صراع الحكومة مع المجلس ……..هل هو الوقت المناسب - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

لقد فرح الليبيين والليبيات عندما علموا بأن هنالك تعديل حكومي لتحسين اداء الحكومة الانتقالية حتي ترجع الطمأنينة الي المواطن الليبي وتزداد الثقة في المجلس الانتقالي والذي بداء يأخذ زمام الأمور بجدية لأنقاد ليبيا وابعاد الخطر عنها. لقد قاد المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي ليبيا في مرحلة خطيرة جدا ودون اموال ولكن حب الوطن واحتراما لكرامة الليبيين والليبيات، توحدت الصفوف كلها من اجل الإطاحة بنظام المقبور واعوانه. لقد كان هنالك زخم كبير ودعم من كل الليبيين والليبيات قبل التحرير وحتي من المناطق الغربية والجنوبية من ليبيا. كلهم يعرفون انها مسائلة وقت والقذافي سيرحل بلا رجعة. لكنهم لم يعرفوا بأن حالة ليبيا ستصل الي ما هي عليه الأن وانها في خطر اكثر من ايام الحرب ضد اعوان المقبور. كان الهدف واحد والغاية واحدة ولكن الأن الأهداف تزايدت والغايات صارت كتيره وكبيرة.

لقد اتت حكومة بعيدة عن المواطن ونصبت من اليوم الأول اعينها بأن عدوها الأول هو المجلس الوطني الانتقالي ومن كان مع المجلس ونست بأن عدوها هو عدم استقرار وأمن ليبيا وتحقيق بعض مطالب الشعب. لم تعرف بأنها حكومة انتقالية وبدأت تخطط وكأنها باقية لمدة طويلة دون ان تكتشف بأن خططها ستأني ثمارها بعد 5-10 سنوات وليس بعد شهور. الشعب يريد حل جدري وسريع لمشاكله من رواتب وعلاج وتعليم وامن واستقرار وحماية حدود ليبيا وفوق كل هذا اعطاء صورة مشرفة عن الثورة بأن يحاكم اعوان القذافي محاكمات عادلة ونزيهة وذلك بالاستعجال في تفعيل وزارة العدل والمحاكم والقضاء واستلام كل السجناء.

لقد فرحنا ولكن لم تكتمل الفرحة بعد وسنستمر في انتظار المجلس في أن يأخذ بزمام الأمور اكثر وايجاد حل لبعض الوزارات بالحكومة وعلي رائسها رئاسة الوزراء. اذا عزم علي تغير كل الحكومة فهذا خطر وربما تنزلق البلاد في منزلق لا يحمد عقباه ولكن يجب تغير بعض الوزراء الفاشلين وعلي رأسهم رئيس الوزراء. لقد خرج السيد عبدالرحيم الكيب واتهم محمود جبريل بأنه لم يسلمه شيء وتطاول كثيرا ولكنه كان غير صادق . لقد كذبه الشيخ مصطفي والوثائق الموقعة باسمه باستلام كل شيء من الحكومة السابقة. لقد سلم كل وزير سابق بما لديه الي الجديد. لم تكن هنالك اموال ولكن بعض الاتفاقيات وبعض المواضيع المهمة والخطط وهذا ما فعلناه مع وزيرة الصحة والتي ضربت كل شيء بعرض الحائط وقالت انها هنا للإصلاح اخطاء الوزارة السابقة وقامت بأبعاد كل من لديه صلة بالوزارة السابقة واتت بوجوه جديدة سرعان ما اتضح بانها غير قادرة علي تسير الصحة مما ارغم رئيس الوزراء بإرجاع اعداد ممن كانوا بالوزارة واتصلت هي بكل واحد ابعدته وعرضة عليه الرجوع ومعظمهم رفض.

هذه الأيام بداء التراشق بين الكيب والمجلس وكل يوم يطلع علينا احد ويقول هذا قال ويرد الأخر بأنه لم يحصل. اصبحت العملية مثل شجار المراهقين نتيجة خوف الكيب من انه سيعزل من منصبه. لقد هدد بعدم التسليم اذا تم عزله وهدد بفضح المجلس وخرج واتهم المجلس بالتدخل. خرج علينا المجلس وفند هذا واتهم الكيب بعدم القدرة علي اتخاد قرارات شجاعة واخفق في ملف الداخلية والأمن والصحة والثوار والجرحى. هذا كله يعطي انطباع بأن الصراع بين الحكومة والمجلس اكثر مما يتصور الناس ومن هنا يجب علي الشيخ مصطفي الخروج للناس وشرح ما يدور وما هو برنامج المجلس . هنا سيسانده الشعب في اي قرار يأخذه لأنه مازال هنالك زخم لدي الشعب الليبي في مساندة المجلس. هذا الزخم بداء يتلاشى شيء فشيء منذ شهر يناير وها قد وصل الي عصيان وتطاول علي الدولة وعدم احترام اي قرار تقوم به الدولة. قوة الشعب هي التي سترجع الهيبة الي هذه الثورة وكسب ثقة الشعب وهي اهم شيء في هذا الوقت. الزخم الشعبي للثورة مازال قائم ويجب ان يستغله المجلس لمساندته لأخد قرارات شجاعة. الثقة في حكومة الكيب اصبحت تتلاشى يوم بعد يوم من قبل اعضاء المجلس وصوت 62 عضو من اصل 72 عضو بإحالة الكيب وحكومته. الكل ينتظر ماذا سيفعل المجلس ولكن البوادر توحي بأنه لن يفعل شيء خوفا من ان تنزلق البلاد الي طريق خطر وهي الأن فيه ولم يدرك المجلس هذا. تباطئه باتخاذ القرار الشجاع بشأن الحكومة سيعجل بأن تنزلق ليبيا اكثر في هذا الطريق وربنا يستر ان شاء الله.

يجب ان يتوقف هذا الصراع بين الحكومة والمجلس وأن يتخذ المجلس قرار شجاع بسحب الثقة علي بعض الوزرات الفاشلة مثل الدفاع والداخلية والصحة والمالية والشباب والرياضة والحكم المحلي والخارجية. لا يمكن ان يستمر الحال بهذه الطريقة ولا يسمح لهذا الصراع ان يأخذ اكثر وقت لأن ليبيا في خطر الأن اكثر من دي قبل. تجميع السلاح من قبل بعض المجموعات وخاصة من يسيطرون علي طرابلس. لا نريد ان يضرب بنا المثل في الفشل حيث ان صراع الحكومة والمجلس سينعكس علي الشارع الليبي ويتلاشى الزخم الشعب نهائيا ولا يمكن اصلاحه او ارجاعه. المجلس عليه مسؤولية اصلاح ما فعل وهم من جلب الكيب وهم من يبعده اذا كان فاشل.

المجلس يتهم في الكيب بعدم اخد قرارات شجاعة والشعب يتهم المجلس بعدم اخد قرارات شجاعة ضد الوزرات الفاشلة رغم التنبيه وبالأدلة لعدة وزارات. هنا يجب علي الشيخ مصطفي عبدالجليل ان يخرج للناس ويوضح ما يجري وما هي خطط المجلس اتجاه ليبيا اولا ثم الحكومة ثانيا حتي تقف هذه الملسنات والالعاب الصبيانية لأن كل واحد من هؤلاء يمثل الدولة الليبية ونحن لا نسمح بأن تكون الحكومة والمجلس بهذه الطريقة. يجب ان يوضع حد لهذا واذا كانت الحكومة غير موفقة تستبدل واذا كانت ضعيفة تقوى واذا كانت قوية تدعم اكثر واكثر. المجلس صاحب الشرعية وهو يستطيع فعل كل هذا ولا يبقي نأم ويتردد في اتخاد القرارات الشجاعة لأن ليبيا في خطر كبير والأطماع تتزايد كل يوم والدسائس تحاك كل يوم وهنالك من يشتغلون في السر وخاصة بعض من يدعون انهم قادة ميدانين سوء في طرابلس او الزنتان او بنغازي او مصراته او جنوب ليبيا.

يجب علي المجلس اتخاد قرارات حاسمة بتغير الحكومة او تغير بعض الوزرات والعمل مع الحكومة والمجتمع الدولي للإنجاح الانتخابات وكذلك البداء في خطط مساعدة الثوار وتوجيهم الي الطريق الذي يريدونه من اجل حفظ امن ليبيا واستقرارها وكذلك ضمان مستقبلهم ومستقبل اسرهم. كذلك ايجاد برامج للثوار والجرحى والمبثورين ودعمهم وتوفير العلاج المحلي وبأسرع وقت.

ليبيا ستبقى حرة ان شاء الله وسيحافظ عليها ثوارها الحقيقيون ويجب ان لا نسمح لفئات متطرفة او غير متطرفة بأن تأخذ زمام امور الدولة وانهم جاهدون ويعملون ليل نهار للوصول الي غايتهم وهو الاستيلاء علي السلطة في ليبيا. يجب الالتفاف حول المجلس رغم عيوبه ويجب ان يستمر الزخم الشعبي في دعم المجلس للوصول بليبيا الي بر الأمان والله الموفق.

د ناجى جمعه بركات

وزير الصحة سابقاً 

المجلس الوطني الانتقالي-ليبيا (المكتب التنفيذي)



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا