غزة.. تصعيد عسكري عنيف يسفر عن مقتل 22 فلسطينياً وإصابة العشرات - عين ليبيا

شهد قطاع غزة منذ فجر اليوم تصعيداً عسكرياً عنيفاً، أسفر عن مقتل 22 شخصاً وإصابة عشرات آخرين جراء غارات جوية وضربات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من شماله وجنوبه.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن القصف طال منازل سكنية، من بينها منزل لعائلة سلمان في شارع السلام بمدينة دير البلح، ومناطق المفتي شمال مخيم النصيرات، بالإضافة إلى قصف مباشر في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وأكدت مصادر طبية في مستشفيات غزة انتشال جثامين عدد من الضحايا من تحت أنقاض منازل مدمرة، في ظل استمرار عمليات البحث عن مفقودين رغم صعوبة الظروف الميدانية.

وفي حادثة وُصفت بأنها “مجزرة”، قُتل تسعة فلسطينيين من منتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط القطاع، وأصيب العشرات، وسط اكتظاظ شديد في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس حيث نُقلت جثامين الضحايا.

كما هاجمت الزوارق الحربية الإسرائيلية مراكب صيد شمالي خان يونس، وأعلنت اعتقال ثلاثة صيادين فلسطينيين.

وفي مجزرة أخرى، قُتل سبعة أفراد من عائلة الدحدوح إثر قصف مباشر استهدف مبنى داخل محطة الشوا للبترول على مدخل حي الشجاعية شرق غزة. وأسفر القصف عن مقتل سبعة فلسطنيين.

وأشارت مصادر طبية إلى أن عدداً من أفراد العائلة أصيبوا بجروح متفاوتة، بينما تتواصل جهود فرق الإنقاذ للعثور على ناجين تحت الأنقاض.

وفي تطور ميداني منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مقتل ضابط وستة جنود في انفجار ناقلة جند بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأوضحت إذاعة الجيش أن عملية التعرف على هوية القتلى استغرقت عدة ساعات بسبب احتراق الناقلة، فيما فشلت فرق الإنقاذ في إخماد النيران قبل نقل الناقلة إلى إسرائيل لاستكمال عملية الإطفاء.

من جانبه، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فقدان الضابط والجنود بأنه “مؤلم”، مؤكداً أنهم قُتلوا أثناء الدفاع عن إسرائيل وسعيهم لإعادة المخطوفين.

كما أطلق الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ على هذا اليوم لقب “الصباح المؤلم”، مشيراً إلى أن الوضع الميداني في غزة لا يزال صعباً، والمعارك مستمرة والعبء ثقيلاً.

أما زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، فقد وصف الحادث بأنه “كارثة كبرى” وأكد أن الصباح كان صعباً للغاية بعد فقدان سبعة من مقاتلي الجيش جنوبي قطاع غزة.

وتواصل إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل 55,959 شخصًا أغلبهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى إصابة 131,242 آخرين.

محافظة القدس: إسرائيل دمرت أكثر من 600 منزل ومنشأة منذ بدء حرب غزة وسط تحذيرات من “جريمة تهجير قسري”

أعلنت محافظة القدس أن السلطات الإسرائيلية دمرت منذ السابع من أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 623 منزلاً ومنشأة فلسطينية في المدينة، في تصعيد وُصف بأنه جزء من سياسة ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة.

وذكر بيان رسمي صدر الأربعاء عن المحافظة أن عمليات الهدم شملت منازل سكنية مأهولة منذ عقود وأخرى قيد الإنشاء، إضافة إلى منشآت تجارية واقتصادية تمثل مصدر رزق لعشرات العائلات. وأضاف البيان أن قوات الاحتلال كثفت عملياتها مؤخراً، حيث هدمت منزلاً في بلدة حزما شمال شرق القدس بحماية مشددة، ضمن حملة تستهدف ما تبقى من الحضور الفلسطيني في المدينة.

وأشار البيان إلى أن سياسة “الهدم الذاتي”، التي تُجبر الأسر الفلسطينية على تنفيذ عمليات الهدم تحت التهديد بالغرامات أو الاعتقال، تمثل وسيلة “لإشراك الضحية في الجريمة” وتكريس الضغط النفسي والاقتصادي لإجبار السكان على الرحيل.

ورغم دفع معظم العائلات المتضررة لغرامات ومخالفات باهظة على مدار سنوات، أكدت المحافظة أن السلطات الإسرائيلية واصلت رفضها منح تراخيص بناء، أو فرضت شروطاً تعجيزية، إذ لم تتجاوز نسبة الموافقات على طلبات الترخيص 2%، فيما لا يُسمح للفلسطينيين بالبناء على أكثر من 13% من مساحة القدس الشرقية.

ووصفت المحافظة هذه الممارسات بأنها جزء من سياسة إسرائيلية أوسع تهدف إلى فرض الأمر الواقع وتهويد المدينة وتفريغها من سكانها الأصليين، عبر مصادرة الأراضي، وتقييد التخطيط والبناء، وتشجيع الاستيطان.

واعتبرت أن ما يجري في القدس يشكل “جريمة تهجير قسري ترتقي إلى جريمة حرب”، مطالبةً المجتمع الدولي، ولا سيما محكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان، بالتدخل الفوري لمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته ووقف ما وصفته بـ”الجرائم الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني”.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا