في الذكرى السابعة لثورة فبراير - عين ليبيا

من إعداد: آمنة أحمد القلفاط

رحم الله شهداء ليبيا في كل مكان من ربوعها وفي كل مرحلة من مراحل تاريخ بلادنا، من قدموا انفسهم من أجل قيم شاملة لمصلحة الإنسانية عامة.

من المعتاد أن يتتفق الناس حول المعاني السامية النبيلة ويقفوا صفاً واحداً لنصرتها، ومن المتعارف عليه أن يخجل المخطي ويطأطأ الرأس خجلاً عندما يتعلق الأمر بظلم أو تعدي على حقوق أو نهب واختلاس.

في أحسن الظروف وأكثرها رحمة ينبذ المجتمع، كوحدة واحدة تتحرك معاً بمبادئ جبلت عليها، تنبذ المخطي وتستبعده، ويكون أكثر ما تخشاه، كتلة المجتمع هذه، هو استفحال الخطأ وانتشاره وتعميمه حتى يعتاد عليه المجتمع  ويصبح تحصيل حاصل أن يعتاده ويغظى الطرف عنه.

الثورة ليست كيان مجسم بمقاييس محددة، نعشقها كجمال مجرد له وصف مجرد. الثورة حدث، الثورة انتقال من ـ إلى. الثورة باهضة التكاليف، الثورة نتائجها عامة شاملة، تطال الجميع ولا تستبعد أحد أو تنبذه. الثورة بحاجة دائمة للمراجعات والتصحيح وقبل هذا وذاك بحاجة لتحديد دقيق لأهدافها العامة، وقيمها الشاملة المتمثلة بالحرية والعدالة والنماء.

الثورة ليست انفجار عشوائي ينفث الحمم والشرر  ويأخذ بعد أن يهدأ تضاريس جديدة عشوائية، جافة لا زرع ولا ضرع فيها.

احتفال الذكرى السابعة للثورة بقدر ما جاء عشوائياً في معناه، كان أيضاً عشوائيا في اتجاهه. لمن نحتفل؟ ولماذا؟ هل نحتفل بالثورة كمجسم أو شعار جاف مصمت؟ أم بمبادئ وقيم طالبنا بها وثرنا من أجلها لكننا فشلنا في تحقيقها؟ أم بسلطة لا نعرف بيد من؟ أم بمستقبل مجهول لا نعرف له خارطة؟

إن كانت ثورتنا من أجل قيم نعرفها وندركها ونفتقدها ونريدها مثل الحرية والعدالة والتنمية، فهي للأسف لم تتحقق. ومن يعتقد أننا نعيش في حرية فهو مخطئ لأننا أقرب للفوضى منها للحرية. إن كانت من أجل العدالة، فهي أيضا لم تتحقق فلا عدالة ولا ادواتها وما يجاز لهذا يحرم لذاك، والقانون يطبق برعاية أفراد ومجموعات لاتجتمع تحت رأي واحد.

القيم لا تتجزأ، العدالة والحرية والتنمية لا تكون حكرا لأحد دون الآخر. إن كانت أهداف الثورة هي العدالة والحرية والتنمية فعلينا أن نعي أن لكل منهم شروط واضحة بينة لا جدال فيها، متى تحققت، وصلت الثورة لشاطئ الأمان، وحق لنا أن نحتفل آنذاك بها.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا