تفاصيل عشق لم يخطر على بالي احتاج رواية بل علي اكتبه سيناريو لفيلم يحكي لأجيال للحكاية باقية في فصل ثاني فصل يصف لحظات اللقاء الأولى وتطور مراحل العشق مع لذة اللقاء ونشوة الحب ومع كل فراق يبقى المحبوب هو من يكتب سطور حياتي ويلونها بضحكاته وغزل الهوى دفء مشاعر الأحباب وصدق الأحرف مع الكلمات.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا