غزة تحت النار.. مأساة المدنيين بين قصف مدمر وخطة تهجير مثيرة للجدل - عين ليبيا
قُتل ثمانية فلسطينيين، معظمهم من الأطفال، وأُصيب أكثر من 12 آخرين، الأحد، في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت نقطة لتجميع المياه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ووفق الجيش الإسرائيلي، فإن الهجوم كان موجّهًا ضد عنصر من حركة الجهاد الإسلامي، لكن الصاروخ “أخطأ الهدف بسبب عطل فني”، ما أسفر عن مجزرة جديدة بحق المدنيين، بينهم ستة أطفال.
وفي غارة منفصلة، أفادت مصادر فلسطينية بمقتل 12 شخصًا، بينهم الطبيب المعروف أحمد قنديل، خلال قصف إسرائيلي على سوق شعبي في مدينة غزة، وتجاوز عدد القتلى منذ بداية الحرب 58 ألفًا، بحسب وزارة الصحة في غزة، التي أشارت إلى أن أكثر من نصف الضحايا هم من النساء والأطفال.
في سياق متصل، أثارت خطة بناء “مدينة إنسانية” في رفح موجة جدل واسع داخليًا وخارجيًا، بعد أن أبلغ الجيش الإسرائيلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن تنفيذ المشروع سيستغرق عامًا كاملاً، مما أثار غضب الكابينت، وتهدف الخطة إلى تجميع نحو 600 ألف فلسطيني في منطقة معزولة جنوب القطاع، بين محوري “فيلادلفيا” و”موراج”، على أنقاض مدينة رفح.
وحذر الجيش من أن الإصرار على إقامة المدينة قد يعرقل المفاوضات الجارية في الدوحة بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وقد يؤدي إلى تداعيات قانونية وإنسانية دولية خطيرة، لا سيما في ظل الاتهامات الموجهة لإسرائيل بانتهاج سياسة التهجير القسري.
خرائط جديدة… ورفض فلسطيني قاطع
وقدّمت إسرائيل خرائط محدثة لإعادة انتشار قواتها، تتضمن السيطرة على محور “موراج” والإبقاء على أكثر من 40% من مساحة غزة تحت السيطرة الإسرائيلية، لكن حركة حماس رفضت تلك المقترحات، معتبرة أنها “شرعنة لإعادة احتلال القطاع” وتقسيمه إلى مناطق معزولة، وشبهتها بـ”معسكرات نازية”، محذّرة من تداعيات تهجير آلاف النازحين إلى مصر أو غيرها.
في المقابل، اتهم مسؤولون إسرائيليون حماس بـ”المماطلة” ورفض تقديم تنازلات، في حين شدد مسؤول فلسطيني على أن “إسرائيل تواصل حرب الإبادة وتحاول كسب الوقت”.
مفاوضات متعثرة وتقدم محدود
رغم العقبات السياسية والعسكرية، أحرزت المفاوضات غير المباشرة في الدوحة بعض التقدم في ملفات المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى، بوساطة قطرية ومصرية، ومشاركة أمريكية، وتطالب إسرائيل بمنطقة عازلة بعمق 2-3 كيلومترات في رفح، و1-2 كيلومتر في باقي المناطق الحدودية، وهو ما يزيد من تعقيد فرص التهدئة.
في ظل هذه التطورات، لا تزال الأوضاع في غزة تنذر بتصعيد جديد، وسط استمرار سقوط الضحايا المدنيين، وتعقيد المسارات السياسية والإنسانية على حد سواء.
نتنياهو يتعهد لسموتريتش: الحرب على غزة ستُستأنف بعد الهدنة المؤقتة
كشف تقرير للقناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأن الجيش الإسرائيلي سيستأنف عملياته العسكرية في غزة فور انتهاء الهدنة المقترحة التي يجري التفاوض بشأنها في الدوحة وتمتد لـ60 يوماً.
وبحسب التقرير، قال نتنياهو خلال اجتماعات مغلقة مع الوزير اليميني المتطرف: “بعد الهدنة سننقل السكان إلى جنوب القطاع ونفرض حصاراً مشدداً على شمال غزة”، في إطار خطة تهدف إلى “فصل المدنيين عن حماس”، تمهيداً لاستمرار العمليات العسكرية بعد انتهاء وقف إطلاق النار.
ويطالب سموتريتش، إلى جانب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بضمانات واضحة من نتنياهو بأن الحرب على غزة لن تتوقف بشكل نهائي، وأن الهدنة لن تكون مقدمة لتسوية طويلة الأمد مع حماس.
وأكد رئيس الوزراء خلال الاجتماعات أنه “سيلتزم بهذا الوعد”، مبرراً تأخر تنفيذ وعوده السابقة بشأن “تدمير حماس” بانشغاله بالتحضيرات العسكرية للمواجهة الأخيرة مع إيران. ونقلت القناة عن نتنياهو قوله لسموتريتش: “كنت مشغولاً بملف إيران، أما الآن فسأتفرغ لضمان التزام الجيش بتعليماتي”.
في السياق ذاته، أشارت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن الخطة الإسرائيلية تتركز على عزل الشمال، وتركيز المدنيين في شريط جنوبي لتسهيل العمليات العسكرية مستقبلاً.
عباس يؤكد أن الحل الوحيد في غزة هو انسحاب كامل لإسرائيل وتسليم القطاع للسلطة الفلسطينية
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في عمّان، أن الحل الوحيد القابل للتطبيق في قطاع غزة هو الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية وتمكين الدولة الفلسطينية من تولي مسؤولياتها بدعم عربي ودولي فاعل، مشدداً على أن حركة حماس “لن تحكم” القطاع.
وشدد عباس على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق.
وطالب عباس حماس بتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية والانخراط في العمل السياسي عبر الالتزام ببرنامج منظمة التحرير، والشرعية الدولية، ومبادئ النظام والقانون والسلاح الشرعي الواحد.
كما دعا إلى وقف الإجراءات الأحادية مثل التوسع الاستيطاني ووقف الاعتداءات على المقدسات، مؤكداً أهمية إطلاق عملية سياسية جادة لحل الدولتين عبر مؤتمر دولي للسلام مقرّر عقده في نيويورك نهاية يوليو الجاري برئاسة السعودية وفرنسا.
وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة في الدوحة بين وفدي حماس وإسرائيل، برعاية قطرية ومصرية وبمشاركة أمريكية، سعياً لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
“حماس”: نتنياهو يُفشل المفاوضات عمدًا ويقود إسرائيل نحو كارثة استراتيجية
اتهمت حركة “حماس”، اليوم الإثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعمد إفشال جولات التفاوض الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أنه “لا يريد التوصل إلى أي تسوية سياسية تُنهي الحرب”.
وقالت الحركة في بيان رسمي إن “نتنياهو يتفنن في إفشال جولات التفاوض الواحدة تلو الأخرى”، معتبرة أن استمراره في الحرب “يزج بجيشه وكيانه في معركة عبثية بلا أفق”، لا تهدد حياة الأسرى والجنود فحسب، بل تنذر أيضًا بـ”كارثة استراتيجية لكيانه”.
وأضاف البيان أن المقاومة الفلسطينية “تخوض حرب استنزاف يومية، تعتمد على تكتيكات ميدانية مفاجئة تُربك حسابات العدو وتُفقده زمام المبادرة، رغم تفوقه الناري والجوي”.
واعتبرت “حماس” أن ما يروج له نتنياهو من “نصر مطلق” هو مجرد “وهم إعلامي يهدف للتغطية على هزيمة ميدانية وسياسية مدوية”، بحسب تعبير البيان.
مقتل وجرح جنود إسرائيليين شرق غزة.. تفعيل “بروتوكول هانيبعل” بعد هجوم مباغت لحماس
أفادت وسائل إعلام عبرية بمقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين إثر “حدث أمني كارثي” شرق مدينة غزة، عقب هجوم مباغت شنته وحدة مسلحة تابعة لحركة “حماس” خرجت من نفق واستهدفت قوة إسرائيلية بشكل مباشر.
وبحسب المعلومات الأولية، استخدمت “حماس” عبوة ناسفة كبيرة وصاروخاً مضاداً للدروع في استهداف آلية عسكرية إسرائيلية، ما أدى إلى اشتعالها بالكامل، وسقوط قتيلين وثلاثة مصابين على الأقل بجروح خطيرة.
وأشارت التقارير إلى أن الهجوم تخلله فقدان جندي إسرائيلي في اللحظات الأولى، الأمر الذي دفع الجيش لتفعيل “بروتوكول هانيبعل” الذي يقضي باستخدام القوة القصوى لمنع اختطاف الجنود، حتى لو كلف ذلك حياتهم. لاحقاً، تم العثور على جثة الجندي الذي يُعتقد أن المهاجمين حاولوا أسره.
وأضافت المصادر أن اشتباكات عنيفة اندلعت مع قوات الإسناد الإسرائيلية التي هرعت إلى موقع الكمين، وأسفرت عن مزيد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار المعارك شرق غزة، في وقت تتعثر فيه مفاوضات وقف إطلاق النار، وتواجه إسرائيل ضغطاً داخلياً متزايداً بشأن مصير جنودها في القطاع.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا