يوم الاثنين الماضي حدثت أشياء لم أكن أتوقع حدوثها بهذه السرعة، فالرئيس الجديد لمجلس الدولة خالد المشري لم يمض على استلامه لمنصبة سوى عدة أيام، نعم غاب السويحلي عن المشهد وكذلك الحال غاب ” المشير حفتر ” عن المشهد بالشرق الليبى منذ أسبوعين ، فهل غياب كل من ” السويحلى وحفتر ” عن المشهد هو الذى ساعد على ماحدث يوم الأثنين الماضى ؟
يوم الأثنين الماضى وصل رئيس مجلس النواب ” عقيلة صالح ” الى العاصمة المغربية الرباط وقال فى مؤتمر صحفى ” المطالب بالنسبة لنا هى دعم الأتفاق السياسى بالتعديل الذى أقترحه المبعوث الأممى غسان سلامة ، وأعتمده مجلس النواب ، ونتوقع ونرجو من مجلس الدولة أن يوافق عليه وأضاف : تعديل السلطة التنفيذية من رئيس ونائبين أضافة الى رئيس للحكومة تتولى الشأن الليبى وتحل مشاكل المواطنين .
وحول لقاء المشرى قال عقيلة ” المشرى أعلن منذ توليه أن يأتى الينا فى طبرق ونحن نرحب به للقاء فى طبرق ، ونحن أخوة وليس بيننا عداوة ، وهناك خلاف من أجل مصلحة ليبيا نحن لانختلف على ليبيا ربما نختلف على بعض الأجراءات وسيتم اللقاء .
وفى نفس يوم ” الأثنين الماضى ” ألتقى المبعوث الأممى ” غسان سلامة ” أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور وممثلين عن المجتمع الدولى بالأضافة الى خبراء قانونيين فى مقر البعثة بطرابلس لمناقشة الأطار القانونى اللازم لأجراء أستفتاء على مسودة الدستور .
وفى نفس يوم ” الأثنين الماضى ” عقد نواب المجلس الرئاسى ” أحمد عمر معيتيق و فتحى المجبرى وعبد السلام كاجمان ” أجتماعا تقابليا مع ممثلى الكتل والدوائر الأنتخابية بمجلس النواب وتناول الأجتماع مناقشة تقديم مشروع حكومة موسعة تحظى بثقة البرلمان لأنهاء حالة الأنقسام التى تعانى منه البلاد منذ سنوات تكون وفق مخرجات الأتفاق السياسى ، كما أكد الحضور رغبتهم فى أختيار حكومة توافقية من خلال النواب المخولين من مجلسهم لأختيار حكومة بالتنسيق مع المجلس الرئاسى .
وفى نفس يوم ” الأثنين الماضى ” ألتقى أعضاء المجلس البلدى مصراتة مع السفير البريطانى لدى ليبيا ” فرانك بيكر ” فى أول زيارة له لبلدية مصراتة .
وفى نفس يوم ” الأثنين الماضى ” قام رئيس المجلس الرئاسى فايز السراج بزيارة مقر البعثة الأممية بطرابلس وأجتمع مع رئيس البعغثة ” غسان سلامة ” وأطلع المندوب الأممى السراج على نتائج أتصالاته وجهوده لعقد المؤتمر الوطنى الجامع ، ومن جانبه جدد السراج دعمه لجهود المبعوث الأممى وما يتخذه من خطوات وفقا للأتفاق السياسى وحسب بنود خارطة الطريق التى طرحها لتحقيق الأستقرار فى ليبيا .
نعم شاهدنا يوم ” الأثنين الماضى ” صور لعقيلة صالح برفقة خالد المشرى وصور أخرى لعقيلة صالح برفقة باشا آغا والرعيض وغيرهم من النواب المقاطعين لجلسات مجلس النواب وأستبشرنا خير بتصريحاتهم الأيجابية وتوصلهم لأتفاق بهذا الخصوص .
نتسائل وبكل صراحة ومن حقنا أن نتسائل لأننا عانينا وعلى مدار سنوات الجوع والتشرد بسبب أضاعة الوقت فى مناكفات ومماطلات سياسية مفتعلة بين نفس الأجسام السياسية التى تعلن عن توافقها الآن ، فهل هناك علاقة بين غياب كل من رئيس مجلس الدولة السابق ” عبد الرحمن السويحلى والقائد العام للجيش المشير ” خليفة حفتر ” عن الساحة السياسية وهل ساعد ذلك فى وصول مجلسى النواب والدولة الى هذا التوافق والتناغم الذى نسمع عنه الآن ؟
نحن لسنا ضد أى توافق بين الأخوة فى ليبيا من شأنه أن يحل حالة الأنسداد السياسى بالطرق السلمية والديمقراطية المتعارف عليها ولكننا نستغرب ماحدث من توافق بهذه السرعة ، فهل كان لحفتر والسويحلى يدا فى عرقلة عمل مجلسى النواب والدولة ؟ فما يحدث هذه الأيام ليس له معنى غير ذلك وللعلم فقط عنوان المقالة ” غاب القط ألعب يافار ” هو لشد الأنتباه فقط وليس له علاقة بالموضوع ولاتفهمونا غلط ولكم تحياتى .