فبراير.. اختفت ألوان الحياة - عين ليبيا

من إعداد: عبدالمتين العطوشي

عندما سرقت الميزانيات وعندما نهب المال العام وانتشر الفساد المالي والإداري، بل والأخلاقي ونهش ما تبقى من مؤسسات الدولة الهشة هذا إذا كانت هناك دولة في الأصل وضرب بقرارات وقوانين تشريعية بعرض الحائط..

بقي الليبيون يترقبون المشهد العام عن بعد..

ولكن عندما لامس الضرر السكان والبشر الفرد والمواطن أصبح الأمر خطير للغاية أصبح كارثي بامتياز أصبح مريع ومثير لاستفزاز، فالساكت عن الحق شيطان أخرس وسكوت أصحاب الحق عن حقهم وخوفهم من مواجهة الظلم والظالمين أخطر وأكثر فظاعة..

عندما أعيش أنا المواطن الليبي في القرن الواحد والعشرون في بيوت خرسانية مثلجة بلا تدفئة وفي أكواخ الصفيح مثقوبة الأسقف تغمرها قطرات المطر في شتاء قارص ترجف من رياحة الأشجار والأبدان ويقتل صقيعه العجزة والأطفال ويقطع التيار الكهربائي بلا تنبيه بلا إنذار..

هذا قليل من كثير تكفي رؤوس الأقلام فلا تسع السطور لذكر التفاصيل..

يا من حملتم المسؤولية “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”…

أهذه حياة الرفاهية والهناء التي تريدون يا ليبيون…؟

شر البلية ما يضحك فلا ندري أنضحك أم نبكي، اختلطت المشاعر وتمازجت الأحاسيس واختفت ألوان الحياة.. أيعقل أن أعود أنا المواطن الليبي إلي حياة القرون والوسطى من جديد..؟!

أيعقل أن نوقد الشموع ونذرف الدموع من قهر الزمان..

ما أشبه حالنا بقطاع غزة وما أشبه معبر رأس أجدير بمعبر رفح، وما أشبه ليبيا اليوم بفلسطين المحتلة..

فماذا بقي لنا أيها الليبيون عندما يقتلنا القاتل ويمشي في جنازتنا عندما نذل ونهان.. ونحن ندري من المسؤول ونعلم ماذا يجري وما يحدث.. فيما وراء الكواليس.. لم يبقى لنا إلا أن نأخذ معونات المؤسسات الخيرية والجمعيات الأممية أو ننتظر ترامب وأشباه ترامب كثيرون أن يقوموا بإيجاد مناطق آمنة تؤوي الليبيين أصبحنا نشكل عبئاً على العالم في الوقت الذي كنا نحن الداعمين، فلولا نفط ليبيا ثرواتها لمَ أضاءت شوارع أوروبا وأزقتها..

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن بقينا في الظلام وهم من ثرواتنا متشبعين، طائرات تقصف بصواريخها من جهة وطائرات ترمي أغذية وأدوية..

أنها حقيقة مرة ومأساة مؤلمة وليست كلمات فقط بل معاني في سطور..

نقول هذا ونحن على شفى حفرة من نار هذا إن لم نكن فيها..

فلماذا وصلنا إلى هكذا حال ولماذا عجزنا عن إيجاد الحلول…؟!



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا