فلسطين على أبواب التحول الطاقي.. مشروعات شمسية كبرى لتقليل الاعتماد على الاستيراد - عين ليبيا
تعاني فلسطين من نقص في الموارد الطبيعية والثروات المعدنية، فيما يمثل شح مصادر الطاقة التقليدية كالنفط والغاز أبرز تحدياتها، مع ارتفاع أسعارها لتوازي مستويات مدن عالمية غالية المعيشة. ويزيد من صعوبة الوضع سيطرة السلطات الإسرائيلية على كمية المحروقات وأسعارها وعمليات إدخالها.
ولمواجهة هذه الأزمة، اتجه الفلسطينيون إلى مصادر الطاقة المتجددة كحل بديل ومستدام، متماشٍ مع التوجهات العالمية للاستثمار في الطاقة النظيفة، مع تركيز واضح على الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والحرارة الجوفية للأرض.
وفي خطوة استراتيجية، اعتمد مجلس الوزراء الفلسطيني، في 30 أبريل الماضي، “الخطة الوطنية للطاقة المتجددة في فلسطين 2025-2030″، بهدف إنتاج نحو 30% من الاحتياجات الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030، مع التركيز على الطاقة الشمسية كمحرك رئيسي للتحول الطاقي.
أطلقت السلطة الفلسطينية، بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين عبر برنامج “نور فلسطين” الذي يقوده صندوق الاستثمار الفلسطيني، مجموعة من المشاريع الكبرى للطاقة الشمسية، بهدف إنتاج 200 ميغاواط من الكهرباء، أي ما يعادل نحو 17% من احتياجات البلاد.
ومن المتوقع أن تولد هذه المشروعات طاقة كهربائية تصل إلى 340 غيغاواط/ساعة سنويًا، ما يقلل مشتريات الكهرباء من إسرائيل بحوالي 48 مليون دولار سنويًا ويوفر نحو 12.5 مليون دولار إضافية في تكاليف الطاقة.
كما منحت الحكومة الفلسطينية 67 ترخيصًا بطاقة إجمالية تصل إلى 157 ميغاواط، مع توقيع اتفاقيات لتوسيع إنتاج الكهرباء محليًا من مصادر تقليدية ومتجددة.
تشير منصة “الطاقة” التي أوردت التقرير، إلى أن هذه المشروعات ليست مجرد استثمارات بيئية، بل ضرورة اقتصادية واستراتيجية، تساعد في تقليل فاتورة استيراد الكهرباء، خفض الانبعاثات، تحقيق الاستقلال الطاقي، وتوفير مئات فرص العمل، مع دعم قطاعات الزراعة والتعليم والصناعة.
ومع استمرار تنفيذ هذه المشاريع، تبدو فلسطين على أعتاب مرحلة تحول طاقي حقيقية، تجعل الطاقة الشمسية في قلب مزيج الكهرباء، وتفتح الطريق نحو اقتصاد أكثر استدامة وأمنًا للطاقة.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا