عذراً.. فهذه أخلاق برلمان الجبهة والإخوان القبليين والعنصريين - عين ليبيا

من إعداد: حسام المصراتي

فبعد أن فشلت دعاوى واتهامات الكفر والعلمانية والالحاد يلجأ من يفضلون وصف أنفسهم بـ “الاسلاميين” الى أن يسخروا من من انتماء المرشح لقبيلة بعينها – وهو ماجاء على لسان أحد نواب الجبهة متهكماً على انتماء احد المرشحين- أهذا ما جئتم تبشروننا به من “أخلاق الاسلام”. ونشهد بأن الاسلام من مثل هذه النعرات براء…! هل ينقصنا مزيد من الفتنة والانقسام والحروب القبلية؟ هل هذا ما أعدو لنا من قوة ومن فتنة؟

ولكن لا نملك إلا أن نعتذر لكل قبيلة ولكل مكوّنات نسيج مجتمعنا الليبي الطاهر والشريف من هكذا تصرفات لا تصدر إلا عن صبيان ومراهقين سياسيين وإن غطت وجوههم بياض لحاهم. نعتذر .. وكلنا أسى لتدني مستوى الخطاب ليصل الى الحد الذي تفوح منه رائحة العنصرية والقبلية النتنة من قاعة برلماننا “ممثل كل الشعب”!

ولكن، لعل هذا يوضح للحائرين والمذهولين لماذا لم ينتخبهم الشعب الليبي الذي أثبت بحق بأنه أعف وأرقى وأكثر وعياً… وهؤلاء هم من تسللوا بخدعة “البواقي” و”فتات التصويت”. وقد أثبت الشعب بالفعل بأنه على حق بعدم الالتفات لهم أو انتخابهم وما كان الليبيون ليجتمعوا على باطل أبداً وهم مسلمون وعلى دين محمد عليه الصلاة والسلام.

وكنا نتفهم اشكاليات الصراع والتكالب المجنون على السلطة فالقذافي الذي أدخل ليبيا في أتون حرب مجنونة لازالت أثار دمار حربه من أجل عرشه في كل مكان. وكنا نتفهم استغلال الدين واطلاق “حملات التكفير” والتلويح بـ”فزاعة العلمانية والالحاد” على كل من ينافس جماعتي الجبهة والأخوان واحتلالهم لوسائل الاعلام وسرقتهم للمنابر ليتحول مشائخها المأجورين إلى “أبواق” للدعاية السياسية وكيل الاتهامات الباطلة بالكفر ومعاداة الشريعة لكل من ينافسهم.

ولكن .. ما صدم الليبيين اليوم وما لم يكن يتخيله عقل بشر هو أن يتطاول “النواب” ومن داخل مقر “البرلمان الليبي” على احدى قبائلنا الليبية أو أن تتحول أي من القبائل الليبية الى “مسبّة” و”شتيمة”. والله إن هذا أسوأ أشكال الانحطاط السياسي والاخلاقي قد يصل إليه من يتربع على كرسي لا يستحقه في برلمان دولة تحترم نفسها وشعبها.

ان البرلمان الذي لا يحترم ليبيا بكل مكوناتها ولا يحترم قبائلها وعائلاتها الشريفة والطاهرة لسنا بحاجة إليه اطلاقاً ..!

وقد عاش الليبيون لأكثر من أربعين عاماً بلا أي شكل للدولة وبلا أي ملامح ولكن ظل الليبيون يحترمون جدور وأصول بعضهم بعضاً ولا يجرؤ أي كان على أن يتعرض لقبيلة أو مدينة بسوء وإن كان ثمة خلاف فهو بين أشخاص ولم يصل إلى حد أن تتطاول قبيلة على قبيلة أخرى أو مدينة على مدينة أخرى لأسباب سياسية…!

ولا أحد يجرؤ على وصف مدينة بأسرها بالمارقة إلا شخص مارق لا ينتمي إلى ليبيا ولا يدري عن أهلها وثقافتهم ونسلهم شيئاً.

نتفهم عداؤكم لشخص السيد محمود جبريل ونتفهم الغيرة التي تشتعل في صدوركم -والتي لم نعهدها بين الرجال- حتى أفقدتكم صوابكم. ولكن الرجل لا يمثّل إلا نفسه ..! وبينكم وبينه “الصندوق” فلا تنتخبه وكفى!

ولا يهمنا ان كان سيئاً أو خيراً فهذا لا يعنينا في هذا المقام ! ولكن، لماذا تتناسوا بأن كل من أنتخبه يعرف جيداً أصوله الإجتماعية، ومع ذلك تباينت أصولهم وجدورهم الاجتماعية وتوزعت قبائلهم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب ولم يكن لقبيلته أي أثر في التصويت له وكلكم يدرك ذلك.

وليذهب هو للجحيم ان شئتم! فما شأن القبيلة ولماذا يثار مثل هذا الأمر اللاخلاقي والتصرف اللامسؤول تحت قبة برلمان دولة؟ ويذهب بلا محاسبة؟ هل يقودنا البرلمان الى الفتنة بدل أن يعمل على وأدها؟؟ هل يعقل؟؟

لماذا يرتقي الشعب والعوام وينزل للحضيض “نخبة الشعب”؟

لماذا يترفع الشعب بكل شرائحه وفئاته عن الشوفينية المقيتة والقبلية النتنة والعنصرية والجهوية بينما يتمسك بقذارة التحيز العنصري والجهوي من صعد على أكتاف الشعب ليكونوا ممثلين ونواب عنه؟

هل يعقل أن ينوب عن القوم أراذلهم؟

ينبغي على المؤتمر الوطني أن يعتذر لكل الليبيين عما بذر من اعضائه من اساءة للقبائل الليبية وينبغي أن يحاسب هؤلاء وتعلّق عضويتهم، الذين تطاولوا على احدى مكونات نسيجنا الاجتماعي الليبي حتى يكون عبرة لغيره وحتى لاتتكرر مثل هذه التصرفات الصبيانية والعنصرية والتي تسعى لإثارة الفتنة الجهوية والقبلية تحت مظلة أعلى سلطة في البلاد.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا