فشل الانتخابات الليبية وغياب الدستورية - عين ليبيا

من إعداد: د. أسماء الشيباني

عانى الشعب الليبي الأمرين من الديكتاتورية طوال الحقبة “الجماهيرية” والتي كان غياب الدستور سمة مميزة لها.

فقد كان القذافي يعتبر الديمقراطية دجلا ولا يريد أن يكون في ليبيا دستور يقيد أيا من سلطاته المطلقة.

ومنذ اندلاع ثورة 17 فبراير المجيدة قبل أكثر من عشرة سنوات حرصت الثورة المضادة على رفض فكرة إعادة تبني دستور الاستقلال بعد إدخال التعديلات الضرورية عليه، وأدخلت البلاد في فراغ دستوري لكي لا تتجاوز ليبيا مرحلة الجماهيرية إلى غير رجعة.

وترتب على هذا الفراغ الدستوري الاقتتال الداخلي وتسليم مصير ليبيا إلى دول لا تريد بنا خيرا.

وهذا ما يفسر حرص الثورة المضادة الشديد على إجراء الانتخابات الرئاسية بدون أن يكون لليبيا دستور أو بدون توافق وطني على قاعدة دستورية تُحدد صلاحيات الرئيس وحدود هذه الصلاحيات.

إنها تريد صنع قذافي جديد عبر صندوق الاقتراع لينقض على الديمقراطية على طريقة النازيين.

وإن تعجب فعجب موقف “الأسرة الدولية” التي تدفع بكل ما أوتيت من قوة في سبيل إجراء انتخابات رئاسية في ليبيا بدون دستور أو قاعدة دستورية.

إننا في الحزب الديمقراطي نعلم جيدا أن ليبيا تملك احتياطات مهولة من الغاز الطبيعي هي من الأكبر في العالم، وهو ما يخولها أن تكون لاعبا رئيسا في سوق الطاقة العالمي في مرحلة ما بعد النفط.

والقوى الكبرى تريد أن تضع يدها على هذه الثروة الأسطورية، إنها لا تلقي بالا للديمقراطية في ليبيا فما يهمها هو الغاز وليذهب الشعب الليبي إلى الجحيم.

لهذا فإن القوى الكبرى تريد تنصيب ديكتاتور دمية جديد على ليبيا – كما كانوا قد نصبوا القذافي من قبل – يسيطرون عبره على ثروة ليبيا الجديدة ويسيم الشعب الليبي سوء العذاب فلا ينبس ببنت شفة.

إنهم يريدون الجماهيرية الثانية، لقد فشل الشعب الليبي في الاستفادة من ثروته النفطية التي بعثرها القذافي على القاصي والداني في مشارق الأرض ومغاربها للحفاظ على كرسيه، فكانت هذه الثروة نقمة علينا كما تنبأ بذلك الملك إدريس رحمه الله بدلا من أن تكون نعمة.

إننا نحن الليبيين نشعر بأن الغرب قد تخلى عنا في بناء ديمقراطيتنا. إنه علينا نحن الليبيين والليبيات أن نعي حجم المؤامرة التي تحيكها الدوائر الاستخباراتية العالمية لتحرمنا حقنا في الحياة، فعلينا أن نرفض مهزلة الانتخابات الرئاسية بدون قاعدة دستورية، فالمؤمن كيس فطن لا يلدغ من جحر مرتين، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.


البريد الالكتروني
info@thedemocraticpartyoflibya.org

الموقع الالكتروني
www.thedemocraticpartyoflibya.org




جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا