صُنّاع الأزمات وصُنّاع الدولة - عين ليبيا
من إعداد: ا.د. محمد بالروين
من هم صنّاع الدولة؟ وكيف يمكن التمييز بينهم وبين صنّاع الازمات؟ ومن يستحق هذه التسمات؟ وهل المتصدرين المشهد السياسي الليبي هذه الايام, صنّاع دولة ام صنّاع أزمات؟ لعله من المناسب لمعرفة الفروق بين هذه المصطلحات أن نذكر أهم الخصائص التي تميزها عن بعضهم البعض.
أولا: من هم صنّاع الأزمات؟
قبل التعرف على هؤلاء الصنّاع, لعله من المناسب الإشارة إلى أن صناعة الأزمات هي صناعة كغيرها من الصناعات الأخرى، لا يفهمها ويجيدها الكثيرون من المواطنين. فصنّاع الازمات أُناس على العكس تماما من صنّاع الدولة، وانهم أناس مثيرينً للتساؤل والجدل.
ويمكن حصر أهم ما يميزهم على الآخرين في الآتي:
ثانيا: من هم صنّاع الدولة؟
في مقابل صنّاع الأزمات هناك صنّاع الدولة، وهم سواء كانوا صنّاع القرار أو أعيان في المجتمع, أو ناشطات ونشطاء المجتمع المدني، هم من لهم رؤى مستقبلية وتحليلات إيجابية للأحداث الشائكة والمعقدة على الساحة السياسية، فقد يكونوا شخصيات سياسية، أو إدارية، أو نشطاء مدنيون، أو عسكريون، أو رجال دين، أو رجال أعمال، أو رؤساء تجمعات وأحزاب، أو شخصيات إعلامية ومهنية، أو غيرهم من القوى الحية والفاعلة في المجتمع. هؤلاء جميعا هم من يصنع الأحداث، ويجدوا الحلول المناسبة للتحديات، وبذلك يصنعوا المستقبل والتاريخ.
فالمؤرخون، في كل المجتمعات، دائما يستدلون على نجاح الأمم وفشلها بصنّاعها، وخصوصا الذين وجدوا خلال الأزمات والحروب التي تمر بها هذه الأمم، وهم الذين يسهموا في بناء دولة حديثة ومتحضّرة، وجعل شعوبهم تعيش في حرية وأمن وأمان واستقرار، ويتحقق ذلك بسعيهم الحثيث في بناء نظام سياسي يقوم على مبادئ العدل والتعددية واللامركزية والتداول السلمي على السلطة.
ويمكن وصفهم على أنهم:
الخلاصة
في اعتقادي المتواضع, ما ذكرته اعلاه يمكن اعتباره أهم ما يميز صنّاع الازمات من صنّاع الدولة. فاذا سلم القاري الكريم بذلك, فهل يمكن للمرء, ان ينظرة للمشهد السياسي الليبي هذه الايام, ويسأل: هل تفتقد بلادنا هذه الايام إلى وجود صنّاع للدولة؟ بمعني آخر, هل يمكن ان نقول ان جّل السيدات والسادة الذين يقودون المشهد السياسي هذه الايام, مع احترامنا الشديد لهم جميعا, هم في الحقيقة صناع للازمات؟ وبالتالي لا يستطيعوا, ولن يسمحون لأحد, بتحقيق الاستقرار وتأسيس دولة ديمقراطية تقوم علي نظام سياسي عادل وتعددي ومتوازن؟! وعلي هؤلاء السيدات والسادة الكرام في المشهد السياسي ان يدركوا بان الاغلبية العظمي من الازمات التي يعيشها شعبنا مند 2012 , هي ازمات مُفتعلة ومن فعل صنّاع الازمات!.
وعليه, فدعوتي لكل من هو في المشهد السياسي, هذه الايام, ان يعي خطورة الاوضاع وان يتخد موقف تاريخي, اما ان يكون من صناع الدولة الليبية الحديثة, وبالتالي سيكتب التاريخ اسمه بحروف من نور, واما ان يستمر في المشاركة مع صنّاع الازمات, والاصرار علي افشال قيام الدولة التي يحلم بها كل المواطنون البسطاء في هذا الوطن الجريح!.
أخيرا لا تنسوا, يا احباب، أن هذا مجرد رأي اعتقد أنه صواب،
فمن أتى برأي أحسن منه قبلناه،
ومن أتى برأي يختلف عنه احترمناه.
والله المســتعـان.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا