صفعة القرن لحكام السعودية والإمارات - عين ليبيا

من إعداد: نوري الرزيقي

إن ما يروّج له الأمريكان والصهاينة وحكام السعودية والإمارات لما يسمى بصفقة القرن لهو أمر محزن من الجانب العربي بالتحديد فالجميع يعلم أنها صفقة رابحة لصالح الصهاينة لترسيخ دولة الإحتلال ودعمها دولياً وعربياً عن طريق خدَمهم من حكام العرب العملاء وتصفية القضية الفلسطينية بترحيل السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا أرضهم ووطنهم وتوطين الذين هُجّروا على أراض أردنية ومصرية مقابل مكافئات وصفقات تجارية مادية ومنافع زائلة يقوم بتمويلها ودفع كل ما يترتب علىيها من قبل السعودية والإمارات خاصة حتى يتحقق لدولة الإحتلال ما تريد ويرتاح عملائها.

ولكن في الجانب الآخر وعند الأحرار الشرفاء من أبناء هذه الأمة ما يقوم به الأمريكان وذيولهم في قضية فلسطين ليس له علاقة بكلمة صفقة فما الذي سيجنيه ويكسبه الفلسطينيون والعرب من هذه الصفقة إلا الخزي والعار؟! بل هي عندنا صفعة القرن بامتياز وليست صفقة كما يروج لها!، فالصفقة من الناحية المادية هي بيع وشراء وعادة ما يكون فيها شيء من الربح فما هو الربح الذي سيجنيه العرب والمسلمون عامة والفلسطينيين خاصة من هذه الصفقة غير بيع القدس وفلسطين!؟ تبًّا لكم فهل يخاف الغريق البلل؟.

إن هذه الصفقة هي صفعة بكل المقاييس لوجه كل العرب والمسلمين فهي إعتراف بأن إسرائيل هي دولة كل اليهود ليهاجروا إليها من جميع أنحاء العالم وأن القدس هي عاصمتها الأبدية ولتحتفظ دولة الإحتلال بمستوطناتها حتى في داخل الدولة الفلسطينية المزعوم إقامتها والتي ستخضع لإدارة اليهود ولا يحق لهذه الدويلة أن تملك سلاحا فهي عبارة عن قطع من أراض موزعة هنا وهناك داخل تراب فلسطين!!! فأي عار بعد هذا العار على الذين يشاركون في هذه الصفقة الخاسرة من حكام العرب، ألا لعنة الله على الجبناء ولكن كما يقول المثل: إن لم تستحوا فاصنعوا ما شئتم أيها العملاء. ألا يدرك حكام السعودية والإمارات أنها صفعة على وجوههم وليست صفقة ؟!.

في إطار التمهيد للصفقة ولك أن تقول صفعة القرن التي يعد لها الأمريكان مع حليفتهم الدائمة والوثيقة إسرائيل بتعاون كبير من العملاء من حكام العرب أمثال محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وسيسي مصر صفعة تضيع فيها القدس الشريف وكامل تراب فلسطين ويمنع مُهجّري فلسطين من العودة إلى ديارهم ويُرحّل فيها كثير من الفلسطينيين إلى الأردن ومصر لتنتهي قضية عودة اللاجئين والمبعدين بل وتنتهي قضية فلسطين المحتلة إلى الأبد وذاك قطعا في حلم أمريكا وإسرائيل والتبّع من حكام العرب العملاء أما واقعا فالأمر عند الأحرار والرجال من أمتنا غير ذلك فهو مختلفٌ تماما، الأمر عندنا هو أن بيع فلسطين غير وارد على الإطلاق، إن فلسطين قضية حياة أو موت سنعلّم أولادنا أن أرضنا مغتصبة ولن نذوق طعم الراحة حتى تتحرر كاملة، إن فلسطين لن تضيع أبدا وسترجع حرّة أبية كما سيتعافى وطننا العربي ويستعيد مكانته بين الأمم بعد التضحيات الجسام للإطاحة بكل المتواطئين من أعداء الأمة الذين يتربعون على عروشنا ويكتمون أنفاسنا ولا تهمهم لا فلسطين ولا الوطن كله فمن أسّس لهم وأعانهم بل في كثير من الأحيان أتى بهم إلى سدّة الحكم يقوم بتحريكهم كالدمى لتنفيذ سياسة الغرب الخبيثة التي لا تريد للأمة خيرا وإن بدى غير ذلك؟.

إن ما يقوم به حكام السعودية والإمارات خاصة من ضغوط على الأردن للقبول بمهزلة صفعة القرن وقبول المهجّرين من فلسطين لطمس حق عودتهم لديارهم وإنهائه لهي جريمة في حق المسلمين كافة وفي حق الفلسطينيين خاصة لتصفية قضيتهم وحقهم في العودة لبيوتهم ومزارعهم ووطنهم فيجب أن يقف ضدها كل حر شريف في هذه الأمة بما أوتي من إمكانيات مهما كانت فعلى سبيل المثال التوقيع على عريضة ضد هذه الصفقة (الصفعة) وتقديمها لجميع هيئات الأمم المتحدة، الهيئات الحقوقية والإنسانية، الجامعة العربية، الحكومات العربية والإسلامية، الحكومة الأمريكية، الحكومات الأوروبية كوثيقة شعبية تعبّر عن الرفض القاطع لهذه الصفقة قد نراه بسيطا ولا يكلف شيئا ولكن قد تكون له نتائج باهرة إذا أحسن إعداده وخُطط له ونفّذ بعناية إلى جانب غيره من الأعمال التي يجب أن تبتكر من المبدعين الأحرار المقاومين للتطبيع مع الكيان الصهيوني فيجب ألا نستهين بأي جهد للوقوف في وجه هذه الصفقة المخزية وسيكتب التاريخ وستلعن الأمة كل من ساهم فيها من حكام العرب وسيذهب من خطط لها ومن يعين على تنفيذها من أعداء الأمة إلى الجحيم وستعود فلسطين.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا