ضيوف الرحمن ينفرون إلى مزدلفة بعد الوقوف بعرفات - عين ليبيا

شرع حجاج بيت الله الحرام بعد غروب شمس اليوم الاثنين، بالتوجه إلى مشعر الله الحرام بمزدلفة، بعد أن أتموا الوقوف على صعيد عرفات، وقضاء ركن الحج الأعظم.

ويؤدي ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليلتقطوا بعدها الجمار، ويبيتوا هذه الليلة في مزدلفة، فإذا صلى الحاج الفجر، يستحب للحاج أن يقف عند المشعر الحرام، وهو جبل في مزدلفة، أو في أي مكان بمزدلفة ويستقبل القبلة، ويكثر من ذكر الله تعالى والتكبير والدعاء بما يتيسر له، ثم ينصرف إلى التقاط حصوات الرمي، سبع حصيات أكبر من حبة الحمص قليلاً، لرمي جمرة العقبة الكبرى، ثم يتوجهون إلى منى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي، وبعدها يؤدي الحاج طواف الإفاضة.

وكان حجاج بيت الله الحرام قضوا هذا اليوم على صعيد عرفات، وأدوا صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، واستمعوا إلى خطبة عرفة، وسط نجاح كبير في تحقيق خطوات الخطة، وتطبيق مشدد للإجراءات الاحترازية، فيما تم توفير 1770 حافلة للنفرة من عرفات إلى مزدلفة، وكذلك توفير أماكن مجهزة لتحقيق مبيت حجاج بيت الله الحرام في مزدلفة.

وتعتبر “مزدلفة” ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج في رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج، حيث تقع بين مشعري منى وعرفات، ويبيت الحجاج بها بعد نفرتهم من عرفات، ثم يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ويجمعون فيها الحصى لرمي الجمرات بمنى، ويمكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالي، يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى.

ويعود سبب تسميته بـ”مزدلفة” نظراً لنزول الناس بها في زلف الليل، وقيل أيضاً لأن الناس يزدلفون فيها إلى الحرم، كما قيل السبب أن الناس يدفعون منها زلفة واحدة أي جميعاً، فيما سماها الله المشعر الحرام وذكرها في قوله: (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام).

ومزدلفة تُقدر مساحتها بأكثر من 13 كيلومتر مربع، يحدها من الغرب منى ضفة وادي مُحَسِر الشرقية، وهو واد صغير يمر بين منى ومزدلفة، ويعبره الحجاج على الطريق بين منى ومزدلفة، فيكون الوادي فاصلاً بينها وبين منى، ويحدها من الشرق ما يلي عرفات مفيض المأزمين، وهما جبلان بينهما طريق تؤدي إلى عرفات، بينما يحدها من الشمال الجبل وهو ثبير النصع، ويقال له أيضا جبل مزدلفة.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا