عودة الحياة تدريجياً في غزة صباح يوم الهدنة - عين ليبيا

عاد الهدوء إلى قطاع غزة مع بدء سريان وقف إطلاق النار بعد 11 يوما من العدوان الإسرائيلي، حيث شهدت الليلة الماضية احتفالات في كل الأراضي الفلسطينية، مما اعتُبر “انتصارا” للمقاومة.

وبدأ عند الساعة الثانية من فجر اليوم بالتوقيت المحلي (23:00 غرينتش) سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بوساطة مصرية.

وأعلن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أن الوزير أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستين، بالتوصل إلى اتفاق الهدنة مع حركة “حماس” في قطاع غزة.

وقال مكتب غانتس إنه “شكر وزير الدفاع الأمريكي على دعم الولايات المتحدة لإجراءات إسرائيل لحماية مدنييها وأعرب عن أمله بأن وقف إطلاق النار سيتم الالتزام به”.

وأكد غانتس أن إسرائيل ستواصل العمل مع الإدارة الأمريكية على إحلال الاستقرار في المنطقة.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أكدت مساء الخميس، التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأفادت شبكة “الجزيرة”، بأن سلطات الاحتلال قررت فتح معبر كرم أبو سالم التجاري جنوبي قطاع غزة لعدة ساعات، وذلك بعد ما أصرت الفصائل على فتحه اليوم الجمعة بحسب اتفاق وقف إطلاق النار، مع أن يوم الجمعة يعد يوم عطلة للمعبر في العادة، وذلك لإدخال شاحنات المساعدات التي تنتظر منذ أيام للدخول.

ولم تُسمع في الجانب الإسرائيلي أي من صفارات الإنذار التي ظلت على مدى 11 يوما تدوي لتحذير السكان من أكثر من 4300 صاروخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية من القطاع المحاصر.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على القطاع خلال 11 يوما عن استشهاد 232 فلسطينيا، بينهم 65 طفلا و39 سيدة و17 مسنا، وإصابة أكثر من 1900 بجروح مختلفة، منها 90 صنفت شديدة الخطورة.

ووفق إحصاءات حكومية، تعرضت 1447 وحدة سكنية في غزة للهدم الكلي بفعل القصف الإسرائيلي، إلى جانب 13 ألفا أخرى تضررت بشكل جزئي وبدرجات متفاوتة.

وما إن دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل حيز التنفيذ فجر اليوم الجمعة، حتى انطلقت مسيرات الفرح بالهدنة في كافة أرجاء الأراضي الفلسطينية.

وفي قطاع غزة خرجت مسيرات شعبية عفوية بمشاركة آلاف المواطنين، بما فيحا مسيرات محمولة، تحتفل بانتهاء الحرب، رافقها تكبيرات في المساجد.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” خليل الحية خلال مظاهرات احتفالية بغزة: “حق لنا أن نفرح، رغم الألم، والجراح، والبيوت المدمرة، والشهداء.. مقاومتنا الراشدة المنتصرة  وشعبنا الموحد يعلنون النصر على عدونا”.

من جانبه، اعتبر أبو ياسر الششنية الأمين العام للجان المقاومة في فلسطين، أن “انتصار شعبنا ومقاومته في معركة سيف القدس يؤسس لمرحلة جديدة في صراع شعبنا ضد العدو الصهيوني عنوانها الوحدة في خندق المقاومة”.

ومع اللحظات الأولى لوقف إطلاق النار شهدت ميادين جنين ومخيمها وكذلك مدن نابلس والخليل ورام الله في الضفة الغربية مهرجانات فرح بانتهاء هذه الحرب، وردد المحتفلون شعارات تحيي أهالي قطاع غزة ومقاومتهم وصمودهم في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.

واحتفلت جموع من الفلسطينيين في بيت لحم بوقف إطلاق النار، معتبرين إياه نصرا للمقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي، حيث رفع المشاركون العلم الفلسطيني وهتفوا ضد الانقسام، ودعوا إلى الوحدة الوطنية والتحرر.

وفي القدس التي انطلقت منها شرارة الأحداث الأخيرة، امتلأت الشوارع بالمحتفلين بالهدنة غير المشروطة والمتبادلة.

وفي الضفة الغربية، انطلقت مسيرات في المدن، ومن بينها القدس المحتلة، وعلت تكبيرات الفرح في سلوان وأطلق الشبان الألعاب النارية باتجاه بؤر الاستيطان في البلدة.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا